رد : زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود
(8)
تعاطفتم معي على ما سبق!!!!
ياللطفكم!!!!
يالرَّقِتُكم!!!!
ما سبق كان بداية المعاناة فقط
هذا الجزء هو الأصعب علي في كتابته
انتزع الكلمات والحروف كما تنتزع الأشواك من الجسد
وقد تجدون بعض التكرار والخلط في الكلام
فأعتذر
وقبل أن أكمل قصتي أريد أن أشارككم الأجواء التي سبقت دخولي للدوامة الكبرى
النقطة الأولى:
عندما لاحظت حزن زوجتي وكآبتها
سألتها ثلاثة أسئلة
هل هو طبعك؟
هل تريدين التغير؟
هل تستطيعين التغير؟
قالت:
ليس طبعي بل أجبرت عليه لأعيش!!!
وأريد التغير بكل تأكيد فحالي لا يرضيني
وأنا قادرة وقوية وراغبة
أنت أملي الوحيد
قبلك كنت أسيرة لا حيلة لي
والآن تغير الوضع بك
أنا بحاجتك
أعجبني استبصارها بمشكلتها
وحمّسني كلامها وفكرها ورغبتها
ظننتها مثلي ستفجر كل مشاعرها وحاجاتها
فأنا كنت أيضا متعطشا للحياة الزوجية ولم أجرب الحب
كالفقير الذي وجد المال فاشترى به كل ما كان يحلم به
وعوَّض نفسه عن حرمان الماضي
لكن للأسف استمر الكبت معها بعد الزواج ولم تنطلق
بينما كنت متفجرا في مشاعري ورغباتي
ومراعاة للفرق بيننا...
كنت أكبت نفسي قليلا لئلا أغرقها بمشاعري وحاجاتي
وآلمني الكبت فليس من طبعي
ولكن أردت أن أترك لها مجالا حتى تجاريني على الأقل
ثم تبادر وتبدع هي
ولكن بدون فائدة
النقطة الثانية:
لم أمارس معها دور المعلم أو المستشار
بل كنت أتقصّد العفوية في كلامي وأفعالي
وكنت في نقاشاتنا أقول سمعتُ قصةً؛ وقرأتُ كذا؛ فما رأيك؟
فتوافق غالبا
فأقول: ما رأيك أن تكون حياتنا هكذا!!!
كنت أحيي قلبها بالضحك واللمسات والقبلات والهدايا
حتى قالت: (أحس قلبي يضحك معاك، وقد نسيتُ ذلك منذ سنوات!!!)
وأيضا كانت تبادلني المبادرة (نادرا جدا)
فتدهشني
وفي آخر الخطوبة لمّحتْ لي بأن لديها المزيد فقالت:
(بيتنا وخير!!!)
وبعد الزواج لم أكن مستبدا أو متسلطا
ولم أطبّعها بطبعي وألغي شخصيتها
بل طلبتْ مني أفكارا فرفضتُ
أردتها أن تبدع من نفسها
وتثقف نفسها
وهي قادرة
ولكن لا فائدة
النقطة الثالثة:
أنا لست مثاليا ولم أدعِ ذلك يوما
أخطئ دائما وأتقبل الخطأ من غيري
وهذه سنة الحياة
ولكني راغب في حياة أفضل
ولا استسلم للواقع وأسعى للتحسين في كل شيء
وفي كل يوم أتعلم جديدا في بحر حياة لا ساحل لها
وعلى قولتهم (يموت المعلِّم وهو ما تعلَّم)
أتعلم كيف أختار أفضل الأفكار والمشاعر والسلوكيات
كما أتعلم كيف أختار أطايب الطعام واللباس والأثاث
وأنا قوي الشخصية جدا
وطلابي في الجامعة يحبونني ويخافون مني جدا
وكذلك أولادي
وزوجتي تعرف ذلك
حتى أنها قالت أخاف من قوتك فأنت أقوى شخص رأيته في حياتي
وقالت لها أختي مرةً هل الحليم مستبد؟!!
فنظرت إلي باسترابة وقالت أبدًا!!!
وعرفت أني أعاملها معاملة خاصة لها فقط
في غاية الرقة والرحمة والتساهل
ولكن مع الحزم وعدم إقرار الخطأ
ولكن
لم أمارس عليها العنف اللفظي ولا البدني أبدا
وإن عاقبتها بالزعل والهجر فقط
لكن لا فائدة ولا إحساس
النقطة الرابعة:
لم أتكلم عن صفات زوجتي سابقا
وإنما كنت أسرد وقائع
وأنا بحمد الله لست ممن يعميه الحب عن السلبيات
ولا ممن يحمله البغض عن تجاهل الحسنات
كما دعا قدوتي صلى الله عليه وسلم:
[وأسألك كلمة الحق في الرضا والغضب]
زوجتي بها حسنات وإيجابيات كبيرة جدا
ولولا (مشكلتها) لكانت إنسانة كاملة
وبها سلبيات يسيرة
لكنها مدمرة
زوجتي تشبه سيارة ممتازة لكنها عالقة في الرمال بلا وقود
وتشبه قطرة السم التي وضعت على أشهى الأطعمة
فأصبحا غير صالحين للركوب أو الأكل رغم سلامة بقية المكونات
العيب الأكبر
القلق والتوتر المستمر لدرجة الإغلاق الفكري والوجداني
أكلمها في الحب والحياة فلا تسمع
وأثير عاطفتها ورغبتها فلا تتحرك
أناقشها في إدارة شؤون حياتنا اليومية
فكأنها لا تسمع
أما النقاش معها في مشكلتنا صراع
بدايته تكشير وتوجس
ونهايته انهيار ونوبات صراخ وغضب
العيب الثاني:
تأزيم مواقف الحياة اليومية لدرجة الكارثة
كل شيء عندها ضغط وعذاب وكربة
الخروج لنزهة أو زيارة أزمة بالنسبة لها
أخبرها أحيانا قبل الموعد بثلاثة أيام
وقد نتأخر أو لا نذهب!!!
