منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-06-2014, 09:36 PM
  #29
طيوبي الحليم
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 45
طيوبي الحليم غير متصل  
رد : زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود

(5)

قبل الدخول إلى عش الزوجية أعددت نفسي
لا له فقط؛ بل للحياة
بدأ الإعداد منذ سنوات
بأن أكون إنسانا صالحا
وشريكا صالحا
وزوجا صالحا
وأبا صالحا

كنت كلما سمعت فكرٍ أنيقٍ، جعلت من قناعاتي
وخلق حسن، أضفته لاهتماماتي
وطبعٍ نبيلٍ، طبعت به سَجِيَّاتي
وكلمة رائقة، ضمنتها مفرداتي
وشعور دَفِيء، سقيته اختلاجاتي


تعودت أن اعتمد على نفسي منذ الطفولة
كنت أحصل على مكافأة من المدرسة المتوسطة
فتوقفت عن طلب المصاريف من أبي
وكنت أساعده في إدارة البيت وأعماله
حتى الدهان والترميم وأعمال السباكة والكهرباء

ولم أتعب أمي فكنت أغسل ملابسي وأكويها وأرتب غرفتي
بل أساعدها في الطبخ والخياطة وتنظيف البيت


في أولى ثانوي اشتريت أول سيارة من مصروفي!!!

كنت باختصار معتمدا على نفسي في كل شيء


نعود إلى أرض المعركة
إنها صراع بالفعل
هذه حياة عشتها بشكل يومي لحد الجنون



لم أكن أريد إصدار حكمي خلال كتاباتي السابقة
ولهذا سردت لكم مطولا ما حدث لتستشعروا الحال وتشاركوا في الحكم

لاحظتم في حديثي كلمات مثل:

مخاوف
قلق
توتر
رواسب
تراكمات
تشاؤم
اكتئاب
سوداوية
نظرة سلبية
رغبة بالموت

الأسوأ لم يأت بعد!!!


بدأت مرحلة التوافق بعد أن كونت صورة كاملة عنها
استغربت هي من دقتها فقلت:

أنا مرآتك أضخِّم الحسنات... وما أكثرها وأروعها!!
وأصغِّر السيئات... وما أقلها وأهونها!!

التحفيز والمدح والتشجيع وكلمات الحب والدلال
الإيجابية التفاؤل البهجة والحبور

صببتها عليها صبا
حتى بكت فرحا
وقالت لم أتخيله في الدنيا!!!

قال أهلها: لقد تغيرتِ
وشكروني


بدأت بكسر الحواجز برفق وتؤدة شديدة
بطريقة غير مباشرة غالبا
وكنت حذرا كمن يسير في حقل ألغام
وقد كان فعلا كذلك


كنت أبادر وانتظر تجاوبها فقط
فدور الرجل الآن أهم

وكانت تتجاوب بطريقة جيدة أحيانا
وتبادر بطريقة مذهلة نادرا
ونادرا جدا جدا

قلت لها:
أنتِ جوهرة عليها غبار فقط
سأصقلك
وستضيئين الكون



كنت تطرب لكلماتي ولصوتي
سرحت مرة فنبهتها قالت
سرحت في صوتك وهو يصب في أذني




ولكنها بدأت بوضع حواجز جديدة
بدل أن تساعد في كسر القديمة

وبدأ الخوف والتوتر والقلق يطلّ مجددا
لم يبدأ ولكنه كشر عن أنيابه

ألا تلاحظون التناقض
إقبال مذهل
ونفور وتراجع!!

لا بأس مرحلة؟؟


الأسوأ لم يأت بعد!!!!


لاحظت السرحان والوجوم

قلت: لا يليق بهذا الثغر الجميل إلا أن يبتسم
ولا بهذا الوجه المذهل أن تكون صاحبته ذاهلة
ما الذي يشغل عقلك وقلبك؟؟!!

