منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اتمنى ان انسى واتغير /رجل الرجال ،نور الايمان
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-05-2013, 03:08 AM
  #8
نور الإيمان
العضو الماسي وكبار الشخصيات

تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 6,354
نور الإيمان غير متصل  
رد : اتمنى ان انسى واتغير /رجل الرجال ،نور الايمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلمي يا غاليتي ان سعادتنا أو شقاؤنا في هذه الدنيا قضاء وقدر قدره الله عز وجل علينا واختاره وارتضاه لنا ومن ثم يكون من صنعنا ؟ كيف ؟ بنظرتنا نحن لانفسنا وللحياة ولمن حولنا

نحن من بيدنا أن ننظر للاشياء ولكل من حولنا كيف نريد

فكثير من البشر الذين يعانون في حياتهم لم يتذوقوا حلاوة مزاياهم لأنهم مشغولون بتذوق مرارة عيوب غيرهم

واراك يا غاليتي انشغلتي كثيراً بالماضي وتعاني من سلبيات اهلك دون ان تتمتعي بالجوانب الايجابية التي تملكينها ويملكونها فلا يوجد انسان مكون من سلبيات وعيوب فقط ، الا لو ركزنا فقط في هذا الجانب

واراك غاليتي أحطتي نفسك بدائرتين:

الأولى: التفكير السلبي : حيث انتقيتي كل ماهو مؤلم ومزعج من المواقف أو الأشخاص وعممتيه على حياتك وعلى من يوجدون بها

ولكن الحياة رحلة لا تقف عند محطة فقط لنظل نتجرع مرارة هذه المحطة طوال حياتنا لا ، ولا يمكن اختصارها فى سطور اقرأي حياتك من كل الزوايا لتدركي وتتقبلي حقيقتها

والثانية : النقد : فكم كنتِ ستتميزي إن لم تنشغلي بنقد محيطك وأصريتي على البحث عن دورك في علاج المشكلة

فكثير يرى أن دوره ينتهي عندما ينتقد اخطاء محيطه او اهله ، ولكن مسؤوليته امام نفسه لا تقتصر بانتقاد او تجنب من اخطئ في اسرته ؟ لا يكفي ولا يجب على المؤمن ان يكون حظه من التغيير ان يكون ناقداً للمخطئين بل عليه أن ينشغل في اصلاح محيطه وان يبذل الجهد في ذلك وليس الإكتفاء بتجنب المخطئين ونقد قصورهم واخطائهم ولو كانوا مخطئين

بل واجبه بذل جهده في علاج ذلك القصور على قدر ما يستطيع ، فهل المشكلة فقط في تصرفات الأهل وتعمدهم ايذائكم ؟ أم المشكلة أيضاً في عقلية بعض الابناء في التعامل مع الاهل المخطئون ؟ ففرق بالغ بين السلوك الخاطئ للأهل ، وبين تعمدهم الأذى والتجريح لابنائهم بقصد وبتخطيط مع وجود الفهم والادراك بنتائجه عليهم

فالاهل حتى لو كانوا يؤذون اولادهم بنتائج افعالهم تجاه بعض الا انهم لجهلهم بتلك الاشياء لا يعلمون ان لها اثر سلبي عليهم ، فلا يوجد اهل يكرهون اولادهم او يتعمدون الاساءة لهم او اذيتهم ولكن يوجد اهل لا يملكون القدرة على التعامل مع اولادهم بشكل سليم ، ومتأكدة لو سألتي الاهل عن تعريفهم لمعنى الاذى النفسي للابناء سيكون لهم تعريف آخر لا يمت لما قاموا به ابدا لانهم لم يكونوا يعروفوا اثر هذه الامور على اولادهم غاليتي

وما قمتي بذكره كان بين والدك ووالدتك وما كان بينكم وبينه كان وقت غضب ، وخروج الانسان عن طوره وقت الغضب ابتلاء لمن اصيب به يستوجب ممن حوله الرأفة بحاله والدعاء له بالشفاء مما وقع فيه ، فمن خلال المواقف يتضح ان والدك انسان انفعالي انفعاليته نتيجة فعل او رد فعل وليست ناتجة عن تخطيط او حقد او كره او بغض ، يرتفع عنده الانفعال ثم يهدأ وينسى كل شئ

