اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمد البي بو
لاننا نقول
ان هناك شعور بشري يزاحم شعور ديني واجب على المسلم
فالشعور الديني الذي يجب على المسلم هو خلوص القلب لله
وتوحيده بالحب
والعباده هي اسم من اسماء الحب
قال ابن القيم
وعبادة الرحمن غاية حبه .. مع ذل عابده هما قبطان
فالعباده هي غاية الذل
وغاية الحب
والحب هو اكبر انواع العبادات في الاسلام ..
واذا وصل بنا الحب للانسان اننا نحبه محبة تتجاوز البشريه
فهذا تعدي
ومن انواع الشرك شرك المحبه كما ذكر الامام محمد ابن عبدالوهاب
والامام ابن القيم وبوب عليه الامام محمد بن عبدالوهاب في كتاب التوحيد
وهناك فرق
بين الحب البشري المعتاد .. والعشق
فالعشق مرض يستعيذ العقلاء منه
وقد عده ابن الجوزي في كتابه ذم الهوى من انواع الامراض
المفسده للعقل
وكذ ابن القيم في كتابه روضة المحبين من الامور المذمومه
التى تصرف الانسان عن مصالح دينه ودنياه
وهو نوع من الاستعباد للقلب من دون الله
وتحكم للمحبوب في ارادة الانسان وحريته واخيتاره
نسال الله ان يعيذنا واخونا المسلمين من العشق
|
اسمح لي أن أقول لك أنك تخلط الأمور ببعضها، الحب طبع بشري لايعارض محبة الله، ولو وصل الحب لغاية كبيرة مالم يؤدي إلى محرماً.
ولو أنزلنا فهمكَ هذا بأن الحب يعني طغيان ذلك على الإنسان لتكون المحبة للمحبوب أكبر من حب الإنسان لله، لأنزلنا ذلك على كل المشاعر الإنسانية، فيكون حب المرأة لطفلها وتعلق قلبها به هو تعلق بغير الله وبالتالي فإن الله قد يعاقبها لأن قلبها تعلق بغير الله!، وقل ذلك على من تعلق قلبه بحب السفر أوالصيد أوالمال أو غير ذلك من الهوايات المباحة وقضى وقته وفكره فيها لاعتبرنا ذلك من غلبة العقل والقلب على صاحبه مما يعني بالنهاية على حد قولك أن الإنسان يعذب بمحبوبه لأنه أخلص الحب لغير الله على حد زعمك، وهذا فيه خلط كبير.
إن المباحات ياعزيزي لا تعارض حب الله ولا تعارض غيره مهما أوغل المرء فيها مالم يؤدي ذلك إلى ضرر أو محرم، فلقد وسع الدين للناس حياتهم وسهلها فلا نحاصر الدين في زاوية ونجعل فهمنا له عوقاً على الناس من المباحات وأن يعيشوا بفطرتهم وطبيعتهم الإنسانية.
ثم إن أغلب البشر بل كثير من المسلمين من لاتجده يصلي أو يعبد الله أو يكون محسناً لله، وهؤلاء مخطؤون، فلماذا نخطئ ونحشر معهم من تمتع بالمباحات وأحبها حباً جماً، ونجعل ذلكَ تعلقاً بغير الله، ياعزيزي أرجو ألا يكون حديثكَ وكأنه بيدك الأمر لتحكم على هذا بعدم التعلق بالله أو بالتعلق بالله، أما ابن القيم وسواه فكلهم علماء لهم قدرهم ولهم شأنهم، ولكنهم يضلون بشراً يؤخذ من كلامهم ويرد، ولو رجعنا لبعض العلماء المتقدمين لرأينا منهم كلاماً لطيفاً عن الحب، ولم يلجأوا إلى اعتباره شركاً بالله أو غير ذلك من التفسيرات التي تحول إلى التعقيد في الدين وتصويره ضد الطبيعة الإنسانية، ولو آمنا بما يقولون وماتفهمه أنت لقلنا أن الرسول يقصد بالمتحابان شيء آخر غير تلك المشاعر المعروفة في الحب، لا أدري لماذا يتعامل الرسول مع الظواهر الطبيعية والعاطفية والإنسانية ببساطة الإنسان وسماحة الإسلام بينما الآخرون يعقدون ذلك بفهمهم، ولن يشاد أحد الدين إلا غلبه.
أختم بكلام مقتطف من كتاب طوق الحمامة للإمام أبو محمد علي ابن حزم رحمه الله
"
الحب - أعزك الله - أوله هزل وآخره جد. دقت معانيه لجلالتها عن أن توصف، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة. وليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة، إذ القلوب بيد الله عز وجل وقد أحب من الخلفاء المهدبين والأئمة الراشدين كثير، منهم بأندلسنا عبد الرحمن بن معاوية الدعجاء، والحكم بن هشام، وعبد الرحمن بن الحكم وشغفه بطروب أم عبد الله ابنة أشهر من الشمس، ومحمد بن عبد الرحمن وأمره مع غَزلان أم بنيه عثمان والقاسم واُلمطرف معلوم، والحاكم المستنصر وافتتانه بصبح أم هاشم المؤيد بالله رضي الله عنه وعن جميعهم وامتناعه عن التعرض للولد من غيرها. ومثل هذا كثير، ولولا أن حقوقهم على المسلمين واجبة - وإنما يجب أن نذكر من أخبارهم ما فيه الحزم وإحياء الدين وإنما هو شيء كانوا ينفردون به في قصورهم مع عيالهم فلا ينبغي الإخبار به عنهم - لأوردت من أخبارهم في هذا الشأن غير قليل."