مصادر المعادن
تتوفر المعادن للانسان باشكال مختلفة . وربما ان اشهر هذه الاشكال هو الاملاح غير العضوية مثل كلوريد الصوديوم وفوسفات الحديد. يمكنها ايضا ان تكون جزءا من الاملاح العضوية في نسيج نباتي او حيواني او متصلة باحماض امينية او بروتينات العضلات كما هو الحال مع الحديد في الهيموغلوبين . ويطلق العلماء على عملية " اختطاف " المعدن من قبل الجسم بهدف تسهيل امتصاصه مر قبل الامعاء
اسم الاستخلاب Chelation.
وتتواجد العديد من المعادن في الماء بشكل متأين اي بشكل جزيئات تحمل الشحنات الموجبة او السالبة . وماء ا لبحر المالح يوفر ، على هذا الاساسر ، مادة الحياة الخليوية بسبب كثرة الاملاح المتأينة فيه . لاحظوا هنا ان الالايونات الموجبة مثل الصوديوم وا لبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم تتحد مع ا لايونات السالبة مثل الكلوريد وا لفوسفات والكاربونات . وربما تتواجد المعادن في محاليل كما هو وجود
الكالسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والبوتاسيوم في الماء او قد تتواجد بشكل حر وطبيعي فان عدد الشحنات الموجبة ( 1لبروتونات ) وعدد ا لشحنات السالبة (الالكترونات ) تحدد قابليتها على الاتحاد مع المواد
الاخرى وتحدد فعاليتها في تقرير حامضية او قاعدية هذا السائل او ذاك . وطبيعي فان الايونات الاحادية القطب مثل البوتاسميوم والصوديوم والكلوريد( ا لكترون واحد او بروتون وا حد ) اسهل امتصاصا على جدران الامعاء من الايونات الثنائية القطب مثل الكالسيوم او المغنيسيوم ( بروتونان او الكترونان ).
واليكم مثالا عن صعوبة وتعقيد عملية امتصاص المعادن فالحديد المتأين موجود في الطبيعة بشكلين ايجابيين ( ايجابيا ا لشحنة ) هما الحديديك ( 3+) والحديدوز ( + 2). ويتميز ايون الحديديك بعدم الثبات في الطبيعة وعدم الاستفادة منه في الجسم ولهذا تقتصر اقراص الحديد على شكل الحديدوز. وهنا يتدخل فيتامين سي القادر على تحويل الحديديك الى سلفات حديدوز السهلة الامتصامى في الامعاء الا ان الاخيرة تتميز ايضا بقدرتها على اثارة الامعاء والتسبب بحالة الامساك.
وطبيعي فان المعادن تأتي من النباتات ومن المياه التي تعتمد في مكوناتها على طبيعة التربة ومدى غزارتها بالمعادن . والمعادن التي تتوفر في المياه هي عادة : الكالسيوم ، 1لصوديوم ، 1لبوتاسيوم ،
الكلوريد ، 1لفوسفات و الكبريتات . وا عتمادا على مصدر الماء واختلاف التربة فيمكن ان يحتوي الماء علي الحديد والزنك والنحاس ايضا. وتكون مياه المرشحات التي تسمى المياه الرخوة Softقد فقدت العديد من المعادن لصالح كثرة في الصوديوم ولذلك فهي ليست صحية بالنسبة للمصابين بارتفاع ضغط
ا لدم ومشاكل القلب والدورة ا لدموية. وبالعكس فان المياه " الخشنة " تحتوي على المغنيسيوم والكالسيوم الذين ينفعان في علاج هذه الحالات . وتتوفر المعادن كما اسلفنا في النباتات فتمنحه القدرة على تقرير طبيعتها داخل الجسم كمواد حامضية او قاعدية . وعلى هذا الاساس فان الغذاء قد يكون مثيرا للحامضية او القاعدية في جسم الانسان حسب المخلفات المعدنية التي تتبقى عن عملية تحطيمه وامتصاصه . ان درجة لم في الجسم البشري تميل الى القاعدية قليلا ولذلك لابد من الاكثار من المواد القاعدية التأ ثير وخصوصا الفواكة والخضر.
وشيء مهم بالنسبة للعديدين ممن يعتقدون ان الفواكه الحمضية هي حامضية بطبيعتها نقول ان هذه الفواكه قاعدية التأثير. في حين ان اللحوم ومشتقات الحليب والجوز وا لبذور هي حامضية التأثير وقد تخل بقاعدية الجسم .
ان معاملة الاطعمة ، وتعقيمها وطبخها بشكل غير صحيح يفقدها لكثير من معادنها. ولهذا السبب فان عملية طحن الحنطة كمثل تشغل حيزا من نقاشات المختصين منذ فترة . ويحوي السكر الطبيعي على نسبة عالية من المعادن والمعادن الضئيلة الا انه يفقد معظمها اثناء تحويله الى سكر ابيض . ويجري جمع مخلفات صناعة السكر ومنحها للحيوانات وهو ما يجري ايضا مع عملية معاملة الحنطة ويحنها حيث تحول " النخالة " الغنية بالمعادن وا لفيتامنيات الى علف .
ويرتبط نقص المعادن عند الانسان بعدة امرض بعضها خطير . وكمثل فان تنخر العظام قد ينشأ نتيجة لحالة مزمنة من نقص الكالسيوم وفيتامين دي . واذ تؤدي قلة المغنيسيوم وا لكالسيوم الى رفع ضغط الدم تؤدي زيادة الصوديوم والبوتاسيوم الى ذات ا لنتيجة . وهناك علاقة وثيقة بين نقص المغنيسيوم
والتشنجات العضلية والالام التي مردها الاعصاب وبعض الازمات القلبية. ويتسبب نقص الزنك و السيلينيوم بخفض قدرات جهاز المناعة الجسدي ضد الالتهابات .
منقول