الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

الأعضاء الأعزاء ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الحقيقة أن الموضوع مهم، وأهميته تكمن في أنه يمثل أول لقاء بين الزوجين والذي تبقى ذكراه مدى الحياة. لذلك يحسن من الزوجين بعض الأمور مثل:
1)التهيئة المسبقة: كما ذكر الأعضاء في مشاركاتهم بأن (الدخلة) لها دورها حيث يكون كلا الزوجين متهيئاً نفسياً ومهيئة له الأمور الخارجية من مكان وزمان ليعبر عن مشاعره دون كبت أو خوف أو حرج. وهذا ما لا يكون في فترة عقد القران. حيث أن هناك أمور لم تحسم بعد مثل المسكن أو ترتيبات الزواج أو الدعوات وغيرها مما تستحوذ على جزء ليس بالقليل من تفكير الإنسان وتسبب له بعض الأحيان ضغط نفسي فظيع، فكلا الزوجين يسعى لأن ينهي مثل هذه الأمور ليظفر بمحبوبه في ظروف خالية عن أي تنغيص أو تكدير صفو لحظات الوصال لذلك أؤيد الذين ذهبوا لترك المداعبات وغيرها لليلة الدخلة حتى لا يفسد صفو لقاء العمر.

2) في بعض الأحيان نظلم من نحب وذلك بمقارنته بغيره. بعضنا يسمع من الأصدقاء أو الأقارب عن ما يقوم به الطرف الآخر من أساليب لكسب رضا المحبوب ثم نغضب إذا لم يقم من نحب بعمل هذه الأساليب ذاتها معنا. وهذا من وجهة نظري يفسد حرارة اللقاء وذلك لأننا نطالبه بما ليس فيه إشباعاً لرغبة أن يكون حبنا مثل فلان وفلانة أو حتى أكبر من ذلك. إن الحب مشاعر متدفقة يغيب الحس والعقل داخل أعماقها. لذلك فإن تحكيم العقل في قياس مشاعرنا خطأ كبير ، هل تستطيع قياس سرعة تدفق مياه الأنهار كما تقيس سرعة جري الإنسان؟ شتان بين الإثنان!!!
لابد لنا حين اللقاء أن نطلق العنان لأرواحنا ومشاعرنا دون قيد أو شرط. أتذكر بأني مررت بهذه التجربة: حيث كانت زوجتي في بداية زواجنا لا تسمح لي بأن أداعبها لتصل للنشوة الجنسية، كان همها دائماً أن أصل أنا للنشوة و لايهمها أن تحصل عليها. في الحقيقة أن ذلك أتعبني كثيراً لأنها أشعرتني بأني أناني أفكر بقضاء شهوتي ولا تهمني رغباتها. مما جعلني أفكر في إصلاح ذلك فبدأت أولا بجعل أغلب أوقاتنا مع بعضنا خصوصا عند اللقاء تكون في الغزل والإفصاح عن حبي لها وبعد ذلك أنهي اللقاء بالقبل والضم وننام في أحضان بعضنا بعض. وهكذا لأيام طويلة حتى كان في يوم من الأيام ونحن في حديثنا وغزلنا إكتشف سر تصرفها. لقد أفهمها بعض صديقاتها بأن الرجل إذا لم يحصل على النشوة ( أو القذف ) يتعكر مزاجه وتتغير مشاعره نحو زوجته. فكان حبها لي ورغبتها بعدم تنافرنا دافعاً لها على ما تفعل لكنها لم تعلم بأنها كادت أن تسبب تنافر حقيقي بسبب ذلك. لهذا أقول بأن على الزوجين أن لا يرسم صورة للآخر تكونت من خلال الآخرين بل يجب أن تكون هذه الصورة منبعها الزوجين نفسهما وما يشعران به فيما بينهما.

والله أعلم . وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .