وقبل أن تشتري السلعة
ماهي درجة حرارة قلبك ؟
مِنّـا .. من تجمّد قلبه بالدنيا
ومع مرور الوقت أصبح القلب مضطرب
خائف
ولأنه أفرغ قلبه إلا من الدنيا ..
فإن الطمأنينة جمعت سكونها
و تركته
فخُلِق في غيابها قلبٌ آخر غير الذي كان
وأصبح يعيش في ظنٍّ أن ملؤه الحياة
وهو لا يشعر أنه مات
عندما ابتلع أقراص الدنيا
ومِنـّا .. من ( كان ) في قلبه تلك الطمأنينة (طمأنينة الإيمان)
وسمح لمساحة من الفرح تسكن داخله
ليتذوق حلاوة الإيمان
لكنه لم يصبر (وبشّر الصابرين)
فالدنيا غَرور .. راودته عن نفسها
فاستجاب لها
فوقع إلى الأسفل
لترحل تلك الطمأنينة عن نفسه كما رحلت عن ميتنا الأول
لكن الفارق بينهما أن ذاك قابع في الأسفل
والثاني جرّب حلاوة العُلو ثم
تعثر إلى القاع
ومنـّا كما قال أحدهم .. فيمن فرغ القلب إلا من الله
من يُضرب بالسيف في سبيل الله فتقع ضربات السيوف على جسمه فتمزقه فما يُحسُّها إلا كأنها قـُبَل أصدقاء من الملائكة يلقونه ويعانقونه!
يااااه .. كبيرٌ هو الإيمان في صدورهم
حتى أنه لا يستشعر الألم
ولا يستشعر ضيق فراق الدنيا
كيف وهم يسابقون بعضهم البعض .. على الجهاد
اقترع عبدالله بن حرام مع ابنه جابر .. من يجاهد أولاً
فخرج سهم الأب
فكان فرحته كأنه وُلِد على الدنيا من جديد
المؤمن لا يضطرب من شيء .. وكيف يضطرب ومعه الإستقرار؟
لا يخاف من شيء وكيف يخاف ومعه الطمأنينة؟
لا يخشى مخلوقا .. وكيف يخشى ومعه الله؟
من يشتري قلباً عائدا ً إلى الله ..ليمارس الحقيقة على مرأى من الزيف .. والعربدة
كلنا نقرأ المواعظ
بعضنا يقرأ التذكرة .. وربما بكى خلال المحاضرة .. وربما سكرته المحاضرة لأيام .. ثم يعود كما كان ..
إنها أشبه بطعام ٍ ساخن .. تأكل منه ما يشبع البطن .. ثم تعيده إلى الثلاجة .. ليبرد
أين الطعام الساخن ؟؟؟؟
أصبح بارد ٌ كقلبِ صاحبنا الأول ..
إلى السائرين إلى الله .. إلى من افتقد تلك الحلاوة في صدره
لنقيم الأفراح اليوم ..
فلذائذ المتعة .. لا تؤكل إلا على موائد التوبة