رد : هل يحق لي عمل الحرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
هذه إحدى الأسئلة التي أتت للشيخ الفاضـل ، فاأحببتُ أن أضعه لكِ أختي الكريمة .. انا قاربت على الثلاثين ولم اتزوج فما الحل؟؟؟ اخشى ان الناس تنظر لي نظرة غير طبيعية ان صديقاتي تزوجن وانا ليس بعد !!
أخت الإسلام ..النبيلة ..وفقها الله وسددها
-الزواج ليس هو منتهى الآمال السامقة ولا غاية المطامح السامية ، وإنما هو محطة من المحطات لا غير
-وهو في الإسلام مباح أو سنة ، ولا يكون واجبا إلا إذا خاف المرء على نفسه الزنى ونحو ذلك ..
-وليس في دين الله أن من لم تتزوج أنقص من غيرها ! ، ولا أنها أقل شأنا من أترابها !..هذا لا وجود له في كتاب ولا سنة ، فلا ينبغي للعاقلة أن تكون أسيرة تقاليد عُرفية ، بل عليها أن تتحرر من إسار الأفكار المجتمعية وتمشي واثقة الخطى وقلبها معلق هناك..تدرين أين ؟ في السماوات العلى حيث سدرة المنتهى !..معلق بربها عز وجل ، قيمة الفتاة لا تقاس بزواجها ، بل إن الإسلام يحفظ للمرأة شخصيتها فتبقى - مثلا- محتفظة بعد الزواج باسمها ولا تضاف لزوجها كما عند الغرب ..
-دعيني أصارحك أن قولك (فما الحل ) سؤال غلط ! ، فهذه ليست معضلة حتى يطلب لها حل، كل ما هنالك أن هذا من الأنصباء والأرزاق المقسمة ، والمؤمن الراضي بما قسم الله :أغنى الناس ! هذا ليس كلامًا للإيناس ، بل هو من صلب العقيدة فتنبهي!
-أنت تعلمين أن السعادة في مفهومها الحقيقي ليست رهينة حصول زواج وما أشبه ، كائنًا ما كان هذا الزوج ! بل تذكري أن السعادة في حقيقتها منحة إلهية ، فلا غرو ان تري من أهل الدثور من هو في درك الشقاوة ، ومن أهل الحصير في قمة السعادة..
-أترجاك أن تخرجي من صندوق الأوهام الأسود ، وتنظري للحياة بمنظار كُبّار ذي آفاق رحبة ، لا يقف عند محطة زواج أو نجاح مؤقت ..
-المسلم صاحب رسالة ، هل هناك خبر أبلغ أسى من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ لقد توفي عليه السلام، وبقيت الرسالة يحملها الصحابة من بعده ..فانفضي غبار الوهم ، وعثار الوهن ..وانطلقي ..فإن الأمة بحاجة إليك! ولا تكون هامشا على التاريخ فقدك وعدمه سواء!
-ثم من قال إن المقاربة للثلاثين أو الأربعين: يعني أن لا زواج؟ ، هذه نظرة تشاؤمية ، غذّاها كلام الناس ..غير أني أقول : مع دعائك ربك أن يبلغك العروس النبيل الفاضل ، لا تجعلي هذا الدعاء على طريقة المتعلق بقشة كأنما زواجه : الحياة ، وفقده الموت ! لا تربطي فرحة قلبك بحدث ..كالزواج ، فكم في الناس من أزواج يضرب بهم المثل في التعاسة والغم ..والنكد ، وكم من أناس لم يتزوجوا وأفراح أرواحهم صارت في الناس مثلا..ألا تعرفين صاحب هذه الكلمات(أنا جنتي وبستاني في صدري ..إلخ ) ابحثي عنه وتقصّي خبره..هل تزوج ؟
بل لعل هذا هو الغالب وما نسب الطلاق عنا ببعيد ! لكن ادعي الله رجاء في فضله دون إياس من ذلك ، ادعي وأنت عالمة أن ما يقضيه لك خير مما تقدرينه لنفسك ..
-واجعلي حياتك مفعمة بأنواع الخيرات والنفع المتعدي والعلم والعمل ، ولا تخليها من أسباب المرح والمسرات والترويح بأصناف المباحات والصداقات الجميلة ، كوني كبيرة القلب ، ريّانة النفس ..ومن آنسه ربه لم يضره فوات ما سواه ..أختي الفاضلة ، أقول لك في كلمة : رددي كما قال موسى عليه الصلاة والسلام :وعجلت إليك رب لترضى..رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ..(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )