رد : زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود
(9)
بدأت أتألم من الحرمان
بدأت أحزن وأكتئب
فحياتي معها جامدة وجافة بما لا يطاق
لا روح
لا مودة
لا رحمة
لا عاطفة
لا فراش
بدأت أبتعد
بدأت بترك (اللزمات) التي عودتها عليها
تركت احتضان يدها في السيارة
تركت ضمة الباب عند الخروج والدخول
ووو
كان رد فعلها أنها تركتها هي أيضا
لم تحرص على الحفاظ عليها
بل لم تكلمني في الموضوع حتى!!!
قللت المفاجآت والهدايا
تركت احتواءها عند سرحانها وضيقتها
السرحان والضيقة المستمرة بلا سبب
كانت طريقتي في احتوائها
أقبّلها
أحتضنها
أحتضن خديها وأداعب شعرها
أدغدغها
أخرجها لنزهة
ثم إن سكنت
(لا إنها لا تسكن، بل إن فكّت قليلا)
ناقشتها بود
وانتهيت الموقف
اعتذر وإن لم أخطئ
اضطررت لذلك كي تستمر الحياة
كما قال الشاعر:
شكوت ما بي إلى هندٍ فما اكترثت*** يا قلبها أحديـدٌ أنـت أم حجـر؟
إذا مرضنـا أتيناكـم نعـودكـم***وتذنبـون فنأتيـكـم ونعـتـذر
لم تعاملني بالمثل
كانت تتعامل معي بطريقة آلية
كانت مجرد جسد مرتجف
جسد بلا روح
بلا مشاعر
تتعامل معي كأنها تؤدي واجبا في جدولها
ابتسمت له مرتين وأعطيته ثلاث قبلات وعلاقة
ابتسامة مصطنعة
قبلة سريعة وباردة
أصبحت أغمض عيني عندما نكون في الفراش
لأتجاهل نظراتها وانفعالاتها
وأتذكر بعض المواقف الرائعة السابقة
لكي أستمر ولا تنطفئ رغبة الجسد
قالت مرة: قلبي ميت، قتلتُ مشاعري، لا تتعب نفسك معايا
ومرة قالت هذا جسدي خذ منه حقك، ومالك شغل بروحي!!!
كانت تقاوم مشاعر الفرح والحب
وتقاوم رغبة العلاقة الخاصة
وتتمسك بشكل مستميت بالمشاعر السلبية
تسترسل فيها بشكل مخيف
أياما بل أسابيع
وبعد فترة عندما أبدأ بالانهيار
تأتي وتجلس بعيدا عني
تقول مابك؟
بكل براءة كأنها لا تعرف شيئا
قلت تعرفين
قالت اشرح لي مرة أخرى
قلت أنت بلا روح
سارحة ذاهلة
أريد قبلة تروي عطشي
أو علاقة تسقي روحي
قبلتني بنفس الطريقة الباردة
تسأل أعجبتك؟
قلت:
حبي: السر ليس في الفعل بل في الروح
تبدأ بالغضب والزمجرة
تبدأ بالهجوم
إنتا ما يعجبك شي
هي بوسة وخلاص
هي كذا وبس
إنتا تضغط علي
إنتا ما ترحمني!!!
ثم يزيد الإنكار
اللي تطلبه مستحيل
لم أسمع به من قبل
ليس له وجود في الدنيا
إنتا مو طبيعي
إنتا متقصد تهينني وتذلني
الله يرحمك يا أبي، الناس أهانونا بعدك!!!
تقوم وهي متفجرة من الغضب
أتركها لتهدأ
ثم تعود وتعتذر وتقول ما أدري كيف قلت كذا
صارحتها
هل أنا أضغط عليك
قالت لا
بل ما تطلبه هو الصحيح
وأنا أريده لكن لا أستطيع!!!
