مرحبا أختي الفاضلة مسز داني، وحقيقة موضوعك استفزني للمشاركة، وهو ثاني موضوع يجبرني بعد موضوع الأخت الفاضلة بيتا

عموما، أعتقد أن خدمة الرجل والتلذذ بذلك هو مايشبع للمرأة عاطفتها، إذ أنها بخدمتها له تشعر بكونها زوجة، وشعور المرأة بكونها زوجة يمنحها الكثير من الرضا النفسي، وهذا يتحقق عن طريق الاهتمام بزوجها، فتجدي المرأة تتلذذ أيما تلذذ وهي تمرر المكوة على ثوب أو تيشرت زوجها أو وهي تربط له أزاريره، أو وهي تجلب له غترته فتجده يلبسها ثم يغادر البيت، هذا السلوك يجعلها ممتنة ومستقرة عاطفياً خلال فترة غيابه، إن ذلكَ الفعل يشعرها بالأمان، وهذا مايتوافق مع فطرة المرأة.

في مجتمعات أخرى مثل مجتمعات الغرب تحديداً تكون الحياة الزوجية ليست تكاملية إنما تعاقدية، وإن كانت المرأة الغربية تظن أن المنهجية التعاقدية في الحياة الزوجية تحفظ لها شخصيتها واستقلالها، إلا أن ذلك يحرمها من اللذة أو الأشباع العاطفي والنفسي الذي عادة مايتحقق من خلال خدمة الزوج أو ضخ جرعات كبيرة من الاهتمام لزوجها من ناحية أكله ولبسه وأسعاده وغير ذلك، في أعتقاد أن هذا العمل لايعني أنه نوع من الاستعباد للمرأة كما قد يظن البعض، إنما طريق الاشباع والاستقرار النفسي للمرأة يتم عبر تلك السلوكيات، إنها تلك السلوكيات تعني أنني في حياة مستقرة ملئها الحب والسكن مع زوجي.

الأشكالية التي تحدث الآن عند بعض النساء وبالذات من الجيل الجديد هو أن فقه الحياة الزوجية غائب، دور المرأة كزوجة يكاد يختفي، وكأن الحياة أصبحت تتجه لتكون تعاقدية أكثر من كونها تكاملية، بالأضافة إلى رتم الحياة وطبيعته والحركة السريعة فيه والتي تولد بالتالي قرارات وخيارات سريعة تبرز الجانب المادي في التعامل وتغيب الجانب المعنوي، مثلاً يميل الكثيرون إلى أن يشتروا من المطاعم كثيراً بعيداً عن طبخ البيت، على المدى القصير قد يكون مريحاً للزوجة، لكنه على مدى الطويل يخلق المشكلات، لأن المرأة لو طبخت في بيتها كثيراً هذا أعطها الاشباع والاستقرار النفسي، من خلال التلذذ والاستمتاع بخدمة الزوج، كما أن ذلكَ يمنحها الكثير من الآمان، أنها زوجة تعد العشاء لزوجها، وهذا شعور يدرك قيمته ومعناه الكثير من المتزوجات.

المشكلة التي تحدث أيضاً بجانب سرعة الخيارات والقرارات، هو جنوح ورغبة الكثير من النساء في العمل، والعمل بطبيعة الحال منهك عادة ويأخذ الكثير من طاقة المرأة التي يفترض أن توزعها على البيت والأبناء والزوج إلخ..، وهذا العمل يساهم في استقلالية المرأة، واستقلالية المرأة يعني النزول للخيارات المادية في تقييم الأشياء والعلاقات والقرارات مما يفقدها الكثير من الجوانب العاطفية التي هي بحاجة لها، والتي لاتتحقق عادة إلا من خلال التفرغ التام للحياة الزوجية.

شكراً لك على موضوعك الرائع، والذي هو امتداد لمواضيعك الجميلة السابقة.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..