حتى تكون محبوبا ..؟
إنّ إدراكُ محبة الله للعبدِ منزلةٌ عظيمةٌ ومنةٌ جسيمةٌ وسعادةٌ أبدية وحياة طيبة زكية ,
على العبد الموفق السعيُ لنيلها بكل طريقٍ محمدي ونهجٍ نبويٍ من سيرةِ وسنة المصطفى صحةً في الاعتقاد وسلامةً في التعبد وإحساناً في الأخلاق ، وجملةُ ذلك في تحقيق الإيمان الصحيح ، ومزاولةِ التقوى لله جل وعلا سراً وجهراً
{ أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ } سورة يونس
ثبت في الصحيح عن أنسِ بنِ مالك رضي الله عنهما قال :
جاء رجلٌ إلى رسول الله فقال: يا رسول الله ، متى الساعة ؟ فقال رسولُ الله " ما أعددتَ لها "
فكأنَّ الرجلّ استكان ثم قال: يا رسول الله ، ما أعددتُ لها من كثيرِ صلاةٍ ولا صومٍ ولا صدقة ،
ولكني أحبُ الله ورسوُله، فقال " فأنت مع من أحببت " [ رواه البخاري ]
وفي روايةٍ قال أنس: فما فرحنا بعد الإسلام فرحاً أشد من قول النبي " فإنك مع من أحببت" [ رواه البخاري ]
وفي صحيح مسلم عن أنسٍ أنه قال " فأنا أحب اللهَ ورسوَله وأبا بكر وعمر،
فأرجو أن أكونَ معهم، وإن لم أعمل بأعمالهم"
[ رواه مسلم ]
نعم .. إنها المحبة التي فيها تنافس المتنافسون ، وإليها شخص الآملون , وإلى أمِلها شمّر السابقون ,
وعليها تفانَ المحبون ، وبروحِ نسيمها تروَّح العابدون ، وهي قوتُ القلوبِ وغذاءُ الأرواحِ وقرةُ العيون ،
وهي الحياةُ التي من حُرمها فهو في جملةِ الأموات ، والنورُ الذي من فقده فهو بحار الظلمات ،
والشفاءُ الذي من عدمه حلّت بقلبه جميعُ الأسقام ، واللذةُ التي من لم يظفر بها فعيشه كلُه هموم وآلام .
ولنيلِ منزلة هذه المحبة , وحتى تكون محبوبا فقد ذكر العلماءُ أسباباً لتحصيلها وطُرقاً كثيرةً للفوز بها ،
أصولُ هذه الأسباب وقواعدُ هذه الطرقِ مردُّها في المحاور التالية :