رد : لا استطيع مسامحة زوجي العزيز / الاخ رجل الرجال ونور الايمان
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حياك الله أختي أمل
عزيزتي ارجو منك ان تتقبلي صراحتي بسعة صدر ، لان الانسان يجب ان يستمع للنصائح التي تفيده في حياته وليست التي تروق له فقط ، وانا وكلت بهذه الاستشارة واصبحت امانة وجب علي ان اؤديها كما يجب امام الله ومن ثم كما يوجبه علي ضميري وواجبي ، فالمستشار مؤتمن
أختي أمل المشكلة فيك أنتِ وليست في زوجك ، وصدقاً ارى ان زوجك ظُلم بزواجه منك ، انتِ محتاجة للتصالح مع ذاتك وعلاجها قبل ان تتعاملي مع شريك حياتك حتى تستطيعي العيش بشكل سليم لك ولزوجك
الخطئ من زوجك حدث وانتهى وانتِ مازالتي محلك سر لا جديد سوى اجترارك للألم ولا شئ سوى الألم واجتراره
وهذا خطئ كبير يا اختي وما تفعلينه في ذاتك مبالغة في الالم تعبر عن ظاهرة غير صحية نفسياً
الامر حدث وقمتي ضد زوجك سواء باليد ( الضرب ) وباللفظ ( التجريح بالكلام ) واشترطتي ما تريدين
وكانت ردة فعله تحسب له كرجل صادق راقي وليست عليه ابداً واعطاك ما تريدين
فماذا اعطيتيه وقدمتي له مقابل ذلك ؟
اجترار الالم والعيش فيه لا ينبغي ان يستمر كل هذا الوقت ، خلاص الامر حدث وانتهى وزوجك بكى واعتذر وحلف على القرآن وحذف وحظر وترك عمله ليداريك وليعبر عن مكانتك واهميتك كزوجة وحبيبة في قلبه واعترف بخطأه
خلاص ، نبدأ نتعايش مع الوضع ، نبحث في سلبيات انفسنا نحن اولا قبل ان نكبر اخطاء الشريك ونضعها تحت مجهر وعدسة مضخمة ، ارى عيوبي واخطائي واسلوبي منذ الزواج بهذا الشخص حتى يوم المشكلة ، وافهم شريكي وما يحب وما يكره ثم ابدا بوضع خطة استراتيجة واشترط على نفسي بنظام اتقيد به افعل ولا افعل ، امور تقربني من ربي ومن ثم من زوجي وما يقابلها من امور تغضب الله ومن ثم تغضب زوجي ، اي اقيم علاقتي بربي ومن ثم زوجي
وابدأ اثقف نفسي بالقراءة والاطلاع وبالالتحاق بالدورات في الحياة الزوجية وفن فهم نفسية الرجل والحوار الزوجي الصحيح ، واشترك بدورات لتقوية الثقة بالنفس وتطوير الذات ، واي دورات زوجية مفيدة لي ولحياتي
وابدأ :اركز على ايجابيات زوجتي ، اماعيوبه استغل الحادثة لاشترط عليه شروط تفيدنا في حياتنا وتفيده في دينه وحياته وبهذا الامر اتعايش مع الامر بشكل ايجابي وليس ان اعيش فيه واقف عنده واجتر ألمي ولا افتئ اذكره بخطأه انت خاين انت انت انت لن انسى ستظل الخائن في نظري وفكري ووو ، فإن كنتي لم تنسي وتذكريه انه خائن فإن خان فما الذي سوف يتغير في الامر طالما انه فعل كل ذلك ولم تتغير نظرتك تجاهه ، فطالما انه في كل الاحوال خائن فلماذا يحارب نفسه وهواه طالما ان زوجته تراه كذلك
فواجبك اختي ان تعينيه على التوبة النصوح وليس العكس
زوجك انسان وليس ملاك منزل من السماء اخطئ وقد يخطئ مستقبلأ ، فلا نفترض المثالية في الناس ثم نحاسبهم بناء عليها بل يعاملوا معاملة واقعية صادرة عن معرفة بطبيعة النفس البشرية ، حتى بزمن رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث لم تكن هذه الفتن موجودة بحجمها وكميتها وسهولتها مثل زماننا هذا جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أذنبت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أذنبت فاستغفر ربك". قال: فإني أستغفره ثم أعود فأذنب، قال: "فإذا أذنبت فعد فاستغفر ربك". قال: فإني أستغفر ثم أعود فأذنب، قال: "إذا أذنبت فعد فاستغفر ربك". فقالها في الرابعة، فقال: "إذا أذنبت فاستغفر ربك حتى يكون الشيطان هو المخسور".
