رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
ركبوا مركبة الزمان للبحث عن مذاهب روحية قديمة و تفسيرات للغيب سحيقه يعالجون بها حاضرهم المشتت؛ فانطلقوا يفتشون في حضارت البشرية السحيقة و فلسفاتها الوثنية القديمة؛ فعادوا قروناً إلي الوراء، و ياليتهم في عودتهم تلك،
ورحلة بحثهم هذه، توقفوا عند محطة الوحي و منهل العلم فنهلوا من معينه الصافي و ارتووا منه بعد طول عطشهم القاسي؛ بل تعمد قائد مركبتهم -ابليس و جنده- أن يتجاوزها إلي ما قبلها، إلي مستنقع الفلسفات الأسنة و برك الأوثان العفنه، فتوقف بهم سائقهم عند محطة الباطنية الشرقية و الأديان الوضعية من هندوسية و بوذية و طاوية، فأرشدهم إلي تمارينهم الروحية، و فلسفاتهم العقدية ،و تصوراتهم عن نشأة هذا الكون، و سبب الوجود و نشأة الموجدات، على غير هدي الرسل و الأنبياء؛ فوجدوا فيها غايتهم المنشوده، و روحهم المفقوده، فزين لهم أعمالهم فصدهم عن السبيل، فنقلوا منه على عجره و بجره كل صغير و كبير، و طاروا بها فرحاً و طبلوا و زمروا لها عجباً، و نبهوا على أهمية علومهم و رجحان أفكارهم، فصرخوا صراخ المسعور: ألا ترون إعجاز حضاراتهم...َ؟! و أسرار علومهم ...الدالة على نبوغ أفهامهم..؟! فتلك تصوراتهم و فلسفاتهم..! وها هي أثارهم، شاهدة على فضلهم و علمهم و رجاحة عقولهم!! و لم يقفوا على قول خالقهم ويستوعبوا الحكمة من إبقاء بعض أثارهـم ) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ( العنكبوت: 38؛ و بدأت عمليات النقل و الترجمة، و الترتيب و التبويب ..!