رد : أخاف أن يتركني زوجي الى نور الأيمان
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيراً وبارك الله بك غاليتي
استوقفني مطولاً تساؤلك
وطالما حددتي هذا المصطلح فهذا يعني معرفتك بالشخصيات او متابعتك لاحدى الاستشارات التي وضحت هذا الامر بإستفاضة
إجابة السؤال عندك عزيزتي ، الاعتراف بالحق ( فضيلة )
فمهم ان يعرف الانسان شخصيته وعيوبه واخطائه ويفتش عنها ويضعها تحت مجهر مكبر قبل ان ينظر لعيوب واخطاء شريكه ، فــــ 99% من المشاكل واكثر ستحل لو اصلحنا انفسنا كما وعدنا الله عز وجل وهذا ما اثبته الاستشاريين
نعدل نغيرها نطورها نصلح منها نضيف لها ونزاحمها بالايجابيات اي نفعل كل ما نستطيعه ونقدر عليه
ولو وقفتي لحظة امام الموقف الذي ذكرتيهعن توجه والد بناتك لطبيب وتناوله ادوية جراء موقف تعرض له من انسان غريب تكلم عن شكله الخارجي لعرفتي ان هذا ليس هباء بل اراد الله ان تعرفي هذا الامر لحكمة بالغة فكل لانه يوضح لنا سبب كل ما مر بك منذ ارتباطك به للآن
لان هذا يعني يا غاليتي ان زوجك إنسان حساس مرهف الحس وهذه من اسهل الشخصيات على فكرة في اكتساب ودها وثقتها
فإن كان تألم وعانى الألم النفسي من انتقاد احدهم لشكله فهل فكرتي ماذا فعلت به الفاظك وانتقاداتك يا غاليتي ؟
فكم يخفي صمت الرجل خلفه من باركين وحمم مشتعلة فهل تستعيذي بالله وتطلبي منه ان يعيذك من قهر الرجال ؟
صمت الرجل لا يعني عدم احساسه وتبلده او انانيته ابدا ولكنه يعني جهل الطرف الاخر بطبيعة شريكه وعدم حسن التصرف معه
صدقيني الكلام الذي قاله لك في مشكلتك مع زوجة اخيه لا يصدر الا من تراكمات كبيرة جدا وعميقة حفرت في نفسه من جراء اقوالك او افعالك تجاهه
فهو يخزن ويخزن ويكتم داخله وعندما يخرجه تظني انه وليد اللحظة وهذا لانك لم تعي كيفية التعامل الصحيحة معه
دفاعه عن زوجة اخيه ليس لانها تستحق او لا تستحق ولكن لانه هو شخصيا لم يرى منها ما يسيئ له ، في حين ان اقرب واحب الناس لقلبه سمع او رأى منها ما اصابه في مقتل وقد يكون اصيب بإكتئاب نفسي جراء بعض انتقاداتك او انفعالاتك ضده لانه كما سبق وقلت حساس وهو طفل في جسد رجل ومن السهل ان تكسبيه ويصبح طوعك لو كنتِ تعاملتي معه بشكل اكثر صبراً وحكمة
وقد تستغربي انك بالنسبة له احب الناس لقلبه لانه كما هو واضح ان زوجك بصري بدرجة اولى ، فهو يستمتع بالجمال والنظافة والاناقة حوله، واذا رأى التقصير تكلم فتظني انه لا يبالي بالجيد ويرى فقط السلبي ، ولكن الصحيح انه يرتاح ويطمئن عندما يجد كل شئ على ما يرام ويسعد به داخليا ولا يتكلم الا اذا اصبح الوضع في نظره لا يطاق وهذا يمكن تدراكه قبل الوصول لتلك النقطة
كإجابة على الشق الثاني من تساؤلك عزيزتي وهو نفس عنوان الاستشارة والذي اسعدني ووضح مدى استعدادك لتغيير نفسك ولاصلاح حياتك وكسب ود زوجك
اقول لك إن شاء الله انتِ قادرة على ذلك
وسأضع لك بعض النقاط التي ستعينك بإذن الله
1) اول نقطة صلتك بالله غاليتي ، راجعي صلتك بالله واولها صلاتك ان تكون في وقتها وراجعي كل جوانب صلتك بالله وابحثي عن تقصيرك فيها
2) اعلمي اختي الحبيبة ان طاعة الزوج من طاعة الله ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت فرجها وأطاعت زوجها دخلت جنة ربها ".