وارى بعين والدتك انها قد لمست فيه الخير بداخله وحفظت طبعه ولذلك استمرت علاقتهما ، والان هذه العلاقة تحسنت واستقرت او على الاقل باتت افضل من ذي قبل

اقدر احساسك غاليتي تماماً ولكنا بشر ولسنا معصومين من الخطأ ويبقى والدك وله حق عليك حتى ان الله قرن رضاه برضا الوالد { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رضا الله في رضا الوالد وسخط الله في سخط الوالد }

والابناء يأملون من ذويهم كل شئ في هذه الحياة وللآباء ايضا ذات الامنيات فهم كذلك يحلمون مثلكم بذات الاشياء التي تتمنونها منهم .

أنتِ تدققين في كل شيء حولك وبالاخص في اقرب الناس لك ( أهلك ) ولذلك المطلوب منك توجيه هذا التدقيق لداخل نفسك أنتِ . لابد لنا أن نعطي ونأخذ وأنت حينما نظرت لأهلك بهذه النظرة السلبية تعمقت الجفوة والفجوة بينك وبينهم ولو ركزت على جوانب الخير فيهم لوجدت ما تحمدينه فيهم ومن ثم رجع الود رويدا رويدا بينك وبينهم.

وسأبدأ بالتعليق على ما ورد في استشارتك :

(((عندما كنت في الابتدائي كان بعض البنات يستهزءن بي بسبب فقري ولكن بالاصل اهلي لديهم مال فيجعلني اكره اهمال عائلتي))))

يا غاليتي لاحظي قولك { بعض } ، وهذا يجعلنا نعود للتفكير السلبي وفكرة تعميم الاثر على سائر حياتك ونفسك ، يا عزيزتي خطأك انك انشغلتي برأي الاخرين بك وانطباعهم عنك ونظرتهم ورأيهم فيك ، فانشغالك بنظرة الاخرين فيك نتج عنه ما تعانيه الآن مثل نوع الافكار ونظرتك لذاتك ، فنحن لا نملك تغيير الاخرين وبنظرة مبسطة لهؤلاء البنات نتأكد ان الخطأ فيهم هم وليس فيك ، فهم من كان ينقصهم التربية والفهم ومعرفة ان الفقر او قلة المادة او نوع الثياب ليس معيب للشخص وان المقياس عند الله هو التقوى والايمان وصفاء السريرة من امراض القلب ، يعني انتِ امام الله وكإنسانة وكتربية كنتِ افضل منهم بدرجات كبيرة جداً

اذا كنتِ سترضي الكل فهذا ضرب من الخيال ، الناس يتغيرون من حولك ، كل مرحلة من حياتك ستقابلين اناس جدد فهل سترضي الجميع عنك ؟ الانسان مسؤول عن تعديل نفسه هو ، والانسان المؤمن السائر على نهج رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام مطالب ان يكون كالوردة يفوح بالطيب بغض النظر عن سلوكيات وتصرفات من حوله

لا تنشغلي هل مظهري سيعجب الجميع ويرضيهم ام لا ؟ وقيسي على هذا كل ما تملكين ، انشغلي بذاتك فقط طالما ان مظهرك يرضي الله عز وجل فهذا يكفيك ، اتبعي رضوان الله عليك فقط في كل اعمالك الدنيوية والدينية ، انشغلي بذاتك وليس بتقييم الاخرين لك ، لستي مطالبة بارضاء الاخرين ونيل اعجابهم بك ابداً

اياك اياك ان تستمدي ثقتك وسعادتك من نظرة الاخرين لك ومن تقيمهم لك ورأيهم فيك لا تأخذي سعادتك من الاخرين ومن مقارنتك بما يملك الاخرين او بما يتفوق البعض به عليك ابدا والله عز وجل يقول " ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض "


