منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2014, 06:22 PM
  #46
طيوبي الحليم
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 45
طيوبي الحليم غير متصل  
رد : زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود

(6)

استمرت الأيام والتوتر يزداد
كلما داعبتها جفلت وابتعدت
عندما أضمها تتملص من حضني
أحس بأن جسدها وروحها بعيدة عني
أحس بتوترها واضطرابها ورجفتها فأتمسك بها
وبعد دقائق من الصراع
تنزل السكينة عليها
فتهدأ وتلتصق بي
قالت حضنك أكثر مكان أرتاح فيه


إذن لم المقاومة؟!!
لماذا ستنزفينني عاطفيا وجسديا بهذا الشكل؟!!

لا جواب!!!!


عند العلاقة الجسدية نفس المعاناة بل أشد
أطلبها فتظهر التأفف والتعب
تطلب التأجيل

إن أصررتُ توافق كأنها مغصوبة وتقاوم
تشدت أعصابها ويتخشب جسمها ولا تسترخي
نظرات شاردة وذهول فظيع
ووو

لمَ يا حبي؟

لا جواب!!!



لا أطلب منها أياما
ثم تأتي بعد أن يشتد بي الكرب!!!!!


تعطيني علاقة من الجنة!!!!!
مذهلة بشكل لا يصدق!!!!


لمَ؟

لا جواب!!!!



زوجتي شخصيتها قوية
وليست خجولة وهي وواعية وحكيمة
ورغبتها وقابليتها للتعلم قوية
ولكن؟؟؟


بذلت جهدي في تفهمها وبناء التوافق معها

ولكنها لم تبذل شيئا للتعرف إلي
بل لم تتخيل أن نختلف
فكانت تعاملني على أنني وهي واحد


غريب؟؟؟!!!!


تحدثت معها ونبهتها على هذه النقطة الغريبة

أنا كما أسمتني هي (إنسان المشاعر)
إن فرحت بدا علي وملأت الفرحة قلبي ووجهي
وإن حزنت أظهرت ذلك بالامتعاض وحتى بالبكاء
ألوم من يخطأ علي وأشكر من يحسن إلي
صريح لأبعد حد بلا وقاحة
كنت كتابا مفتوحا

أنا منطلق في مشاعري كالأطفال
طبعا مع حكمة الكبار ووقارهم

وبهذا أعيش اللحظة
فرحا وحزنا
ألما وأملا

وبهذا حافظت على نقاء نفسي بالتزكية والتخلية


هي عكسي تماما
كبت فظيع
وجمود في المشاعر قاتل

لا يظهر عليها فرح أو سرور
لا تظهر الحب ولا الرغبة

شعارها: أنا أتألم إذن أنا موجود

قالت مرة: أنا أمضّي أيامي بالألم
وقالت: أمسك قلبي كيلا يحب، أمسك قلبي كيلا يفرح

لمَ؟

قالت: لأعيش
هكذا أستطعت أن أعيش وإلا لمت كمدا قبل سنين!!!!




والغريب أنها أمام الناس ملاك بابتسامتها وإشراقتها

لمَ؟
قالت للناس

اعتبريني ناس

الغريب أنها تريدني مثلها

أتظاهر وأنا أحترق
وأبتسم وأنا أنسلق
أتصنع وأنا أنشنق


قلت لها
أنا إنسان
لي شخصية وأفكار ومشاعر وسلوكيات وحاجات غيرك

تعرفي عليّ أرجوك



سألتني مرة ماذا تريد؟

قلت:
أريد فقط أن تسكني
أن تكوني منطلقة وتلقائية
ستذهلين من نفسك عندها
وستعجبين من قدرتك ومواهبك

عندكِ كل ما أريد
رأيت إبداعك
لكن أعطني فقط


توفقي عن الهروب والمقاومة
عيشي الحياة بأريحية

جربي حاولي
أخطئي لا بأس
ستكون للأخطاء - مني ومنك- ذكريات جميلة
أحب الخطأ لأنه وسيلة للتعلم
ولأن الإنسان مأجور على مجرد المحاولة
ولأنه يظهر حرصنا على العطاء


دورك أهم من دوري
اصنعي حياتنا
للسعادة مكونات
وهي بيدك الآن

سأنتظرك وأدعمك

سأتوقف عن التنظير والبناء وأسلمك الزمام
فأنت قادرة وواعية


طلبي الوحيد
( قري عينا) (ولا تخافي ولا تحزني)



*********


لم يتغير شيء للأسف

أصبحتُ لا أبادر لطلب الفراش

وأصبحتْ لا تبادر من نفسها إلا مرة كل أسبوعين
ولكن بلا إبداع بل رفع عتب فقط


لا وجود للعاطفة والرومانسية
لا اهتمام لا رعاية لا زوجية

كأننا صديقان في السكن
كانت سلبية ومشغولة وهاربة




هل سأمضي حياتي وأنا أطلب أو أعلم أو أبني توافقا لا يأتي
أو أتولى المبادرة كل مرة

أم أستسلم وبلاش وجع رأس

هل أتخلى عن حقوقي الشرعية في السكن والمودة والرحمة والفراش
لماذا تزوجتُ إذن؟؟


سأصمت وأنتظر
بدأت أتعب
بدأ الألم يزيد
بدأت الزيارة الأولى لعيادة القلب والأعصاب


ستبدأ الآن المرحلة الأخطر في علاقتنا

الأسوأ لم يأت بعد



يارب رحمتك