رد : أسلوب التعامل مع الزوج/سر الحياة مهرة
عزيزتي لانا..
بدايةً اعذريني على التأخير.
أتفهم طبعاً حاجتكِ للحب وإبداء المشاعر .. وكلنا ـ كنساء ـ كذلك دون شك.
ولكنني شخصياً لا أحب التسرع في مثل هذه الأمور .. وآخذ على المخطوبين بشكل عام أنهم يعتبرون مرحلة الخطبة أو عقد القران وكأنها هي المفتاح الذي يفتح باب الحب والمشاعر رغم أنها ربما لا تكون قد نمت بالفعل أو بشكل كافٍ على أقل تقدير.
لذلك أتمنى منكِ مبدئياً أن تعيدي تقييم عواطفك: هل أحببتِ خطيبكِ فعلاً ..أم أنكِ ترغبين في ممارسة الحب لأنكما مخطوبان. <------ طبعاً لا أقصد الممارسة الجنسية
الأمر الثاني .. مهما كان الحب عميقاً يا عزيزتي فليس بالضرورة أن يكون مردوده مماثلاً .. فالشخصيات تختلف وطرق التعبير تختلف.
أنا لا أدري كيف يفكر خطيبكِ بالضبط .. ولكن سأفترض أفضل الاحتمالات وهو أنه لا يحسن التعبير .. فإن كان كذلك فلا تشغلي نفسكِ كثيراً (بكم) ردود أفعاله أو تعبيره العاطفي نحوكِ .. وإن كان (الكيف) معقولاً ومقبولاً فأرى أن تتأقلمي مع ذلك.
أما أنه يرغب في أن تكون المبادرة منكِ دوماً .. فلا نستطيع أن نجزم بهذا يا عزيزتي .. ولكنني أرى أن الحل الأمثل هو أن تتعاملي باعتدال .. لا أدري كم مرة تتصلين به في اليوم .. ولكن أرى أن تقلصي اتصالاتك بعض الشيء .. وعندما تتصلين اختاري وقتاً تعلمين أنه غير مشغول بحيث تكونان متفرغان لبعضكما ويمكنكِ حينها أن تعبري عما في نفسك كما تشائين .. ولا بأس في البداية ـ إن كنت لا تعرفين جدوله اليومي ـ أن ترسلي له رسالة نصية تسألينه إن كان مشغولاً أم لا.
وذات الأمر بالنسبة لرسائل الحب .. قلصي ما ترسلينه الآن.
طبعاً كوني حكيمة .. وليكن تقليص المكالمات والرسائل متوازناً بحيث لا يترك لديه انطباعاً بأنكِ تجافينه أو تعاقبينه على عدم تجاوبه معكِ كما تريدين.
وكما قلت لكِ سابقاً .. ابتعدي قليلاً ابتعاد المحب وليس ابتعاد الكاره .. ابتعاداً يدفعه للاشتياق والافتقاد .. وليس ابتعاداً يدفعه للاستنكار والنفور.
وتوقفي تماماً عن تلك الأسئلة .. ليش ما تتصل؟ ليش ما تسأل؟ .. انت ليش مهملني؟ أنت ليش تتهرب مني؟ ... هذا استجداء يا لانا لا أحبه لكِ.
كل ما قلته هو من أجلكِ أنتِ في المقام الأول .. لأنني أعرف جيداً مقدار الإحباط الذي يشعر به الإنسان عندما يبالغ في عطائه ولا يجد المقابل الذي يتمناه .. فإن تجاوب معكِ خطيبكِ وبادلكِ المشاعر .. كان بها .. وإن لم يفعل فلن تكوني حينها قد استنزفتي الكثير من المشاعر .. وستكونين أكثر تفهماً واستيعاباً إن كانت هذه هي شخصيته وطبيعته بالفعل.
أما قوله (انتي اعرفي كيف تخليني أتعلق فيكي) .. و(وانتي اعرفي كيف تخليني ما استغني عنك) .. فبصراحة لا أحب هذا الأسلوب أبداً .. ولكنه للأسف نتيجة متوقعة لكثرة الأسئلة التي تطرحينها.
تصرفي بتلقائية وعفوية .. دون مبالغة أو ملاحقة .. أما أن يتعلق بكِ ولا يستطيع الاستغناء عنكِ فاتركيها له.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.