أصلح عبادتك ..
تتساءل .. أريد العودة إلى الله !
أشعر أني متضايق لأني بعيد عنه
كيف أعود إليه؟؟؟؟
نقول لك ..
أصلح عبادتك
فتحول العبادات إلى عادات .. مسألة خطيرة ..
لأن العادة أشبه بالـ براد
سرعان ما تثلج روح الهمة
إذا دخلت للصلاة .. لا تدخلها كأنك مجبر لتقضي الفريضة .
الصلاة لا تأخذ من وقتك دقائق ..
والشيطان عند الصلاة أمره عجيب .. فإنه لايزال يثقل جسدك عن الصلاة ويرمي عليك من التعب مالا يقدر عليه عشرة من الرجال كل ذلك ليثنيك الخشوع خمس دقائق فقط !!!!!!!!
يقول ابن القيم :
لو عرفت قدر نفسك عندنا ما أهنتها بالمعاصي
إنما أبعدنا إبليس إذ لم يسجد لك وأنت في صلب أبيك ..
فواعجباً ...كيف صالحته .. وتركتنا !!
الشيطان يكرهك لأن أبيك استخلفه الله في الأرض وعلمه الأسماء كلها وأمر الشيطان للسجود له .. لكن الشيطان اختار الخلود في النار إلى أبد الآبدين على أن يسجد سجدة واحدة لله .. وهاهو يثنيك عن الخشوع في الصلاة ..
فما أشبه امتناع سجود ابليس .. بسجود ابن آدم وقلبه لاهٍ
نذكرك .. اقرأ الموضوع بكل حواسك .. واعتلي الفهم قبل أن تعتريك البلادة
واعلم أنك لن تحصل الفائدة بالقراءة ..
بل بتفهم ٍ صحيح ثم تطبيق
يقول أحدهم :
بالإنصراف إلى الصلاة وجمع النية عليها يستشعر المسلم أنه قد حطم الحدود الأرضية المحيطة بنفسه من الزمان والمكان وخرج منها إلى روحانية لا يحد فيها إلا بالله وحده
وبالتولي إلى شطر القبلة في سمتها الذي لا يتغير على اختلاف أوضاع الأرض يعرف المسلم حقيقة الرمز للمركز الثابت في روحانية الحياة فيحمل قلبه معنى الإطمئان والإستقرار على جاذبية الدنيا وقلقها
وبالركوع والسجود بين يدي الله يُشعِر المسلم نفسه معنى السمو والرفعة على كل ما عدا الخالق من وجود الكون
وبالجلسة في الصلاة وقراءة التحيات الطيبات يكون المسلم جالسا فوق الدنيا يحمد الله ويسلم على نبيه وملائكته ويشهد ويدعو
وبالتسليم الذي يخرج به من الصلاة يقبل المسلم على الدنيا وأهلها إقبالا جديدة من جهتي السلام والرحمة
هي لحظات من الحياة كل يوم في غير أشياء هذه الدنيا لجمع الشهوات وتقييدها بين وقت آخر بسلاسلها وأغلالها من حركات الصلاة الصلاة ولتمزيق الفناء خمس مرات كل يوم عن النفس فيرى المسلم من ورائه حقيقة الخلود فتشعر الروح أنها تنمو وتتسع
هي خمس صلوات وهي كذلك خمس مرات يفرغ فيها القلب مما امتلأ به من الدنيا
فما أدق وأبدع وأصدق قوله صلى الله عليه وسلم ( جعلت قرة عيني في الصلاة)
فمن أراد أن يستجلب سكينة الأنس بالله والعودة إلى قوافل الراحلين إلى رحمته .. فعليه أن يبدأ بالعبادات كلها ..
جرّب مرة واحدة الخشوع في الصلاة ثم احسب كم دقيقة أخذت من وقتك ..
هناك أسباب لاستجلاب الخشوع ..
وهي أن تحفظ من القرآن وتقرأه في الصلاة ..
وتحفظ أدعية الركوع والسجود .. لا تذكرها كلها دفعة واحدة . بل دعاءاً دعاءا ً على حدة للتغيير.. لأن الروتين من أسباب عدم الخشوع
يقول:
وفي المسجد ..كنا نسمع قرآن الفجر وكأنما محيت الدنيا التي في الخارج من المسجد وبطل باطلها فلم يبق على الأرض إلا الإنسانية الطاهرة ومكان العبادة
وبدا الفجر كأنه واقف يستأذن الله أن يضيء من هذا النور
وهذه معجزة الروح .. متى كان الإنسان في لذة روحه مرتفعا على طبيعته الأرضية