أيها الأحبة قلتم كلامك أدبي
وهذه رواية خيالية
والله هذه سجيتي وكنت أكلمها هكذا
كنت هكذا دوما
مع ابتسامة مشرقة
وحضن دافئ

قالت لي مرة أشعر بالأمان في حضنك

قلت:
كيف لو وصلتِ نهايته
ستقولين كيف تحملت
فاستغربتْ
لكنها بعد خمس سنوات قالت: فهمت الأن!!



نعود إلى السياق...

قالت عند مخاوف...

ألا تحبني لذاتي!!!
أن تتغير فأصدم فيك!!!
الرجال مالهم أمان!!!

أن وأن وأن!!!


كانت علاقتنا الخاصة متوترة
رغم صبري على التأخر
بدأت بالحواجز
الدنيا برد
مو كل يوم
مرة في الأسبوع!!
ما أتحمل
جسمي حيتقطع
أنا تعبانة

في المداعبات
تدفع يدي وتميط وجهها وتدفعني عن حضنها!!
بل ربما قامت من السرير وهربت في زاوية
وعند النوم تنام على طرف السرير بعيدا عني

كانت بعيدة عني روحا وجسدا
وتبتعد أكثر فأكثر

وفي المقابل
تكون مذهلة لحد البكاء
بكلامها ومشاعرها وتفاعلها ومبادرتها
لكن مرة في كل ستة أشهر أو أكثر

عندما يشتد بي الكرب!!!

لمَ يا روحي تجرحني ثم تبكي لجرحي وتداويني
لمَ تجيعني حتى الاضطرار ثم تغريني بأطايب الثمر
لمَ تحرمني شربة الماء ثم تعطيني شربة من الجنة

قالت عندي ظروف ربي يعلمها

تناقض جعل فكري يطيش
وسلامي الداخلي يتحول إلى ساحة حرب شعواء


عندما جاءها العذر الشرعي أول مرة
وكذلك عندما مرضت أول مرة

كان رد فعلها غريبا
انجفلت وتجافت عني
ونظرتني بتوجس

ما بكِ؟


قالت:
أنا ما أنفعك الآن
الرجال ما يبغو الحرمة الآن
ما يستفيدوا منها

قلت:
ألم تشعري أني إليك الآن أقرب


في عذركِ
حبٌ صافٍ للروح بعيدا عن شهوة الجسد
قدوتي صلى الله عليه وسلم (كان يباشرها وهي حائض)

وفي مرضكِ
خدمتك وحنيت عليك أكثر
طبخت لك الشوربة وصنعت لك عصير الليمون
وأعطيتك الدواء بيدي بكل الحب


قالت:
رأيت ذلك
وأشهد أنك أكرمتني ولكن...


أحبتي ألا تلاحظون
حياتي دوامات من الاضطراب

استمر الحال في كل يوم
في كل موقف صغيرا أو كبيرا


تعودت يدي على العمل والسنع
بعد الغداء لا إراديا ألم السفرة وأجمع الأطباق

أحب المشاركة

وقفت معها على الحوض لغسيل الأطباق

داعبتها بلمسة حانية، وقطرات ماء على وجهها

نفرت ونظرت إلي بشزر

أيش في يا فلانة؟؟؟؟!!!!!

قالت أنا ما أحد يرش علي موية!!!!!

لا تعليق



موقف آخر بل نزفة قلب

قالت نحتاج سلة غسيل

قلت مداعبا
لا أحبها... تضاربت معاها لما كنا صغار وتزاعلنا

للتوضيح (يعني: تضاربت مع سلة الغسيل)
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


أرجوكم توقعوا ما الذي حدث؟؟؟!!!!

أضحكت؟؟؟
لا!!!

أبتسمت؟؟؟
لا!!!!


لن أطيل

قالت ليش تلغي شخصيتي!
تبغى كل شيء على كيفك!
أنا أحتاجها، جيب لي هيا خلاص!




وربي إن هذا الذي حدث
كنا في السيارة
ولن أنسى ذلك المكان

تخيلوا
هكذا مرت سبع عجاف



والأسوأ لم يأت بعد


أعذروني تألمت
يخفق قلبي الآن بشدة

سأعود بإذن الله