قلت إذن لا أريد المحاولة بهذه الطريقة
ليس واجبا لتؤديه الآن وبسرعة
خذي وقتك أسابيع وأشهر
أريدك أن تسترخي وتنطلقي
وإن عجزت سأقفل هذا الموضوع
ونسير في حياتنا اليومية
والزمن سيعلمك بالتدريج
كيف تحيين قلبك
تحدث مشكلة مادية في حياتنا
خلاف على عمل أو خرجة
تخطئ علي فتغضب أياما!!!
لتراضيني
قد أكون في المكتب أو الصالة
تقف على الباب بعيدا عني تنظر بنظرات يائسة وتتكلم بعصبية شديدة قائلة:
حليم ارضى ارضى ارضى
وإن لم أرضى فورا بهذا الأسلوب المستفز
تغضب وتصرخ!!!
وتبدأ بالهجوم
راضيتك مايرضيك شيء!!
أنتا تراضيني أرضى على طول!!!
تعبتني جننتني يا ولد الناس!!!
شوفني كنت راضية ومبسوطة إنتا سبب النكد!!!
وتذهب متفجرة من الغضب!!!
بعد أن يخف غضبها أكلمها
هذا الأسلوب يستفزني
عامليني بطريقتي
دون فائدة
يتكرر الموقف
وتكرر نفس الأسلوب في كل مرة
أصبحت أتجاهل صراخها وغضبها
ثم تعاملت معي بطريقة أبشع
من أبرز عادات زوجتي عند حدوث خلاف أنها تختلق مشكلة غير موجودة وتجادل فيها بالباطل بوحشية
تجاهل المشكلة الأصلية وتتعامى عنها تماما
لتتخفف عن نفسها الضغط والإحساس بالذنب
لا تعتذر عندما تكون مخطئة، وتأخذها العزة بالإثم
تظهر نفسها بمظهر الملاك الذي لا يخطئ
وتمتدح نفسها وأنه لم يخلق مثلها
وووو
ثم تتجاهل حتى وجودي تماما
ثم تبدأ بنفخ نفسها أياما
تضحك وحدها وتخرج وحدها وتسوي لنفسها جو
ترى أن التجاهل ينهي المشكلة
وبعد أيام تأتي وتظن أن المشكلة انتهت
وبمجرد بدأ النقاش تنفجر بنوبة غضب مدمرة جدا
تصرخ حتى يسمعها الجيران
كانت تتعامل مع زعلي بهذه الطريقة
أصبحت أتعامل معها بطريقتها
الجمود الصمت الابتعاد التجاهل
قبّلتها بلا روح
وراضيتها بطريقتها
فجن جنونها وقالت:
بوساتك ماهي صادقة!!!!
فين روحك؟!!!!
إنتا ما تريحني!!
إنتا تزيدني!!
أسلوبك يدمرني!!
قلت: هذا نفس تعاملك معي!!!