يا غاليتي الزواج ليس عبودية ولا قهر للمرأة ، الله عز وجل وضع الخطبة والعقد لتتعرف المرأة على زوجها وتعرفه ويعرفها ، فإن ارتضته زوجا لها وفقد اصبح واجبا وفرضا ربانيا عليها ان تحترمه وتطيعه وتقدره
وقد تقولي ولكنه ينتقدني ووو ولكن هذا ابدا لا يجعلك تقومين بذات الامر معه ، فالزوجة التي تبحث عن رضى ربها عنها وتطيع الله وتتقيه في زوجها لا تقابل غضب وعصبية زوجها بمثلها فلا تغضب لو غضب ولا ترد عليه الكلمة بكلمة ولا ترفع صوتها عليه فهذا ليس من صفات الزوجة الصالحة التي يحبها الله ويكون راضي عنها عز وجل وهو يراقبها من فوق سبع سماوات عز وجل ولاسوله الكريم الذي ستقابليه وتشربي من يده الطاهرة شربة لا تظمئ بعدها على حوضه يوم القيامة
هذا جهاد يا غاليتي
زوجك بحاجة لمعاملة طيبة رقيقة تكوني له الام والاخت والحبيبة
الزواج يحتاج لصبر وطاعة
تاملي معي ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء "
يا مَعشرَ النساءِ تَصَدَّقْنَ ، فإني أُرِيتكُنَّ أكثرَ أهلِ النارِ
قال عليه الصلاة والسلام : يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط
زوجك تبارك الله رجل مصلي يعرف الله في زمن الفتن والله المستعان ، فيه من الايجابيات الشئ الكثير يتوجب منك ذلك المحافظة والصبر عليه يا غاليتي بارك الله فيك
وسترين نتيجة هذا الجهاد وهذه الطاعة التي تقومين بها لتتقربي من خلالها الى الله ليرضى عنك فإذا رضى ارضى عنك زوجك
راجعي تصرفاتك وسلوكك مع زوجك وقومي بعمل كل شئ يحبه واصلحي ما كان فيه تقصير واقل ما تفعليه ان تغيري على الاقل من طريقة استقابلك وتوديعك له حتى لا يكون دخوله وخروجه كعدمه لديك
ايضا طريقة الحوار يجب ان يتم تغييرها بالكامل، فحتى لو لم يرد هناك طرق للحوار واسباب للمشكلة ، يمكنك ان تخبريه بما تريدي على مراحل وكل مرحلة بضع دقائق وتركزي على نبرة الصوت ولغة الجسد مثل العينين مثلا والتوقيت ولا تنتظري منه ان يرد على كل جملة تخبريه بها لانه سمعك وهو يفكر فيما تقولين ، والبدء بمدحه ومناداته بإسم جميل وهكذا ، وهناك العديد من المواضيع التي يزخر بها النت في هذا الشأن تدور حول كيفية محاورة الازواج حسب شخصيته ونمطه
3) ابحثي عن اسباب عدم حبه المكوث بالبيت مثلا دوشة الاطفال او اتصالك للشكوى اليه من المشاكل والهموم قبل عودته او فور وصوله او او او او فقد يكون معتاد على عدم الجلوس بالبيت منذ كان شاب ولم يرى تغيير حقيقي بعد زواجه يرغبه بإجواء البيت ، فكثير من الرجال يبدأون حياتهم بالانتقاد ومع صبر الزوجة وتجديدها في حياتها بابسط الطرق لاحظت تحسن في زوجها فقط الصبر والاجتهاد وقبل كل شئ اصلاح الصلة بالله عز وجل
4) الخوف هذا الكائن الذي يفسد كل شئ حتى يكاد يؤثر على عقيدة الانسان والعياذبالله في خوفه من امور اخرى بدل ان يكون خوفه الوحيد من الله عز وجل والذي يؤدي لتوقف الانسان عن العمل ووقوفه خائفا لان الخوف يثبط الانسان ولا يحفزه لانه من الشيطان [إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ]
تاملي معي ماذا قال الله عز وجل في كتابه الكريم
[ قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ]
إذا أردتي أن لا تشعري بالخوف أبدا فاتبعي ما أمر به الله عز وجل وخافيه في نفسك وزوجك واطيعيه واطيعي من ثم رسولك الكريم والجئي لله بالدعاء بيقين وسيختفي الخوف من حياتك بإذن الله
أسأل الله ان يحفظك ويسخر لك زوجك ويحفظ بناتك ويجعل ولدك ذخر لك وشفيعا في الاخرة وان يهدي بالك ويصلح حالك ويبدل حزنك وخوفك فرحاً وامناً بإذن الله