تدربي ان لا يهمك رأي او نظرة الاخرين لك ابداً ، نعم احترمي اراء الاخرين وتعلمي منهم ما يفيدك واستفيدي من انتقادهم واسعدي بما يقولوه في حقك من خير ولكن لا تجعلي ولا تسمحي ابدا ابدا لاراء الغير ان تؤذيك او تضرك ابدا ولا تجعليها تدخل لنفسك بشكل سلبي فتؤثر عليها سلبا وتسيطر عليك ويستمر التأثير كل هذه السنين الطويلة او القادمة ، فهنا اصبحت هذه الاشكالية شأنك انتِ وحدك ولا دخل فيها لا لاب ولا لام ولا لظروف ، لاننا لا نملك السيطرة على الاخرين ولا نملك تغييرهم ، ولكننا نملك انفسنا بكل بساطة

لو استطعتي الوصول لهذه النقطة المفروض تواجدها بشكل بديهي واساسي في النفس اي انها ليست من الميزات فهذا يعني بلوغك نضجك النفسي تماماً

يمكنك الوصول للكمال والتفوق والتميز على كل من يحيطون بك بكل سهولة ويسر : من خلال التميز بدينك وبتفوقك الدراسي وباخلاقك السمحة الراقية هذه اشياء بسيطة وبيدك اتقانها والتميز بها

فالناس دوما تنجذب نحو الناجحين المتميزين ، فبدل ان تتجنبي اخواتك لانهم يعاكسوك في التفكير افعلي العكس اجعلي لذاتك شخصية جذابة حتى ينجذبوا هم لك ويتبعوا لبسك وحركاتك والتزامك وتفوقك وطاعتك لله وعدم خوفك الا منه هو واستشعار مراقبته هو وحده ، وهذا لن يتأتى بتجنبهم والابتعاد عنهم بل بالعكس بالتأثير فيهم من خلال سماحتك وبشاشتك وقربك منهم واحتوائهم والصبر عليهم ومعاملتهم بكل حب ليلمسوا فيك الاخلاق المحمدية ويعشقوا اخلاقك فيبدأو بالتقرب لك واتباعك لانك اصبحتي قدوة ومثل لهم وابدئي بأبسط الامور

1) عندما تنادي اخواتك بأحب الأسماء إليهم فأنت تجتذبينهم لحديثك بعفوية بالغة دون ان تبذلي اي جهد لذلك 2) يجب ان تكوني انتِ من داخلك شاعرة بقيمة نفسك وان لك مكانة واحترام لذاتك والا كيف تطالبي الاخرين بتقديم اشياء لك انتِ لم تقدميها لنفسك ، فالانسان الممثل لا يمكن ان يؤثر في الاخرين ابدا مالم يكن هو مؤمن بنفسه وبقدراته 3) الايمان القوي 4) تقبلي اختلافهم فهناك قانون في الحياة يسمى قانون الاختلاف عندها ستدركي أن الرضا هو نتيجة حتمية وصحية لما يعاكس ارائك وشخصيتك ، تقبلي اختلاف وجهات نظرهم وطباعهم عنك وتقبليهم كما هم وعندها سيتأثروا بك عندما يجدوا منك انتِ القبول مع الصبر عليهم والدعاء لهم بصلاحهم وان لم يتقبلوا التغيير لا تتجنبيهم وكوني معهم بشوشة ضحوكة متقبلة لهم وصادقيهم وتقربي لهم واجعليهم اقرب لك من صديقاتك

بخصوص نظرتك للزواج انتِ محتاجة لان تهيئي ذاتك للزواج بشكل ناضج افكار ناضجة واعية وليست هذه الافكار التي تراودك باشكال مختلفة ، وضعك الاسري الان مستقر مقارنة بالسابق ولذلك يجب التركيز على دراستك ومن ثم عندما يحين وقت الزواج يجب ان تكون نيتك طيبة ولك هدف يرضي الله عز وجل ، فالله يوفق الانسان حسب نيته وعلى نياتكم ترزقون ، والحمدلله ان الوسائل التي تثقف الفتيات الان بحسن اختيار الشريك وكيف تفهمه وكيف يكون لها مهارات تواجه بها المشاكل التي تعترض حياتها وطرق التواصل مع الشريك وغيرها الكثير متوفر بشكل كبير جدا وفي متناول الجميع

