رد : وقفات مع النفس ( متجدد ) .....
وقفتا في قلق وخوف تراجعان صفحات الكتاب بسرعة قبل دقائق من دخولهما قاعة الامتحان
قالت الأولى لزميلتها :
هاك هذا الدعاء ادعي به الله عز وجل قبل دخولك الامتحان
فردت عليها :
ولكني ( لا ادعي )
فقالت لها مندهشة : لا تدعين الله ان يوفقك وينجحك ؟؟؟؟؟
قالت لها نعم ، لإني لم أدرس ولم ابذل اي جهد جدي لاستحق ان يوفقني الله وأنجح فأنا أخجل أن ادعوه ؟؟؟؟؟؟؟
قالت لها صديقتها :
يا عزيزتي من لا يدعو الله فكإنه استغنى عن مساعدته وعونه وقدرته وعندها طالما انه لم يعد بحاجة لقدرته جل وعلا فسوف يكله الله لنفسه وقدرته هو وحده تنجحه او العكس ، كان من دعائه عليه الصلاة والسلام وما أوصى بقوله صباحاً ومساءاً{ اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين) إلى آخر القول ، فمن يكله إلى نفسه أي يترك إعانته جل وعلا ، ويكون معنى لا تكلني إلى نفسي، أي لا تترك إعانتي ففيه طلب الإعانة من الله تعالى في كل لحظة، والمؤمن مأمور بطلب الإعانة من الله في كل حين .
وأكملت قولها : فإن دعوتي بثقة ، بقدرة الله وكنتِ على يقين تام انه سينجحك ويعينك ويساعدك وطلبتي ذلك منه القادر على كل شئ مهما كان ضعفك ومهما كان تقصيرك ومهما كانت ذنوبك فإن الله لن يردك خائبة ابداً
ان الله عز وجل استجاب لإبليس بعد ان اخبره انه من الصاغرين ، لان ابليس موقن بالإجابة فدعى بيقين وثقة من الله وهو يعلم قدرته ويعلم انه الحق
فتداركت الفتاة كم كانت مخطئة واسرعت بأخذ الورقة من صديقتها ودعت الله بيقين بالتوفيق والنجاح وان لا يكلها لنفسها طرفة عين ويصلح لها شأنها كله .
فكم منا هذه الفتاة ؟
فلتتذكر أيها الإنسان :
كم مرت عليك ظروف صعبة وقاسية واخرجك الله عز وجل منها
كم مر عليك حزن وفرجه الله عليك
كم مر عليك لحظات كنت في اشد لحظات الاضطرار وفك الله كربك
كم مرض ابنائك وشفاهم الله
وكم وكم وكم
رغم كل تقصيرك
وكلما عدت للذنوب ينتظرك تستغفره ليغفر لك ، ينتظرك تدعوه ليستجب لك
انه الله مجيب الدعاء من المقصر والعاصي والمذنب والمخطئ
يحكى ان هناك رجلا عاصي، وكان يصلي صلواته ويحافظ عليها دون انقطاع ، فلما سأله شخص كيف يجتمع هذا مع هذا ، اخبره: الصلاة فرض لا يسقط ابداً ، وهذا باب يصلني بالله عز وجل ولا اريده ان ينقطع او يغلق ، حتى تاب الله عليه
«كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون »
ولكن المصيبة فيمن يخطئ ولا يتقرب من الله ولا يستغفره ولا يدعوه ربما خوفاً من ان لا يقبل الله منه او لاي ظن آخر ، وهذا احد الذنوب وهو القنوط واليأس وعدم حسن الظن بالله عز وجل واعتبرها العلماء من الكبائر لانك يجب من الايمان ان تصدق ان الله كريم رحيم غفور ، فإن تأخرت اجابتك فابحث في ذنوب واخطاء نفسك واصدق الله وتب عن ذنوب القلب والجسد الخاصة بك ، ومن ثم يا من تنام ملئ جفنيك هل تحللت ممن اسأت اليه
ومن بعدها ابشر ، فكما عصيت الله بنفسك وسترك ورزقك فإن رجوعك سيبدأ من نفسك وستجد من الله ما يسرك
التعديل الأخير تم بواسطة نور الإيمان ; 09-09-2013 الساعة 11:30 PM