رد : فجر العيد .. ( زاوية خاصة )
بين الوهم والحقيقة ....
----------------------
جزء مقتبس من كتاب ( أناشيد الإثم والبراءة ) للدكتور مصطفى محمود رحمه الله ..
لا يوجد وهم يبدو كأنه حقيقة مثل الحب ولا حقيقة نتعامل معها و كأنها الوهم مثل الموت .
فليس هناك أمر مؤكد أكثر من الموت ومع ذلك لا نفكر أبدا بأننا سنموت وإذا حدث و فكرنا لا يتجاوز تفكيرنا وهما عابرا عبور النسيم.
والعكس في حالة الحب فرغم أن الحب دائما أمر يزينه الخيال و يضخمه الوهم ويجسمه التصور وتنفخ فيه الشهوات و سبب الخلط و الاختلاط هو دائما خطأ في النسبة فنحن دائما ننسب الجمال الذي شاهدناه والحنان الذي تذوقناه الى صاحبته مع أنها ليست صاحبته فصاحبه و مالكه هو الله و ليس أي امرأة.
و يمضي العمر في سلسلة من الغفلات و الاغماءات مجموعها في الختام صفر أو هي في الحقيقة حاصل طرح و ليست حاصل جمع.
والقضية بالدرجة الأولى قضية ايمان.
هل نستطيع أن نكون ذلك العارف الذي لا يرى في كل شيء الا الواحد
ولا يبصر الا وجه ربه في كل محبوب.
هل يمكن أن نكون مصداق الآية: "فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللَّه". ذلك هو الجهاد الصعب.
__________________
أخو الحزم قد يقسو على من قد يُرحم ورُب عقوبة أورثت صلاحاً
وقصاصاً ردع ظُلماً موشكاً وموتاً أحيا نفوساً ولولا خشية الناس من الناس
لفسدت الأرض وأكل الناس بعضهم بعضا .