من لا يرحم لا يرحم، ومن لا يغفر لا يغفر له
عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر: "ارحموا ترحموا واغفروا يغفر لكم"
والله اراد بزوجك خيرا حيث انه لم يسقط بفخ الفاحشة او الخروج او غيرها فلم تتعدى فعلته مراسلات كلامية وهنا لا اقلل من ذلك ولكن وجب التفريق بين الخطأ الكبير والخطأ الصغير وقد فرّقت الشريعة بين الكبائر والصغائر وهنا اريدك ان تدركي اننا في زمن الفتن وحتى تستطيعي تخطي الامر بعقلانية وتفكير للخطوة الصائبة التي تلي هذا الامر حتى نتجنب إعانة الشيطان عليه وعلى انفسنا
وسأتحدث الآن عنك اولا ثم عن زوجك بشكل تفصيلي اكثر :
لانه يجب توجيه الكلام إلى طرفي المشكلة فالخطأ مشترك هنا ، ذكرتي ان زمن ارتباطكم سنة واحدة اي اثنى عشر شهراً فقط ، هل سألتي نفسك أختي أمل ماذا قدمت لزوجي منذ زواجي حتى اليوم ؟ بعيداً عن موضوع الانجاب لان هذا لكِ كأم وله كأب ولكني اتحدث عن علاقة زوجة بزوجها عاطفياً وحميمياً ؟
من اكثركم تعبيرا عن حبه وعشقه واهتمامه بالآخر ؟
من اكثر عطاءاً وكرماً في حبه وعاطفته للآخر ؟
من كان الاكثر ارتباطاً بشريك حياته واكثر تقبلاً له كما هو منذ الزواج وحتى اليوم ؟
من الذي دخل الزواج وهو يفيض حبا وعاطفة للآخر ويقدم للآخر الحب والعطاء والاهتمام ؟
هذه الاسئلة وغيرها لا اريدك ان تجيبيني عليها ابداً ، اريدك ان تجيبي عليها لتقيمي ماضيك مع زوجك ولتتعلمي كيفية التفكير امام كل مشكلة تطرأ عليك بينك وبين زوجك
ابحثي عن عيوبك واخطائك انتِ اولا حتى تلك التي لا ترتبط بالمشكلة بشكل مباشر لتصلي للحل فوراً
اما طلبك الطلاق وانتِ ما زلتي عروس من اجل سبب واهي ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها طلاقاً من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة.