والحمدلله انك تتقنين استخدام النت وبذلك تستطيعي ان تطوري نفسك وتصححي افكارك بخصوص الزواج والارتباط وماهية علاقتك بالطرف الاخر ولماذا ستتزوجي فلو كانت النية هرب من اسرتك او من اجل حريتك الشخصية فسأخبرك لن تكوني سعيدة لانك ستظلمي الطرف الاخر معك وانتي ايضا ستظلمي نفسك ، اما لو وضعتي في نفسك انك لستي بحاجة زوجك وان الطلاق وارد لديك في أي لحظة فلن يستمر زواجك مهما تزوجتي بعد ذلك لانك ستظلي تنتظري الشخص الذي يفهمك فقط والذي يؤقلم ذاته على شخصيتك وتفكيرك والذي يعطيك دون ان تغيري من ذاتك او تبادري او تسعي للطرف الاخر بشئ يعني اما يرضي بي كما انا وان يرضيني تماما ويغير ما به من عيوب او لن استمر معه او مع احد غيره وبهذا ستكوني شخصية جافة تأخذ ولا تعطي ولن يفلح لك ارتباط ، وهكذا لكل فعل رد فعل

++++++++++++++++++++++++++++++++++

ملخص لما ذكرته :

العفو عن والدك وما بدر منه وايجاد العذر له فليس كل الاهل ولا الاباء مؤهلين ليكونوا ازواج او اباء ومن هو مؤهل ليكون زوج ليس مؤهل ليكون أب ومن هو مؤهل ليكون اب لاولاد كبار ليس شرط ان يكون مؤهل للتعامل معهم في وقت الطفولة والمراهقة والعكس موجود ، وكثير من كان يجهل التعامل مع اولاده وهم صغار ومراهقين وشباب وتحسنت معاملته معهم بعد ذلك ، وكثير من الاهل ربوا اولادهم على شئ من الثقة بالنفس وهيئوا لهم الاجواء المناسبة لتنميتها ولكنهم واجهوا في المدرسة او الجامعة او العمل من افقدهم تلك الثقة ، ومن هنا نجد ان دور الاهل دور ثانوي وان الثقة تنبع من ذات الشخص ، وسيأتي الحديث عنها بإذن الله مفصلاً

وانا ارى انك وصلتي الآن لمرحلة نضج ووعي وفهم لم تكن متوفرة عند والديك عندما كانا في سنك واكبر ، فلماذا لا تستغليها في التقرب لوالدك واخواتك ؟ وابدئي بوالدتك صادقيها وتقربي لها واجعليها تفضفض لك

وانتِ من الجيل الجديد والأهل اغلبهم ان لم يكن جميعهم الا من رحم ربي كما يطلق عليهم ( دقة قديمة ) حتى الاباء والامهات الجدد رغم توفر كل وسائل التعليم والتكنولوجيا السهلة مازلوا اولادهم يعانون من سوء تربيتهم ومن اخطائهم الفادحة في التعامل معهم وهم عجينة طرية بإيديهم رغم انهم يملكون من الوعي والثقافة والعلم الكثير جداً ، ولذلك لا نلوم الاباء من سنين طويلة حيث لا تعليم ولا تكنولوجيا ، ولهذا اريدك غاليتي وانتِ الاكثر وعي والاكثر فهم وتنور وثقافة وتحسنين استخدام وسائل الاتصال الحديثة ان تحتوي اهلك ، فالارقى والاكثر علم وفهم ونضج هو المسؤول عن احتواء الاخر والمسألة ليست بسن او مركز او دور او جنس ، فلو اختلفتي معهم وانتِ بهذا المستوى الراقي من الفهم والتفكير فمن المسؤول ؟ في هذه الحالة الاولاد المسؤولون غاليتي فهل نعتب على الاكثر فهم ووعي وعلم ام الاقل ؟ راجعي دورك في هذه الفجوة بينك وبين والدك واهلك هل ما تفعلينه من تجنب والدك واخواتك امر صائب ؟ هل انتِ راضية وسعيدة عن هذه التصرفات منك تجاههم ؟ فكري كيف تحتوينهم ولا تقفي عند انتقادهم وتجنبهم فقط وفي المستقبل سيكون اولادك بإذن الله هم المسؤولون ايضا عن احتواءك لان جيلهم سيكون اعلم من جيلك

