رد : قصة "حمد".. غيرت نظرتي للأمور..!
				
				
				
			
			
			
				
				
	اقتباس:
	
	
		
			
				
					المشاركة الأصلية كتبت بواسطة DrO
					  
				 
				  
 
- "حمد".. أحد أفراد "شلتنا" أيام المراهقة.. 
- شاب يتيم الأب، مهزوز، لا يجيد وزن الأمور، يعتبره الكثير "أضحوكة" الشلة.. بالعامي "يطقطقون عليه".. 
- تخرج من الثانوية ثم اتجه للعمل بإحدى الشركات براتب زهيد.. 
 
 
# كلما اجتمعنا أشعر بالشفقة تجاهه.. حالته يرثى لها، شخصيته مهزوزة كما هي، مديره يسيء معاملته.. الشيء الإيجابي الوحيد الذي كنت أراه فيه هو "وسامته"! 
 
 
- كان حمد يحب إحدى قريباته وتبادله هي ذلك، تقدم لها وقبلته وعقد قرانه.. كنت مسروراً جداً وقتها لهذا اليتيم، كل ما تذكرت إساءاتنا له وضحكاتنا عليه ينتابني شعور عظيم بالذنب.. تمنيت له حياة أفضل مع شريكة حياته.. 
- مرت السنوات.. زوجة حمد تخرجت من الجامعة ثم عملت بأحد المستشفيات بمرتب ممتاز.. 
 
 
# كنت قليلاً ما ألتقي معه.. وعندما ألتقي به، كان دائم الشكوى من زوجته..! تحتقره بسبب مؤهله الثانوي ودخله الزهيد، وتطلب منه أن يعمل بوظيفة أخرى ليلية حتى يفي باحتياجات البيت.. لم تفكر حتى بمساعدته مادياً.. 
 
 
- اضطر إلى الحصول على عمل آخر بساعات الليل حتى يستطيع تلبية حاجات بيته..  
- اتفق مع زوجته أن يكمل دراسته الجامعية وأن يتخلى عن وظيفته الأساسية -مع أن هذا يعني نقص دخله الزهيد أصلاً-.. حصل له ذلك بالفعل.. 
- لم تستطع زوجته الصبر أكثر من 3 أشهر على فقر زوجها وذهبت إلى بيت أهلها طالبة الطلاق! 
 
 
# هنا أراد حمد من أهل الخير أن يتدخلوا ليحلوا المشكلة.. لم يلتفت إليه أحد من أقاربه، اضطر إلى طلب المساعدة من أصدقاءه.. تحديداً مني أنا! كنت وقتها أقول بنفسي ماذا يتوقع من شاب بالعشرينات أن يفعل ليحل مشكلة كهذه؟! 
 
 
- ذهبت إلى بيت أهل زوجته برفقته، قال لنا أخاها أن شرطها الوحيد هو "تحسين دخله".. 
 
@ جائني شعور وقتها بأنها استغلالية وأنانية، سألته عما إذا كان فعلاً يحبها.. لم يتردد بتأكيد ذلك! 
 
- أشرت له بأن يترك الدراسة الجامعية -على الأقل مؤقتاً- وأن يعمل بمجال المقاولات.. 
- حصل ذلك بالفعل! وازداد دخله بشكل ملحوظ جداً وعادت زوجته سعيدة إلى بيتها.. كانت حالته النفسية تتحسن يوماً بعد يوم.. 
 
 
# بدأت بفترة الامتياز وكنت أعمل ساعات طويلة جداً بلا انقطاع، كذلك كان حمد.. انقطعت عنه فترة طويلة، بعدها حصلت لي فرصة قبول بتخصص جيد - لكنه متعب - وزادت فترة انقطاعي عن حمد.. 
  
  
وفجأة تلقيت ذلك الاتصال الهاتفي من حمد بعد انقطاع دام حوالي 3 سنوات! 
حمد الآن يملك استثمار صغير.. صافي أرباحه السنوية تتجاوز النصف مليون ريال! 
اتفقنا على مكان أراه فيه.. عندما قابلته تفاجأت..!! هذا ليس "حمد" الذي أعرفه أبداً!! 
 
 
# رجل واثق جداً من نفسه! مثقف! يتكلم بطريقة لبقة ورسمية جداً! طريقة لبسه تغيرت تماماً وصار مهتم جداً بالمظهر! لم أصدق ما رأته عيناي..!!  
 
 
- سألته كيف حال العيال وأمهم؟! أجابني وهو مبتسم: "أي وحدة؟" 
- اكتشفت أنه تزوج بأخرى ثم طلبت زوجته الأولى الطلاق وطلقها..! 
- قلت له لماذا تزوجت بأخرى؟! 
 
 
# أجابني بـ: "زوجتي لم تمد يدها لتساعدني بمحنتي.. حينما أقصر ترى أني عالة عليها، لم تتنازل عن أي من حقوقها، حتى بأوقات الشدة! فلماذا أتنازل أنا عما أحله الله لي؟!" 
      
أحياناً نتمسك بمطالبنا بشدة.. لا نرضى بأي تنازل خصوصاً لو كنا نعرف أن الشريك سيرضخ لما نريد بالنهاية.. 
لكن ما لا نحسب له حساباً هو أن هذا الشريك من الممكن أن يتغير بيوم من الأيام ويغيّر مواقفه وأن يضع حداً للتنازل من طرف واحد.. وقتها من الصعب علينا أن نتقبل إعادة الكفة لوضعها الطبيعي بعدما اعتدنا على خضوع الطرف الآخر! 
النتيجة؟! نهاية علاقة.. تشتت طفل.. 
 
 
 
 
			
		 | 
	
	
 من أقوى وقائع الحياة التي لا نراها الا بعد فوات الأوان ... فالقوي لا يرى نهاية قوته .. وأحيانا لا يرى قوة خصمه قادمه فكيف له أن تقوم له قائمة وهو يمسك بأسباب ووسائل قوته يحرمه منها ليظل تحت سيطرته .
 
غالبا ما يكون انقلاب الموازين هذا معكوسا بين الرجل والمرأة فهو يكون قويا بماله وقوة جسده وقوة صلاحياته في بداية حياتهم الزوجية  فيتجبر ولا يتهاون بحقوقه ولا ينظر بعين المنطق لقدرات شريكته ولا يتعاطف معها في مرضها وحملها وتبعات ذلك على روحها وجسدها .
وبعد مرور السنين تنقلب الموازين وتصبح كفتها الراجحه فهي أم الشباب والصبايا وهي التي تطالب الان بما لم يعد يملكه زوجها وهي من ازدادت سعة أفق وثقة بالنفس وتعلمت حقوقها جيدا وتعلمت الأساليب التي كان يستعملها في قلب الطاوله عليها وكسب تعاطف وتأييد من حولهم فأصبحت تجيد هذه المهارة مثله تماما فهي تلاعبه الان وتأخذ حقوقها غلابا وهل يؤخذ الحق إلا غلابا ؟؟ .
لكن المرأة عاطفيه لا تنهي هذه الحياة ولا تشتت أبناءها بل تكتفي بنصر من الله تستلذ بحلاوته وتشعر بالشفقة على من كانت يوما تنتظر منه نظرة تقدير ولو لثواني معدودات .
سبحانك ربي ما أعظم عدلك تنصر المظلوم وإن لم يكن ذا شأن عظيم ولو بعد حين .
			 
			
			
			
			
			
			
				
					__________________