منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-12-2013, 08:24 PM
  #396
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !

مخاطبة الشجر و طلب الشفاء منها!
رامي عفيفي


يقول تشوا كوك سوي :" إن الأشخاص المتعبين أو المرضي ينتفعون بالإستلقاء و الراحة تحت تلك الأشجار ؛ يمكن أن تحصل علي النتائج الأفضل بأن تطلب شفهياً من الشجرة أن تساعد الشخص المريض لأن يعافي . و يمكن لأي فرد أن يتعلم كيفية امتصاص طاقة الحياة – التي هي الروح ! – بشكل واع من هذه الأشجار و ذلك من خلال كفي اليد "

و لنا هنا وقفات..


يقول ربنا تبارك و تعالي علي لسان نبيه ابراهيم عليه و علي نبينا السلام : "وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ" (80) الشعراء ، و عن العباس بن عبد المطلب قال : قلت يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , قال : ( سل الله العافية ) ؛ فكيف لعاقل فضلاً عن مسلم يدين بعقيدة التوحيد أن يسأل غير الله العافية و الشفاء؟ و لاحظ معي قوله " شفهياً " أي أن تقف أمام الشجرة و تحدثها و تخاطبها بطلب مساعدة المريض خاصتك ! فأي شرك أصرح من هذا الشرك و أي خرافة و دجل أعظم من هذا؟! و لا عيب و لا غرابة أن يصدر هذا الكلام ممن يدينون بالديانات الهندوسية و البوذية و الطاوية و لا أن يأتي ممن يعتقدون العقائد الباطنية ؛ و لكن العجيب أن يروج لهذه الشركيات و الخزعبلات - العلاج بالبرانا – في أوطاننا الإسلامية ممن هم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا!


و لكنها السنن التي أخبرنا عنها رسول الله صلي الله عليه و سلم في حديث أبي واقد الليثي ، رضي الله عنه : ( أنَّهُمْ خَرَجُوا عَنْ مَكَّةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حُنَيْن ، قَالَ وَكَانَ لِلْكُفَّارِ سِدْرَةٌ يَعْكُفُونَ عِنْدَهَا وَيُعَلِّقُونَ بِهَا أَسْلِحَتَهُم ،ْ يُقَالُ لَهَا : ذَاتُ أَنْوَاط ، قَالَ : فَمَرَرْنَا بِسِدْرَة خَضْرَاءَ عَظِيمَة ، قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاط . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْتُمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه ،ِ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى : اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ ، إِنَّهَا لَسُنَنٌ لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ سُنَّةً سُنَّة .) فهذا الحديث هو علم من أعلام النبوة إذ كان الصحابة حديثو عهد بكفر فأرادوا التبرك بشجرة عظيمة يعلقون عليها سيوفهم كما يفعل المشركون، فأخبرهم الرسول الكريم بأن هذه القولة كمقولة بني اسرائل لنبي الله موسي عليه السلام " اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةً " ؛ و هذا لمجرد تعليق سيوفهم بها...فكيف بمن يطلب الشفاء صراحة من الشجرة؟! و لكنها السنن. و صدق ربي إذ يقول :" أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) الأنعام


و العجيب أنك عندما تنقل هذه الضلالات إلي مروجي ممارسات البرانا في بلادنا الإسلامية يعتذرون إليك بأن الرجل غير مسلم..! و أننا نستطيع أن ننقي هذه – العلوم – مما وقع فيها من شركيات..! و إن تعجب فعجب قولهم هذا إذ أنهم يروجون للبرانا بين الناس علي أنها حقائق علمية مثبته معملياً..! فإن كانت كما يزعمون – و هي ليست كذلك - فلا يهمنا حينئذ عقيدته إذ -من المفترض- أنه يقدم لنا علماً تجريبياً قائم علي المنهج العلمي التجريبي فمن المفترض – بزعمهم - أنها تكون سبباً طبيعياً سببه الله لنا كسائر الأسباب ؛ و لكنهم يدلسون – عمداً أو جهلاً – أن هذه الممارسات في أصلها لا تمت للمنهج العلمي التجريبي بصلة بل هي في الأصل تصورات فلسفية و ممارسات روحانيةفي قوالب عصرية.

إن " تشوا كوك سوي " في الفقرة السابقة يتحدث عن هذه الطاقة و أماكن تواجدها و أنها أكثر ما تكون في الأشجار العملاقة و خص منها شجر الصنوبر و هو ما ليس عليه أي دليل علمي يثبته و لا برهان تجريبي يؤكده..! و هو- و الحالة كذلك – أستاذ البرانا الأعظم و هو بإعتراف مروجيها في بلادنا أكثر دراية منهم بأصولها و طرقها و كيفية استمدادها و طلبها و أساليب المعالجة بها ، و أتباعه قاطبة من المسلمين و غيرهم في بقاع العالم يشهدون له بالإستاذية و المرجعية العليا في العلاج بالبرانا ؛ و قد أكد – الأستاذ الأعظم ! - أنها تتوافر بكثرة في الأشجار الكبيرة و يمكن طلبها عن طريق مخاطبة الشجرة و الطلب منها أن تغمرك بطاقة الشفاء..فهل أنتم أعلم منه بهذه الطاقة الشفائية التي تكمن في الأشجار؟

و لقد هاتفني أحد مروجي العلاج بالبرانا في مصر حيث يروج لنفسه علي أنه استشاري صحة نفسية بالطاقة الحيوية و طال النقاش بيننا و كان من ضمن ما سألته - هل يجوز طلب الشفاء شفهياً من الشجرة؟
- فتعجب و قال : لا!
- فقلت له : هل قرأت كتب تشوا كوك سوي؟
- فقال : نعم !
- فقلت له : تشوا كوك سوي يقول ذلك.
- فأخذ يبرر و يراوغ و يدعي أن الماء الذي في الشجر يحمل برنامجاً يستطيع فهم اللغات و بالتالي فقد تستطيع الإستفادة من طاقة البرانا فيها ( و أخذ يستدل بأبحاث مسارو إيموتو – الباطني - ) و قام بتغيير الموضوع إلي نقطة أخرى..! فلا حول و لا قوة الا بالله.