واعلمي غاليتي ان الله عز وجل جعل بر الوالدين يقتضي الإحسان و لا يشترط الحب قال تعالى ( وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً )

ولكن ماأجمل أن تعطي مالديك بدافع الحب وليس فقط من منطلق الواجب فعليك ضبط مشاعرك وضبط المشاعر لايعني كبتها أوعدم التعبير عنها وإنما هو تغيير فى توجيهها مع إدارة الانفعالات السلبية المصاحبة لها

فخطأ المخطئ سيسأل هو عنه امام الله ، أما ردة فعلنا فسنسأل نحن عنها ، فإن أخطأ فتلك قضيته ، أما ترك ما أمر به الله عز وجل وما اوصى به نبينا محمد عليه الصلاة والسلام في ردود أفعالنا فهذا عيب فينا فاجعلي منهج الدين دليلك في الحياة و ليس عواطف الناس مهما كانوا

فالأزمات فرصة لتنمية حب افراد الاسرة لبعضهم وليس العكس وما اجمل ان تكوني انتِ النواة لهذا الفعل الجميل ، تخيلي ان لك اهل قدامى واهل جدد فمحاسبة الاهل الحاليين عن أخطاء الأهل السابقين خطأ يضر نفسك انتِ اولا ، فلأهل الحاليون يحتاجون دعمكم كأبناء لتروا إيجابياتهم فادعمي كل فعل ايجابي من اهلك لتزيدي منه

اما لو شعرتي انك غير قادرة على التنازل فأهمس لك حبيبتي ان التنازل عن الشئ وانتي غير قادرة على عدم التنازل عليه مذلة ، اما لو تنازلتي وانت قادرة على عدم التنازل فهذا عمل عظيم نابع عن ثقة و نفس مؤمنة مطمئنة

+++++++++++++++++++++++++++++++

بالنسبة لسؤالك حول الثقة بالنفس :

الثقة بالنفس الأصل بها ظنك عن ذاتك وافتراضيتك عن نفسك ، ونقص الثقة بالنفس سببها قلة تقدير الانسان لذاته وسببها خلل في نظرة الانسان لنفسه ، فنقص الثقة بالنفس او حتى انعدامها من الاساس سببه الاساسي ( النظرة الدونية للذات ) فهي ليست مرتبطة بفعل مثالي او صحيح بل مرتبطة بنظرتك أنت لذاتك

نابليون كان له كلمات مازلت تتردد على لسان كل شخص ناجح او يبحث عن النجاح والثقة بالنفس ، كان يقول : من قال لا أقدر أقل له حاول ، ومن لا يعرف اقل له تعلم ، ومن قال هذا مستحيل اقول له جرب

فكثير من البشر يملك من الامكانيات والايجابيات الكثير جدا ولكنه لا يثق بذاته ولا بما يملكه من ايجابيات

وحتى يكون الكلام بشكل عملي سأنصحك بما يأتي :