وهذا يفسر انقلاب زوجك لشخصية اخرى بعد ذلك فالرجل لا يبدأ بالتضييق على زوجته وبمنعها ويغير عليها بشكل مبالغ ويمنعها مما تحب وغيرها من الامور التي تسبب لها النفور الا اذا شعر انها لا تحبه ولاتبادله الحب وانها تزوجته دون ان تشعر تجاهه بأي حب بل تزوجته فقط لمجرد الزواج او حتى لا يفوت قطار العمر او لانه كان افضل المتقدمين ، فزوجك ليس غبي ابدا فهو فهم وتأكد انك لم تحبيه وطلبك الطلاق كان اكبر دليل فهذا ذبحه وصدمه بقوة ولذلك تغير وانقلب عليك بعد ذلك ليذيقك كأس المر الذي ذاقه منك بأسلوبك وطريقتك وعدم تقبلك له حتى انه لم يعد يصدق منك شئ لشدة كرهك له اول الزواج وزواجك منه وانتِ اساسا خائفة وغير متقبلة له
ولهذا قلت انه ظُلم بالزواج منك لانك لم تكوني تحبيه ابداً ، فأنتِ ظلمتيه بشخصيتك الجافة ، وقولك عانى اذن سيحافظ علي قياس خاطئ يدل على شخصيتك التي تحب ان تأخذ دون ان تعطي بل كان يجب ان تفكري وتقولي عانى اذن يجب علي ان اعطيه واعوضه لا ان انتظره ان يعطيني ، حتى في المشكلة ثرتي اكثر لشعورك انه اهان كرامتك وليس بمقدار ما تحبيه فلو كنتِ تحبيه بذات الحجم لتجاوزتي عما قام به ولقمتي بالحفاظ عليه وليس جلده مراراً وتكراراً وتذكيره بخطأه حتى ان هذا الامر منافي لأمر الله فليس من الصواب ان نذكر المخطئ بخطأه بعد ان اعترف وندم واصلح فأنتِ بهذا تعصي الله قبل ان تغضبي زوجك ، فكلما كان الخطأ أعظم كان الاعتناء بتصحيحه أشد وليس عقابه خاصة لو صدر من اشخاص يهمنا امرهم بالفعل ، فالحذر كل الحذر من إصلاح خطأ يؤدي إلى خطأ أكبر
والمطلوب منك ان تكوني شخصية واثقة وليس ماسكة عليه شئ حتى تشعري بالطمأنينة ، والثقة بالنفس تتطلب منك التوكل على الله فهو الوحيد المطلع على ما تخفي الصدور ثم بالتسلح بالمعرفة والنضج النفسي والزوجي في حياتك كزوجة دون ان تنتظري ان يأتي ويقول خطأك كذا وكذا او ان واجبه كذلك وينتهي دورك في اللوم والعقاب بل بادري انتِ بمعرفة محبوباته ومبغوضاته فهذا واجبك كزوجة
بالنسبة لزوجك :
يجب تقييم العلاقة بشكل عام وليس حذف كل شئ والتركيز فقط على جانب واحد والادهى انه جانب سلبي ثم نبدأ تقييم العلاقة ؟ هذا تقييم خاطئ للعلاقة الزوجية
يجب ان نقيم العلاقة كاملة من جميع الجوانب ، فالأصل هو إنكار موضع الخطأ وقبول الباقي ، وبتقييمها نجد ان لزوجك ايجابيات عديدة جدا فهو انسان كامل ومثالي بشكل عام ، ومن الظلم انهيار علاقة زوجية من اجل جانب واحد مقابل جوانب ايجابية عديدة مثل الادب والخلق الدين الذوق بره بوالديه رغم طبيعة امه الجافة والقاسية وحياته الجافة ، الكل مدح به حتى اهل زوجته الاولى ولم يتركها الا بعد استحالة الحياة بينهما اي ان صفة الاخلاص وعدم عه التخلي عن زوجته طبع فيه ، ولا ننسى ان طبيعة عمله السفر الدائم والغياب عن البيت والزوجة فالنفس البشرية قد تضعف امام تلك المغريات وهذا يزيد خاصة لو وجد تقصير من زوجته في هذا الجانب الحميمي
فالواجب التفريق بين المخطئ صاحب اعمال الخير والماضي الحسن الذي يتلاشى خطؤه أو يكاد في بحر حسناته ،وبين العاصي المسرف على نفسه الجاحد لزوجته الكاره لها ، التفريق بين من وقع منه الخطأ مراراً وبين من وقع فيه لأول مرة .
التفريق بين من يتوالى منه حدوث الخطأ وبين من يقع فيه على فترات متباعدة ، التفريق بين المجاهر بالخطأ والمستتر به .
