منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2014, 02:15 AM
  #25
طيوبي الحليم
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 45
طيوبي الحليم غير متصل  
رد : زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود

(4)
أثناء الفترة الماضية خلال محاولاتنا الجسدية
كنا نبني شيئا آخر
وهو الأهم
وهو التوافق النفسي والعاطفي

حيث يتعرف كلٌ على الآخر


هذا الجزء كتبته قبل سنوات
وسأشاركم به

وأرجو ألا يفهم أحد أني مثالي أو غير واقعي
فأنا بسيط وسهل
وأرضى بالقليل
ومتواضع جدا

ولكني في ذات الوقت
سهل ممتنع
وأقدر نفسي

أنا مثل معلم الروضة الذي درس النظريات التربوية وأثر استخدام الألوان أو الوسائل التعليمية

وطبّقها على الأطفال بكل سلاسة
دون أن يفهموا منها شيئا
ودون أن يتكلف أو يشرحها لهم

صلوا على النبي
اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد

نظرتي للزواج
• حاجاتي العاطفية و النفسية والزوجية والمادية طبيعية، ولكنها كاملة وفي الحد الأقصى
• ولكنها كانت مدخرة للمرأة التي ستكون زوجتي يوما ما، فلم أعرف امرأة من قبل
• ويتوقع ممن كان كذلك أن تتفجر مشاعره وحاجاته عندما تأتي اللحظة التي انتظرها طويلا وحفظ نفسه ومشاعره كاملة لها، لتعوض حرمان السنين.
• الزواج ميثاق غليظ ورباط إلهي مقدس بين زوجين وأسرتين وهو حقوق وواجبات، يجب الالتزام بها ولا خيار للإنسان في أدائها، إذ التفريط فيها من كبائر الذنوب، والمرأة شريكة للرجل وليس مجرد تابعة له، وكلاهما سيقف بين الله - فردا - فيسأله ويحاسبه عما استرعاه
• فترة الخطوبة بناء للمستقبل يتعارف فيها الزوجان فكريا ونفسيا وجسديا، ويتعرف كل منهما على مفاتيح شخصية الآخر وما يحب وما يكره، والنتيجة أن يدخل الزوجان بيت الزوجة وهما جاهزان لبدء الحياة
• مرحلة الزواج مرحلة بدء الحياة وهي المرحلة الأهم إذ يبنى فيها التفاهم الأخير، ويواجه الزوجان خلالها مصاعب الممارسة العملية التي يجتهدان في حلها بالتفاهم و الحوار والتوادد والاحتواء والتقارب وإحسان الظن مثل مشكلة الدخلة أو ما تعودا عليه سابقا من أعمال الحياة وترتيب الأعمال تقاسم مسؤولية البيت والأولاد إلخ...
قد تستمر هذه المرحلة أسابيع أو أشهر أو ربما سنوات بقدر توفيق الله لهما، وبقدر ما يبذلانه من عمل جاد وإصرار على النجاح ويظهر صدقهما ورغبتهما في أن يكون كل واحد منهما سندا للآخر
وفي النهاية تبدأ الحياة المستقرة المتكاملة حيث يصبحان روح واحدة في جسدين حتى تفهمه بدون كلام وتعطيه قبل أن يسأل، وتملأ عينه وقلبه (إن نظر إليها سرّته) وهو ما وصفه الله باللباس (هن لباس لكم) ولابد أن يكون اللباس على المقاس ليحصل السكن (لتسكنوا إليها) وهو كذلك، مع حفظ شخصية كل منهما
وقد يفشل الزوجان –لا قدر الله- في التكامل التام فيقبل كل منهما الآخر باختلافه ونقصه (إن كره منها خلقا رضي منها آخر) ، (فأن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)

