مرحبا أن ليمتد.
لما كنت في أمريكا كنت أسأل أصدقائي في السعودية كيف بيئة العمل عندهم فكانوا كثير يشتكون من ضعفها وسطحيتها، ولما يسألني أحد وش أكثر شي شايل همه لما ترجع قلت بيئة العمل المحبطة والتي تكثر فيها البيرقراطية والشكليات وضعف الآداء وقلة الانتاجية والتركيز على أشياء هامشية، وكنت وقتها قررت أنه بعد الانتهاء من الدراسة العمل بأمريكا لمدة سنة كمتدرب فقط لكي اكتسب قيم العمل، وفعلاً قدمت على طلب عمل كمتدرب لمدة سنة، وحصلت على الرخصة، لكن ما أن عدت بعد التخرج للسعودية حتى يسر الله لي وظيفة، وبالتالي تراجعت عن العمل هناك.

بالنسبة للصدمة الحضارية المتعلقة بجوانب كثيرة بالحياة مثل حقوق الانسان النظام الالتزام الأمانة وغيرها من المظاهر الجميلة التي رأيتها في المجتمع الامريكي، في الواقع أنه منذ أن كنت مراهقاً وأنا محتج على بعض جوانب الحياة في السعودية وهي مثلها مثل كثير من الدول التي تنتشر فيها العشوائية وغياب المنهجية في الحياة والموقف من الآخر والقيام بالحقوق والواجبات، وفي الوقت نفسه كنت مطلع على امريكا والغرب من خلال الكتب ومتابعة البرامج، وكنتُ مدركاً الفرق، ولكن حينما ذهبت هناك شاهدت ذلك بأم عيني، بالطبع تحضر حينها المقارنة والفروقات بين المجتمعات، في الوقت نفسه حينما عدت كنتُ ولا زلت متفهماً للجانب السلبي في المجتمع وكنت ولا زلت مؤمناً أن الإنسان يجب أن يتعايش مع الآخرين ويتقبل واقعه ويندمج به بشرط ألا يؤثر ذلك على مبادئه وقيمه، لأن مجرد النقد والضجر والتألم من الواقع لن يفيد ولن يغير ولن يضيف، بين الشعوب والثقافات اختلافات وعوامل كثيرة شكلتها يصعب تغييرها لأنها بالعادة تكون متجذرة، والفن يكمن كما ذكرت كيف تتعايش مع البيئة المحيطة مع احتفاظك بقيمك ومبادئك.

أرجو أن اكون وفقت في الإجابة على تساؤلك.

تحياتي.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..