الجنة
مهما بلغت سعادتنا في الدنيا
سعادة جسدية ..روحية ..
سعادة مع الأحبة
سعادة مع كثرة الأموال
سيأتي يوم تحزن فيه
أعلى قمم سعادتها .. أعظمها حزنا عند خسارتنا لها
بموت حبيب
برحيل غالٍ
بفقر
بمرض
بفشل ..
كلها في الدنيا .. كلها
فإذا أنت تفكرت أن هناك دارٌ ستجمعك مع الراحلين لا يغادرونك أبدا
وأنت فيها مشافىً معافىً أبدا
وأنت فيها ناجح بغير فشل
سعيدٌ بغير حزن
كل أهل الأرض حولك .. تتخير صحبة من تشاء من الصالحين منهم
متى ما أردت
كيفما أردت
تمنى . ومُجابُ الدعوة أنت
لا شروط
لا مِنّة
كل الأموات .. هناك حولك
لن تعرف الدموع هناك ولن تشتاق لها
ستخرج من هذه الدنيا إلى دنيا أخرى
هواءها .. لا يشبه هواء الدنيا
وفيها أناس لا يشبهون أناسي الدنيا
لتتحول تلك الدنيا التي عشتها في الأرض إلى وهم .. إلى شيء أسميه الدنيا ..
فيخرج العالمين من نفسك .. لتدخل أنت وهم في جنان الرحمن ..
حيث لا تشم إلا ما تشتهي النفس وتحبه وترضاه
وإن كانت همومي فيما سبق تلاحقني حتى باب المسجد .. فإذا دخلت المسجد .. تتساقط الهموم من نفسي كما يتساقط ماء الوضوء من وجهي
فإن في هذه الأرض .. لا أعرف الهموم ولا الغموم ولا الشكوى
لأن المؤمن هناك في فرحٍ دائم ٌ أبدا الآبدين
الله يحبك .. لهذا نبّه فيك معنى اليأس والحزن
لتنظر إلى نفسك مرة أخرى
وتكشف سرائر عقلك وتبحث عن الجزء المكسور في داخلك
أين المشكلة !!
نعم .. هناك خطأٌ ما في حياتي
المؤمن يذنب ويذنب
فإذا تاب
جازاه الله
بأن رفع قدره وأعلى شأنه
فهو بعد التوب أعظم قدراً
لا تقرأني بحاسة واحدة ..
بل بكل الحواس استمع لي ..
فإنك إن قرأت بحاسة الدنيا فإنك لن تشعر إلا بالدنيا
وسرعان ما ستعتريك الهموم .. وتتخبطك جنون إبليس
ثم تسرقك الدنيا عن الآخرة
والآخرة تطلبك
فاقرأ بوعي وابدأ العيش من جديد
واجعل الآخرة تدخل إلى داخلك
لتبني معها مسجداً كمساجد السلف
وكلما نام الإيمان فيك .. نبّهت مآذن المسجد في محراب قلبك معنى الآخرة
لتعود في وعيها وإدراكها
(إن الناس نيام .. فإذا ماتوا انتبهوا)
وهؤلاء أهل الغفلة
وأنت من العائدين إلى الله