منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - "إن أحبتك زوجتك.. فأنتَ محظوظ"
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-12-2013, 03:40 AM
  #1
البليغ
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 5,761
البليغ غير متصل  
"إن أحبتك زوجتك.. فأنتَ محظوظ"

▪الطبيعة الإنسانية تجنح فطرياً لدفع الإنسان إلى التمني والرغبة بل العمل لأجل أن يكون محبوباً من الآخرين فما بالك في الحياة الزوجية بين طرفين: رجل، وامرأة؟!.
▪بَيْدَ أنَّ كثيراً من البيوت يكون فيها الحبُّ الزوجي ظاهراً محسوساً، وكثيراً منها يكون بين طرفيها المودة والرحمة وشفقة كلُّ طرفٍ على الآخر.. وهنا لا يحضر في الأذهان إلا قول الفاروق –رضي الله عنه- مثل الشعاع المضيء حين قال: "وهل كل البيوت تُبنى على الحبِّ؟!".. وهذا استفهام فيه تعجب، ويعني إنكار أن تكون كلُّ البيوت قامت على مبدأ الحب؛ فقد يكون هذا من المحال؛ حيث هناك بيوت ملأتها الرحمة، واستمرت راسخة رغم غياب الحب بين طرفيه إنما المودة والرحمة.
▪ونحن نعلم أنّ حبَّ المرأة مختلف بطبيعته وتكوينه عن حب الرجل، وما في ذلك شك.. وهذا معروف بالمشاهدة، والتأمل، والدراسة.
▪الحبُّ بعمومه يخفي العيوب ويكتمها فلا يراها فهو كالأعمى وقد يكون كالمُتَعَامي الذي يدَّعي أنه لا يرى شيئاً أمامه.
▪يكون حبُّ المرأة/ الزوجة للرجل/الزوج حباً امتلاكياً أعمىً في كثير من الحالات لشخصية وذات وفعل وقول الرجل/الزوج.
▪وعليه فإنَّ الرجل/ الزوج إن أحبته امرأته/زوجته فهو في عداد المحظوظين؛ لأنه امتلك نقطة يستطيع أن يتعامل معه بذكاء ودهاء مع زوجته، وأصبح هذا الأمر مفتاحاً يفتح به باباً ليدخل أعماقها وعوالمها.. وهو هنا قد أصبح مغفور الذنب والخطأ لدى زوجته مهما فعل من سيئة أو ارتكب من نقص، والتبريرات النفسية والعقلية لديها جاهزة.
▪وهي أي المرأة/الزوجة في هذا الحب لا ترى منه إلا كل حسن وإن كان قبيحاً في عين الناس، ولا تسمع منه إلا كل نغمٍ وإن كان كنعيق الغراب، وتحتمل منه المصاعب وإن كانت تنوء من حملها الجبال فلا شكوى ولا تعب إلا ما ندر مما يسمح للكثير من المفارقات والتناقضات العجيبة أن تطفو على السطح ليبصرها الناس في حالة من الذهول والعجب.
▪ولعلنا نسطر بعض الحالات العجيبة المدهشة التي قد عرفناها أو قرأناها أو سمعنا عنها مما يدفع ذو اللبِّ إلى عوالم الحيرة على النحو التالي:
أ‌- زوجٌ سكِّيرٌ عربيدٌ.. ومع هذا فتلك الزوجة تحبه!
ب‌- زوجٌ لا يصلي.. ومع هذا فتلك الزوجة تحبه!.. وتبرر لنفسها أنَّ الله سيهديه ذات يوم.
ت‌- زوجٌ يمدُّ يده بالضرب على زوجته، وبالصراخ عليها كثيراً.. ومع هذا فهي تحبه!.. والحياة بينهما تكاد تكون مستقرة!.
ث‌- زوجٌ كريم خلوق صاحب دين وشخصية.. ومع هذا لا يعجبها، وربما تتركه وتذهب لترتبط بآخر أقل من الأول بكثير في كل النواحي بداعي الحبِّ!.
ج‌- زوجٌ خائن له علاقات سيئة مع الجنس الآخر، وزوجته ترعف هذا بالأدلة والبراهين التي لا تُحْجَبُ بغربال.. ومع هذا فهي صابرة؛ لأنها تحبه، وتقول: "لا بأس.. أهم شيء أنه يبات في بيتي".. وحين يأتي هذا الزوج ليعدل السلوك المشين ويجعله حلالاً تحت شريعة فاطر السماوات والأرض فإنها ترفض وتأبى!.
ح‌- زوجٌ مقصر في أمور بيته وأبنائه، والزوجة هي من تصرف مادياً على غالبية احتياجات البيت، والزوج لا يستحق المعروف.. ومع هذا هي راضية؛ لأنها تحبه!.
خ‌- زوجٌ دميمٌ، ويضرب زوجته دوماً، وبلا عمل أو مصدر دخل، ثم يُحْكَمُ عليه بالسجن خمس سنين للتعاطي.. ومع هذا فهي على ذمته، وترفض الطلاق رغم اقتناع الناس حولها بأهمية ذلك؛ لأنها تحبه!.
د‌- زوجٌ معددٌ مقصر مع زوجاته من ناحية المادة، والاستقرار، وفي دينه ضعف.. ومع هذا تجد الزوجة الأولى والثانية يهيمان به عشقاً، ولا يرغبان في التنكيد عليه!.
ذ‌- ... الخ.
▪وبالطبع فإننا نلمح وجود التناقض والتعاكس في الحالات المذكورة أعلاه التي قد لا يسع العقل أن يحللها، وإنما يكتفي بالصمت والتعجب، وهذا أسلم له.
▪وكم أذكر العديد من الحالات التي أعرفها وعُرِضَتْ عليَّ من قِبَلِ جنس الرجال، ولا أجدني أقول لهم إلا: "يا فلان.. إن أحبتك زوجتك فأنت في نعمة كبيرة".
▪وللأمانة العلمية فمعنى هذه العبارة أعلاه –تقريباً- قد صرَّحت وقالت به امرأةٌ تعرف كيف تفكر بنات جنسها.

:::
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
رد مع اقتباس