رد : (مميز) قطوف دانية
هذه قصة استوقفتني حيث أن عمر الفاروق رضي الله عنه ، القوي الذي نرى فيه الشدة ،أنظروا كيف كان مع المسلمين !!
كما وصفهم الله تبارك وتعالى "أشداء على الكفار رحماء بينهم" :
عن يزيد بن الأصم قال:
كان رجل من أهل الشام ذو بأس، وكان يفد إلى عمر بن الخطاب [رضي الله عنه] ، ففقده عمر فقال : ما فعل فلان بن فلان؟
فقالوا: يا أمير المؤمنين، يتابع في هذا الشراب -الخمر- . قال: فدعا عمر كاتبه ، فقال: اكتب:
"من عمر بن الخطاب إلى فلان ابن فلان، سلام عليك، [أما بعد] :
فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، غافر الذنب وقابل التوب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير " .
ثم قال لأصحابه : ادعوا الله لأخيكم أن يُقْبِل بقلبه، وأن يتوب الله عليه .
فلما بلغ الرجل كتابُ عمر جعل يقرؤه ويردده ، ويقول: غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ،قد حذرني عقوبته ووعدني أن يغفر لي .
ورواه الحافظ أبو نعيم من حديث جعفر بن برقان، وزاد:
" فلم يزل يُرَدّدها على نفسه ، ثم بكى ثم نزع فأحسن النزع فلما بلغ عمر [رضي الله عنه] خبرهُ قال:
هكذا فاصنعوا، إذا رأيتم أخاكم زل زلَّة فسددوه ووفقوه،وادعوا الله له أن يتوب عليه، ولا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه.
تفسير بن كثير/ ج7 ص 90
- في عصرنا أصبح أغلبنا -إلا من رحم ربك- يُقَدِّمْ سوء الظن في المخطئ فيراه متعمداً أو خبيثا .. وإن من المكارم (الحلم ، الأناة ، نقاء القلب ، وحسن الظن) .