الذهاب إلى الحمام أزمة كبرى في حياتها
تعدّ قبله وأثناءه وبعده بطريقة غريبة
عندها وساوس في الطهارة والصلاة فتعيدهما عدة مرات
تقفل الباب على نفسها ولو دخلنا عليها ترتبك بل تقطع صلاتها
وكم أتيت وهي تبكي على السجادة
وتقول: كأني خارجة من معركة!!!
الطبخ مرة في الأسبوع معاناة
غسيل الأواني غَمٌّ وهَمٌّ
ابني يغيب عن الروضة أكثر مما يذهب
غاب تقريبا ربع الفصل الدراسي
لأنها لا تستطيع إدارة موضوع إيقاظه وتجهيزه للخروج
أما أن أطلبها للحب أو للفراش فأحدى الكُبَر
هذا في المواقف اليومية
فما بالكم عند المشاكل الحقيقية
الله يجيرنا من شيء أعظم
العيب الثالث:
المراوغة و الهروب من المواجهة بل والهروب المزدوج
إذا أخطأت لا تعترف بخطئها
بل تبرر لنفسها أمام الله أولا بأنها مكروبة والله يعذرها
وأمامي بأنها مغلوبة وتعبانة فعلي تقبلها وتحملها
قالت مرة عندما أخطأ عليك لا تزعل مني
ولا يبدو عليك الزعل
ولا تعاتبني
ولا ترفع نبرة صوتك
لأنك تضغط علي واللي في يكفيني!!!
ضمني وبوسني عشان تريحيني
طيب وأنا؟!!
وعندما يبدو علي الزعل
تنسى المشكلة الأصلية
المشكلة الآن هي ليش إنتا زعلان
ليش نبرة صوتك عالية شويه
ليش نظرتك فيها زعل وحزن
و تبدأ بالهجوم العنيف بكل وحشية
وتندب حظها وإني ما أساعدها تتغير
وإني أحبطها
كل شيء أفعله خطأ وتعدٍ عليها
العيب الرابع
الجهل المطبق في الحياة والزواج وضعف المهارات
فهي لا تعرف إلا أمها وكلام الحريم والمدرسة والمصحف
لا تقرأ ولا تشاهد التلفاز
تظن أن الحياة تسير بنفسها
كانت تعتقد أن التوافق بيننا سيحدث هكذا بلا بذل
لم تتخيل أننا يمكن أن تختلف
تحطمت من عدم الدخلة وقالت كنت أظنها تحدث تلقائيا وبطريقة آلية
عاشت حياة مرفهة عند أهلها ولم تعاني في الحياة
طلباتها توصلها ومو ناقصها شيء
ولم تبذل إلا للدراسة والقرآن
تنظر للحياة كأنها واجب في المدرسة
تذاكر وتكتب وتأخذ أعلى الدرجات
بأسرع ما يمكن وبلا مجال للإخفاق
وليس هناك مجال للمحاولة إلا مرة واحدة وبطريقة واحدة وبسرعة
عند الفشل تستلم وتغضب وتبدأ بالبحث عن كبش فداء
ولم تكن تعرف شيئا عن العلاقة الزوجية الخاصة
لدرجة أنها لا تعرف كيف تتم العملية ولا شكل العضو ولا تعرف الانتصاب واستغربت وتوجست من الاستثارة والانفعالات الخاصة
وبالنسبة للزوج وقوامته
تعتقد أني كالخادم أو السائق، لكنه ينفق عليها أيضا
تتصل عليه ليوصلها فيوافق فورا
وليس هناك مجال لئلا يوافق
أليس واجبه وعمله
إلا إن كانت السيارة خربانة
فتصبر - الله يعينها- حتى الغد
ليس للزوج حقوق ولا كرامة
سأذكر مواقف
مرضتُ مرضا شديدا
وقرر الأطباء تنويمي في المستشفى
زارتني في اليوم الثالث ولمدة عشر دقائق!!!
ثم عندما خرجت عاتبتها
قالت بكل وقاحة واحتقار لمرضي
كنت تعبانة أكثر منك!!!
