مَا زِلتِ تتوشحِينَ الحُزْن, ونَحْنُ نَدْرِي أنَّكَ تَتألمين لأجْلِه, وأنَّ مَا يُؤلمكِ يَعْنِيه وَحْدَه! أتَدْرِي أنّكِ ورُغم كُلِّ المَساوئ الّتِي تُعَدِّديها فِيه تُحِبيّه [ تُحِبيّه وَبِعُمْق! وحِينَ تَنْفِين هَذَا الحُبَّ تَجْرَحِين قَلبكِ, قَدْ لا تَشْعُرِين بِهَذَا الجرح الآن لأنَّكِ تَنْزِفين! لَكنّ الأيَّام كَفِيلةٌ بِتَطْبِيب ما تشْعريِن به اليوم, لِيَتفتَّق لَكِ مَا هُو أَعْظَمُ [ أنَا أُحِبُّه !! فَكَيْف لِي أنْ أُسِيء إليْه ...؟ أكْثَرُ ما سَآنِي منكِ يا كنافة أنَّكِ تُعدّدين مَساوءه كأيّ شخصٍ لا يَعْنِيكِ وَإنَّ أعْلَى دَرَجَات الحُبِّ أنْ يُخْفِي المحبُوب مَسَاوئ مَحْبوبه, أنْ يُجَمِّله فِي نَظَرِ الآخرِين مَهْمَا بَلغَ جُرْحه, أنْ يسْتُره, وإن اقتضى الأمْرُ فَضْح بعْضِه للحاجةِ وللحاجةِ الملحةِ -فقط- فالحُبُّ شُعورٌ سَامِي أوْلَى بالحِفْظِ والصُّون عَن غَيْره مِنَ المَشَاعِر ... صَدِّقِيني لا أحد يَعْنِيه قلبكِ كمَا [ زوجكِ, تَذَكِّري الآن كُلّ اللحظات الجَمِيلةِ الّتي جَمَعْتكُما, واغْمِضي عَيْنيكِ عمّا سِواهَا! كُلُّ ما أخْشَاهُ عليْكِ أنْ يُصَدِّق قَلبْكِ كَذبته لليوم أنَّكِ كرهتِيه, وأَنَّكِ بِدُونهِ بِخيرٍ ... لتعِيشي !


- هِيه ..!!
- كُلُّنا نَتَنَفَّسُ !