مراعاة من دينه رقيق ويحتاج إلى تأليف قلب فلا يغلظ عليه اي يجب علاج الخطأ حسب طبيعة الانسان الذي امامنا فإن اتى بالغظلة او اتى بالرقة وانظري زوجك في اي خانة لتدركي ان امرك سهل وخير بإذن الله
حتى من يراسلهم واحدة متزوجة واكيد تعاني من فراغ وقلة وازع ديني واخرى مريضة ولا امل من اي علاقة بينهما ولا يعرفون اسمه الحقيقي فهذا دليل انه يتسلى فقط ويمضي وقته بشئ ربما اعتاد عليه منذ زمن مقارنة بالزمن الذي قضاه معك كزوج ، فإعطاء الوقت الكافي لتصحيح الخطأ وتجنب إشعار المخطئ بأنه خصم ومراعاة أن كسب الأشخاص أهم من كسب المواقف امر اساس ، حتى سيرتك امامهن لم يقلل من شأنك ولم يذمك او يجرحك بالكلام بل انه في غيابك يعترف لهن انك الزوجة والاساس وهذا كان بشكل تلقائي دون ان يعلم انك ستقرأي هذا الكلام ، فزوجك واضح انه يتخذ هذا الوقت كحمام اعزك الله ليضع به قذرواته وهو معترف انه مخطئ ويحاسب نفسه والحمدلله ان الامر انتهى الان
المطلوب الان ان تشتغلي على نفسك حتى ترتاح داخليا
ان تكوني مهيئة جيدا كزوجة وحبيبة بالتحاقك بدورات زوجية ، خاصة وانك موظفة وذات راتب فاستغلي جزءا منه في حسن التبعل بطريقة علمية ناضجة هناك الاستشاريين الزوجيين المختصين وهناك الدورات الزوجية وهناك كتب النفس_زوجية التي تتحدث عن طبيعة العلاقة مع الشريك وفهم نفسيته واحتياجاته وتوضيح الاختلافات في طريقة التفكير والنظر للامور واستقبال الكلام مثلا كلام يصدر منك بمعنى قد يصله بمعنى اخر والعكس صحيح ولذلك مهم فهم الاختلافات بين طريقة تفكير الرجل والمرأة ، والامور الخاصة الحميمية التي تجعل الزوج متمسك بزوجته ويبتعد عن الاخريات فلا تنشغلي بتصحيح آثار الخطأ وترك معالجة أصل الخطأ وسببه ، ووجب حينما نعاقب المخطئ ونوقفه عما يقوم به بشكل خاطئ ان نقوم بتقديم البديل الصحيح .
استغلال الامر الذي حدث في معالجة قصور الزوج والرقي بحياتكم الزوجية والدينية للافضل وليس في جلده للثأر للنفس فقط ، والتفريق بين الخطأ في حق الشرع والخطأ في حق الشخص : فإذا كان الدين أغلى عندنا من ذواتنا وجب علينا أن ننتصر له ونحامي عنه ونغضب له أكثر من غضبنا لأنفسنا وانتصارنا لها ، وعدم تضخيم الخطأ والمبالغة في تصويره واجترار ألمه والوقوف عنده ، فكثرة التذكير تدخل السأم لنفس الزوج حتى يمل ويفتر ، وترك التكلف و التعسف في إثبات الخطأ وتجنب الإصرار على انتزاع الاعتراف من المخطئ بخطئه في كل مرة يخطر لك ان تجلديه على فعلته وتحاسبيه على امر قام به من خلفك ولم يجاهر به امامك او يتباهى بعلاقاته اوكان يهملك مقابل ذلك
التسلح بالدعاء لله عز وجل بجانب العمل من اجل الحفاظ على حياتك الزوجية ، قال تعالى : ﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى ﴾
(( وأعلمي أن حسن تبعل المرأة لزوجها يعدل الجهاد في سبيل الله ))
واجعلي هدفك الجنة وابتغاء رضى الله عز وجل واحتسبي كل عمل تقومي به من اجل رضى الله عز وجل وان يكون القصد وجه الله تعالى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( أَيُّمَا امْرَأَةٍ مَاتَتْ وَزَوْجُهَا عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتِ الْجَنَّةَ ))
ارجو لك كل السعادة والتوفيق