ولم يكن بها شيء
بل كانت عند أهلها
ومرضت أمها مرة
فتركت البيت وتناوبت مع أخواتها على مرافقتها في المستشفى
وإدارة بيتهم والطبخ لإخوانها وإيقاظهم للمدارس
مع وجود ثلاث أخوات في البيت في الثلاثين
وأصغر إخوتها في المتوسطة
موقف آخر
هي تذهب مرة في الأسبوع لأهلها
ولم أمنعها إلا مرتين فقط في حياتنا
المرة الأولى
جاءت الساعة 12 ليلا قالت أريد الذهاب لأهلي عندهم كيكة!!
وقد أرسلوا السائق!!
فرفضتُ
صرختْ وصرختْ !!
تحبسني عندك!!
تحرمني من أهلي!!
أنا محتاجة أروح
أنا أقدِّر حاجتي مو إنتا
واتصلتْ على أخيها فأخبرته بالرفض بسبب السائق
فقال أنه سيأتي بنفسه
فأكرمته وسمحت لها
ثم بعد أن عادت عاتبتها على أسلوبها
فلم يرف لها جفن ولم ترَ أنها أخطأت!!!
المرة الثانية
أرسلتْ إلي... أريد الذهاب لأهلي عندهم لمة لأخواني
فرفضتُ
وعندما عدت إلى البيت لم أجدها
بلغت أخاها
وبعد يومين جاءت إلى البيت!!!
وتبين أنها كذبت وقالت لأهلها إنها كانت مريضة وإنها خافت أن تموت بين طفليها
ولهذا خرجت وربي يعذرها
وأن أمها أيدتها على تصرفها!!!
موقف آخر
أخرجتْ الثوب الذي لبسته في ليلتنا الأولى لترميه!!!
قلت لها لا تخرجيه له ذكريات غالية عندي
قالت أصبح قديما!!!
قلت أريده!!!
في الصباح التالي
أخذت المقص وقطعته إلى قطع صغيرة
لتمسح بها في المطبخ!!!
لماذا؟!!!!!!
قالت: قلت لك قديم!!!
قالتها وهي زعلانة مني
موقف آخر
فستان الشوفة
طلبت منها في ذكراها أن تلبسه لنحتفل
فلم تفعل
بل كانت لا تتذكر تاريخ مناسباتنا
لا الشوفة ولا الملكة ولا غيرها
وفي السنة القادمة طلبت نفس الطلب
فلم تفعل
وإلى يومي هذا لم تفعل
سبع سنوات!!!
موقف آخر
قلت لها بعد أشهر من زواجنا أريد تطبيق حديث:
[كنت أغتسل أنا ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من إناء واحد يبادِرُني وأبادرُهُ حتى يقول دَعي لي وأقولُ أَنا دَع لي]
فعله النبي صلى الله عليه وسلم مع أمهات المؤمنين عائشة وميمونة وأم سلمة رضي الله عنهن
هل تستطيعين؟
قالت نعم ولكن أعطني وقت
فانتظرت أشهرا أيضا ثم طلبته فقالت:
ما شفت أمي تروش أبويا!!!
طلبته المرة الثالثة، فقالت:
انتا مو طفل عشان أروشك!!!
موقف أخر
كنا خارجين للبر مع اهلي
وألبست ابني ملابس قصيرة جدا تبدي الركبتين!!
فطلبت أن تلبسه طويل تحسبا لسقوطه على الحجارة
فصرخت وصرخت وصرخت
حتى سمع الجيران صوتها
قالت ابني وأنا ألبسه اللي أبغى
وما عنده ملابس
من عادتي مقابلة نوبات غضبها بالتجاهل
دخلت وألبسته بنفسي وخرجت
وقلت أنتظرك في السيارة
انتظرت ربع ساعة
ثم اتصلت عليها لأطلب منها الخروج
فصرخت في السماعة
وهكذا عشرات المواقف
لا تبادر
ولا تلبي طلبي
لكن على نفسها لا ترضى بأهون شيء
خرجنا مرة لنزهة وبعد أن ركبت السيارة وجدت غبار في العباية
فرجعت لتغييرها
كنت في العادة أنتظرها حتى تنزل
ولكن في ذلك اليوم ذهبت للبقالة المجاورة
وعدت سريعا ربما في خمس دقائق
فوجدتها جالسة على الرصيف
فتحت الباب وصفقته بأقوى ما أعطاها الله
وكانت في قمة الغضب والتفجر
وقالت لي بلسان الحال
كيف توقفني في الشارع!!!
تنتظرني حتى أنزل!!!
العيب الخامس
رغم كل ما سبق فهي ترى نفسها ملاكا يمشي على الأرض
بل ترى أنها لا تخطئ
عنيدة تكابر لا تعتذر
مغرورة بنفسها وترى أنها محور الكون
وإذا كلمتها في شيء قالت أنا رباني القرآن!!!
كأنها معصومة!!!
وترى أن الجميع ظالمون لها
لا يقدرونها قدرها
من مبادئ زوجتي:
حلال عليها حرام علي
عينها فارغة الشين عندنا والزين حوالينا
لسانها سليط وكلامها جاف وقاسي
لا طاعة بل نشوز
لا لطافة بل شراسة
لا أدب بل وقاحة
يكفي هذا