• لكل إنسان عيوبه وأخطاؤه، ولكن واجبه البحث عنها والبدء بإصلاحها بنفسه أولا ثم بمساعدة الآخرين ابتداء من الوالدين والإخوة والأزواج مرورا بالمعلمين والمربين انتهاء بالأطباء والمعالجين
• وإن من أصول الدين ومقتضيات العقل الترقي بالنفس وتربيتها، (قد أفلح من زكاها) ، (إنما الحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم) ، (ومن يتصبر يصبره الله) ، وإنما يتفاضل الناس بأعمالهم ومجاهدتهم لأنفسهم وضبط أفعالهم وأقوالهم وهم على ذلك محاسبون فهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم ، وتصرفات جوارحهم.
• هذا هو الواجب وما عدا ذلك خذلان وضلال، فمن لا يعي أخطائه فقد طمس وضل، فهو كالأنعام بل هو أضل، ومن لا يرى ضرورة للتغيير أو أهمية فقد رضي بالأدنى وحرم المنى، فشقي وأشقى، ومن عجز إصلاح نفسه وانهزم، فهو عن نفع غيره أعجز، وسيعض أصابع الحسرة والندم.

• بناء على ماسبق فقد خلال فترة الخطوبة تبدأ ملاحظة السلبيات، ويقوم الطرفان بفهم الحقيقة أولا، والسعي بكل قوة لإيجاد الحلول لها، وقد قالت لي مرة: (عيوبي؟)،فقلت لها بالنص : (تقربنا من بعضنا أكثر إذا حليناها مع بعض)
• ثم بعد الزواج بدأت مرحلة اللباس والتوافق ومثل كل الشركاء والأزواج الجدد، وواجهتنا مشاكل في مواقف الحياة اليومية التي تحتاج إلى معرفة التصرف الصحيح معها وإصلاح الخطأ فيها حتى يستقر الوضع.
• كل ما سبق لا يعد مشكلة بالنسبة لي بل هو الوضع الطبيعي بين أي شخصين يتعارفان لأول مرة، وكلاهما تزوج في سن كبيرة نسبيا بعد أن استقرت شخصيته وحسم رأيه مسبقا حول نظرته للحياة واختار الأساليب المناسبة له لمواجهة الأحداث اليومية وكذلك مواجهة المواقف الطارئة إلخ (وهو ما أسميه النضج)
• صارحتها بملاحظاتي عليها فكرا ونفسا وسلوكا فكانت تعترف بذلك وتتعجب من دقة انتباهي وتظهر الانبهار والاقتناع الكامل بما أقول حتى قالت مرة: (أخاف بعد كذا أصدقك في كل شي)
وكان هناك بوادر بسيطة للتغير لكنها كانت جيدة
• وفي الحياة العملية : كانت الاستجابة أقل بكثير وهذا مفهوم أيضا لأن المؤثرات الآن أكثر، منها : شخص جديد، حياة جديدة ، تجربة جديدة، انكشاف على الأخر حسيا ومعنويا، نقص الخبرة، رواسب الماضي، مخاوف من المجهول خصوصا بسبب كلام الحريم، خوف من الفشل إلخ...
• إذن العيوب والملاحظات في حد ذاتها ليست هي المشكلة، وليست المشكلة كذلك في النقد اللطيف والتوجيه، فكل ذلك إنما هو وسيلة للتقارب وإظهار حرص كل طرف على رضا الآخر والاجتهاد في التوافق معه ليحصل له الراحة الكاملة معه بعد انتهاء فترة البناء ولبقية الحياة.
• بعض الملاحظات لا يمكن التعايش معها ولا يمكن تأجيلها مطلقا تحت أي ظرف لأنها تخالف أصل الزواج مثل الامتناع من ممارسة العلاقة الزوجية أو الخيانة أو البخل ونحوها
وهناك ملاحظات يمكن تأجيلها أو التغاضي عنها

الجزء القادم رقم خمسة على وزن أغنية (اسمها خمسة حروف)
حين فتحت أبواب الجحيم

أعتذر لكم لولا وعدي بالإكمال لما كتبت اليوم

فأنا أكتب عفو الخاطر وأرسله فورا بسبب ظروفي الصحية
نكمل لاحقا
دعواتكم


التعديل الأخير تم بواسطة طيوبي الحليم ; 21-06-2014 الساعة 02:19 AM