1) ألف باء الثقة بالنفس واهم وأنجح وأمثل طريقة للوصول لقمة الثقة بالنفس ( تقبلي ذاتك ) فحتى لو سرتي على طرق عملية للتحلي بالثقة بالنفس وانتِ من داخلك لم تتقبلي ذاتك لن تعرفي الطريق للثقة بالنفس ، يقول أحد الاطباء المسلمين عندما كنت مبتعث للدراسة بالخارج كنت ارى عامل النظافة يقف ويتحدث بكل ثقة مع الاساتذة والاطباء والاستشاريين ولم يكن يخجل من وظيفته او ثيابه او مستوى تعليمه او مستواه الاجتماعي او حالته المادية في حين ان كثير من عمال النظافة لا يقون على رفع بصرهم في اصغر موظف ، وفي يوم كان يسير هذا الطبيب العربي وجده عامل النظافة هذا ينادي إسم بأعلى صوته بدون اي القاب فالتفت الطبيب ليرى صاحب الاسم فتفاجئ عندما وجده استشاري كبير ورئيس قسم ، وكان يظنه ينادي على زميله عامل النظافة الاخر ، فعامل النظافة هذا لم يصل لهذه الدرجة من الثقة بالنفس الا بتقبل ذاته والرضا عنها والفرح بها

فتقبل الذات والرضا عن ذاتك ونفسك والرضا بما قسمه الله عز وجل لك والرضا بقضاءك وقدرك هو اهم خطوة للتربع على عرش الثقة بالنفس

فقدر الله ان يخلقك وتمري بهذه الظروف التر مرت عليك ، هذا صلب الإيمان بالقضاء والقدر ، فمن أساسيات تقبل الذات ان نتقبل قضاءنا وقدرنا الذي ارتضاه الله لنا لنعيش بسلام وهدووء وطمأنينة نفسية داخلية تنبع من داخل النفس ومنها ينبع تقبل الذات والرضا عنها ، فمن تقبل الذات تقبل قضائي وقدري بنفس رضية واثقة باختيار الله عز وجل لي

والسؤال المهم الآن كيف تتقبلي ذاتك ؟

1) بتقدير ذاتك ، وتقدير الذات يكون بمعرفة سلبياتك وإيجابياتك التي تمتلكينها ، إيجابياتك ركزي عليها زيدي منها طوريها ادعميها بكل امكانياتك ، اما سلبياتك فلا تقللي من شأنك لاجلها فمن منا بلا سلبيات ، ولا تحزني او تنطوي على ذاتك لاجلها ، او هناك من يعند ويكابر ولا يعترف بها ، او من ينظر لها نظرة تأثر وعاطفة ويبكي لاجلها او ينفعل ، بل انظري لها نظرة خالية من العاطفة او الضعف او التأثر انظري لها نظرة مستشار معالج حكيم نظرة عقلية حكيمة ، الغي عاطفتك وحساسيتك منها واعملي عقلك وبصيرتك في علاج العيوب والتخلص منها وضعي خطة للتخلص منها او حتى تقليلها والسيطرة عليها ، اي اكتبي ايجابياتي وسلبياتي وطبقي ما تم ذكره

2) ( الهدف ) لابد وان يكون لك هدف في الحياة ، ولا يكفي ان نقول هدفي كذا بل لابد وان تتصوريه حقيقة واقعة بكل تفاصيله ومراحله لتستطيعي تخيله ومن ثم تطبيقه ، فلو كان هدفك العمل بمجال معين ولنفترض التعليم وفي مادة معينة ، تخيلي انك تدرسين هذه المادة وتشترين كتبها ومقرراتها وكل ما يلزمها وفكري هل لي الرغبة فعلا للدخول بها ؟ وهل لي الامكانية المادية للحصول على منهجها ؟ وهل لي القدرة على التخرج منها وتخيلي كل تفاصيلها بهذا الشكل وقيسي هل لي القدرة عليها وتخيلي انك تمتحنين بها وتتخرجين وتعملين بالتدريس فيها وانك الان معلمة تقفي امام الطالبات وتعلمينهن اياها وتشرحينها لهم ، او ان هدفك اسرة مستقرة منسجمة فتخيلي فعلا انك زوجة ومن ثم ام وهكذا اي هدف تضعيه ، واعلمي تماماً حبيبتي ان ما يحول بينك وبين تحقيق امنياتك واهدافك عدم رغبتك وليس عدم قدرتك فالرغبة الحقيقية هي القدرة على ملاحقة الهدف

