منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2014, 08:03 PM
  #49
طيوبي الحليم
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 45
طيوبي الحليم غير متصل  
رد : زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود

(7)


حياتنا في جانبها المادي مستمرة

نخرج إلى المطاعم والكافيهات والحدائق والأسواق
ونعيش حياتنا بالطول والعرض

سافرنا كثيرا
لاحظت أننا في السفر نتقارب بشكل مدهش
لعلها تنسى مخاوفها فيه
وعندما نعود تقول: ليت السفر لا ينتهي

لم أحرمها من شيء
كنت أسمح لها بالنوم عند أهلها
والسفر معهم

وزيارة صديقاتها

كل طلباتها مجابة
بل كنت أتلمس حاجتها قبل أن تطلب وأفاجئها
وكانت تستغرب كيف عرفتُ حاجتها واحضرتها دون أن تطلب

لم يحدث أن قالت خلال السبع أحتاج كذا ولم أحضره
بل في نفس اليوم غالبا

أهلي يحبونها جدا وهي تحبهم
ولم يتدخلوا في حياتنا أبدا
وكذلك أهلها معي


أنا مشغول بعملي
وهي تكمل دراستها العليا وتحضر رسالتها العلمية
اشتريت لنا مكتبا كبيرا بكرسيين
وطابعات وفاكس وأدوات مكتبية

نكتب ونضحك ونتاقش نقاشات علمية وسياسية وتقنية
جامعتها في مدينة أخرى بعيدة
سافرت بها لتسليم أبحاثها مرات ومرات


البيت يحتاج رعاية

قالت العروس لا تعمل إلا بعد شهر!!!

بعد أسبوعين من زواجنا احتجت غسيل ملابس

قالت إن أمرتني سأطيعك ولكن العروس لا تغسل


قلت لنفسي: خليك ذوق
وإنتا لك سنين تخدم نفسك
دلعها المرة هاذي


الأكل كله من برا
كنت أحضر الغداء وأعود لأجدها نائمة
فأوقظها لنتغدى
وأحيانا أكل وحدي


بعد أشهر طبختْ لأول مرة
كانت طبخا في قمة الروعة
مبدعة لكن لمن...؟

كنا نأكل من الخارج
وبالأشهر لا طبخ
أنبوبة الغاز الأولى انتهت بعد سنة
وأغلب الأواني بلاستيك
وكنت أساعدها في غسيل الباقي


كنت أساعدها في كل عمل البيت
حتى غسيل دورات المياه
بل وأحضرت خادمة بالساعة

أنا بطبعي مرتب
ملابسي المتسخة في مكانها
أترك الحمام بعدي نظيفا
وهكذا
فلم يكن لي أثر تدميري في البيت

حملت مراجعات في أرقى المستشفيات الخاصة
رافقتها فيها كلها بالحب
والولادة في جناح راقٍ
والهدايا قبل وأثناء وبعد


جاء الأطفال
أساعد في الرعاية
أصنع الرضعة، أغير الحفاظ، أحمّم، أنوّم


زوجتي امرأة صالحة عابدة
كأنني تزوجت إمام الحرم

قالت:
تعودت أن أقرأ القرآن بعد الفجر حتى الشروق
هذا وقتي أشكرك إن تنازلت لي عنه

قالت أنا أخشع في الصلاة
فلا تكلمني قبلها ولا بعدها
تصلي لمدة ساعة تقريبا في كل فرض
بين فريضة ونافلة وذكر

تعودت الصيام وقيام الليل والصدقة وغيرها

قلت لن أمنعك من خير

كانت تعيش لنفسها
كان جدولها مزدحما بكل شيء عداي
عندها جدول حقيقي بالساعة

وتريد أن تشاركني نصف ساعة في اليوم على عجل
بل كانت تنظر في الساعة وهي معي


تسألون لماذا كل هذا العطاء ؟؟؟؟!!!
ليس بلا مقابل
بل مقابل الأذى


هكذا كنتُ وهكذا سأبقى

أعطي بلا حدود
لكل من أعرف أهلي وأصدقائي
ولمن لا أعرف أيضا

كنت لا أنتظر العطاء
بل كنت لا أقبل الأخذ
ولا أريد حتى الثناء


شعاري (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)

تغير هذا معها فقط

قلت لها: أنا لي مطالب محددة
وهي حقوق العشرة الحسنة والعلاقة الودودة
والإشباع العاطفي والجسدي
ولا أكثر


هنا بدأت الكارثة
حين قلت (أنا)


الأسوأ لم يأت بعد!!!