ونعود للدوامة ندور فيها على الشكل التالي
1/طلبت منها البدء في تغير السلبيات التي لا تستمر بدونها الحياة، وعرضت عليها مساعدتي الفكرية والعملية، بكل تأني وصبر ومثابرة
2/وطالبتها بحقوقي العاطفية والجسدية الأساسية بالحد الأدنى
3/حينئذ عانت الزوجة من صراع داخلي وعدم قدرة على التكيف والتواصل بين ما تعرفه وما تعودت عليه، وبين ما اقتنعت به وعزمت عليه
4/ ثم تحول الصراع خارجيا معي أنا
5/دخلنا بعدها دوامة كارثية، أثرت على تفكيرنا وتصرفاتنا ونفسياتنا وصحتنا ولم نخرج منها إلى اليوم
6/عرضت عليها حلول أخرى منها وهو أن نتقبل بعضنا ونعيش بصورة شبه رسمية مؤقتا حتى تهدأ النفوس (فتعثر المشروع بسبب ردات الفعل)
7/من ملامح الصراع الداخلي: مع تزايد المحاولات الفاشلة وحدوث بعض النكسات، وبدل أن تحاول التغلب على الصعاب بدأ اليأس وأفكار خيالية تتسرب إلى ذهنها، وبمرور الأيام تتفاقم الحالة. التوتر الشديد نوبات الغضب والصراخ الاغلاق العقلي توهم المرض والعين
• إن طلبت ما أحتاجه تلميحا أو تصريحا
فهو -في نظرها- نقد جارح بقصد الإساءة وتتبع الأخطاء، وتعالٍ عليها وإهانة لها وفيه تعدٍ على شخصيتها وفكرها وفيه استعجال وفيه ضغط عليها وعدم تقدير لظروفها وإمكانياتها ثم بعد فترة يتحول إلى شيء غير طبيعي وأنا أطلب المستحيل ولم تسمع به من قبل
• فإن عاتبتها ولمتها على الحرمان
فهو تثبيط لها عن التغير وعدم تقدير لما تبذله من جهود وعدم معرفة لقدرها بين النساء
• فإن تألمت وحدي وبكيت على الحرمان
فأنا الكئيب ولعلي أنا المريض نفسيا /جالب النكد ، سبب الفشل بعدم تفاعلي معها واستجابتي لمحاولاتها اليآئس الميئس
• وإن عاقبت بالزعل والهجر
فانا الرافض للحل المنسحب المنهزم وأنا لا أهتم بها ولا أقبل منها
النتيجة:
• ومع مرور الأيام وطول الأمد قسا قلبها وأصبحت لا تهتم بزعلي ولا هجري بل تبادلني الهجر بمثله بدل أن تراضيني
• ثم تدهور الوضع أكثر فأصبح الفكر مشوشا وصار الحق عندها باطلا والباطل حقا، وصار كل فعل عندها مذموما واقع في غير موقعه الذي قصدته أنا
• حياة التوتر والصراخ والألم وطلب الطلاق والتلفظ والدعاء علي واتهامي
• كان على أحدنا الخروج من الدوامة وكان ينبغي علي ذلك وقد فعلت ذلك عدة مرات لكن تحت الضغط كنا نعود للصفر
• وكنت أستغرب بعد أن أشرح لها واتفق معها أنها في اليوم التالي فقدت الذاكرة تحت الضغط الذي كانت تعيشه
جهدي وتأثري وردة فعلها:
1. تفهم المشكلة والمحاولة ← بطريق غير مباشر لعلاجها بإثارة الدافعية عندها (فكريا ونفسيا وحسيا)
ردة فعلها: (انبهار دون استجابة)
2. مواجهة المشكلة بالمصارحة والحوار (والفضفضة بالكلام والكتابة) وتحديد المشكلة بدقة واقتراح الحلول العامة والتفصيلية، واتولى انا زمام المبادرة
ردة فعلها: (اقتناع وعدم استجابة) ← تبين لاحقا انها لم تكن صريحة تماما وكانت تتهرب.
3. محاولة التعايش مع الوضع وتحجيم المشكلة بالتشاغل وممارسة الحياة اليومية
ردة فعلها: (عدم اقتناع، وهجوم) ←انتا ما تتجاوب! ←انتا ما يرضيك شيء،←انتا تتحكم في، ←انتا تطلب المستحيل ←انتا تحملني فوق طاقتي← انتا ما ترحمني، ثم دخولها في دوامة التوتر والغضب والإغلاق
4. تجاهلتها وتركها تصارع نفسها، وتنازلت عن حقوقي الزوجية والإنسانية، وانسحبت وابتعدت في حزن وألم ودخلتُ أنا في اكتئاب
ردة فعلها: (الدوامة استمرت وزادت ← تخليت عني، ←انتا السبب،← انتا المريض، وصارت تفشفش فيّ وتجرأت علي، وتجاهلت ألمي وزعلي وحقوقي، وزادت نوبات الغضب والصراخ بلا سبب)