3) تغيير افكارك ، وتصحيح اسباب عدم ثقتك بنفسك ، وتغيير مفهوم الدونية الملاصق لمن يعاني من نقص الثقة بالنفس ، لا تنشدي الكمال والثقة وتنتظرينهم من الآخرين ، فكلما زادت ثقة المرء بنفسه كلما قل اهتمامه بنظرة الناس له وبرأيهم فيه ، حتى الكتمان ناتج عن نقص بالذات لعدم كشف هذا النقص والهروب منه ، والحل لا تنشغلي بتطمين نفسك او جلدها عن طريق اراء الغير فيك ، او نظرتهم لك ، فالثقة بالنفس لتحصلي عليها يجب ان لا تمثلي او تتصنعي خارجيا الثقة بل هي تنبع من الداخل والواثق انسان ( لا يقارن نفسه بغيره ابداً ) لا يرى نفسه افضل من غيره ولا غيره افضل منه ، فهو لا يدري اصلا عن فلان وعلان هو انسان منشغل بذاته عن غيره ومنشغل عن ذاته بالله

انشغلي بنظرتك لنفسك فقط وقبلها نظرة الله عز وجل لك ، فترتاحي تماماً

فكلما كانت نظرة الاخرين لك سلبية ودونية فاعلمي ان هذه نظرتك لذاتك تظهر للآخرين وكلما تقبلتي نفسك كلما تقبلك الاخرين وكلما فرحتي وافتخرتي بنفسك كلما قدرك وابتهج بك الاخرين

4) صلتك بالله : من اهم اسباب الثقة بالنفس وحب وتقبل الاخرين لك قوة علاقتك بالله عز وجل ، فنظرة الاخرين لك ناتجة عن نظرتك لذاتك ثم نظرة الله عز وجل لك

((إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ))

هل لاحظتي غاليتي ( يوضع له القبول في الارض ) سيرسل لك الله القبول من الاخرين لو احبك ، فاسعي لطاعة الله ورسوله فحبك ويرسل لك القبول بين اهل الارض جميعا دون ان تبذلي جهدا لتنالي حبهم وقبولهم ولا تنسي الاسباب ومنها ( طاعة الوالدين ورضاهم )

واعلمي ان نظرتك السلبية لنفسك تؤدي الى تحجيم ايجابياتك ولو كانت عديدة والى تضخيم سلبياتك ولو كانت صغيرة وان الانسان اذا اقنع نفسه بشئ ما اصبح يعيشه مهما كان سيئ او ايجابي

5) التدرج في تدريب ذاتك على كل ما سبق بشكل مرحلي تراكمي فليس مطلوب منك ذلك في يوم وليلة ، امامك كل الوقت

وأخيراً : عزيزتي انتِ الآن تمرين بمرحلة تعرف علمياً بمرحلة المراهقة التي تمتد لسنوات عدة من عمر الانسان ، هذه الفترة تتميز بالتقلبات المزاجية والهرمونية وتضخيم الأمور وشدة الحساسية ، حيث يسبق النضج الجسدي في هذه الفترة النضج النفسي بمراحل عديدة ، ويبدأ التخطيط والحلم بالمستقبل وما يود الشخص ان يفعل به وتتضخم الامنيات والاحلام فيها وتكون الرؤية المستقبلية غير واضحة تماماً ولذلك ارى انك على خير ولا ينقصك شئ لتعيشي سعيدة بإذن الله

أسأل الله لك سعادة الدراين والمعذرة منك اختي الحبيبة لاطالتي وللتكرار لاني تحدثت معك من قلبي دون ترتيب والمعذرة منك لو اخطأت في امر ما ولن انساك من دعائي لك بظهر الغيب ولاي مساعدة اخرى لا تترددي غاليتي

التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 13-05-2013 الساعة 03:13 AM
رد مع اقتباس