رد : زوجتي: دوامات من الاضطراب والقلق والجحود
(11)
قبل أن أكمل ما الذي جرى بعد رسالتها بأنها (لن تعود)
أحب أن أنبه على أمور في غاية الأهمية
زوجتي مرت بمراحل في نظرتها للمشكلة
الأولى:
إقرار بالمشكلة وأنها دمرتها وأتعبتها
وتقر بخطورتها عليها وعلى الأسرة
ورغبتها الصادقة في التغيير
لكنها كانت عاجزة ولا تعرف كيف تبدأ!!!
بل هناك ما يمنعها!!!
(وكانت تراني منقذها وموضع ثقتها العمياء!!!)
الثانية:
أن المشكلة بسيطة جدا جدا، ولا بد أن نحزن ونتألم!!!
هذا هو الطبيعي!!!
وهي سنة الحياة ولسنا في الجنة!!!
والدنيا سجن المؤمن، (لقد خلقنا الإنسان في كبد)
ولا نفرح لأن الفرح عارض وسيزول!!!
الثالثة:
إنكار المشكلة تماما، وأن المشكلة فيَّ أنا!!!!
أنا ما أريحها، وما أهتم فيها
ولا أفهمها، ولا أقدرها
وأنا مو طبيعي!!!
لازم انتبه لنفسي وطلباتي!!!
فأنا أريد شيئا غير موجود في الدنيا!!!
وأنا متقَّعِد لها وما يرضيني شيء!!!!
وأن أخطائها بسيطة بس أنا منكد عليها!!!
وما تستاهل تعيش معايا كذا!!
تضحك ثم تقول: شوف نفسك إنتا الزعلان!!!
وكانت تتعامل معي بعدائية شديدة جدا، وقسوة لدرجة الوحشية بكلامها ونظراتها وتعاملني بريبة وكأنني متهم لن تثبت براءته أبدا
وأنني الوحش الذي يريد أن يسلبها حياتها!!!
تعاملت مع كل حالة بما يناسبها...
إقرارها... أقرِّره، وأطالبها بالاستمرار عليه
وتحجيمها... أكبِّره، وأقنعها بعدم وجود ألم إلا في ذهنها
وإن كان هناك ما يؤلمك...فاخبريني!!
وفي إنكارها: أُنْكِرُهُ، وأقنعها بأني إنسان من حقي أن أطلب ما يريحني
وأن ما طلبته مجرد أن تكون مستقرة ومرتاحة
ومن حقي أن أتأثر بواقعي وأعبر عن شعوري
وطبعا.... بلا فائدة
كنا نعود من جديد كل مرة
إقرار ثم تحجيم ثم إنكار
*****
***
*
أمر آخر
كنت في بداية علاقتنا أظن أنها حزينة ومحرومة فقط، وكما يقال(عند أهلها أسيرة وفي بيتها أميرة)
بمجرد أن تتزوج ستتغير وتفرح وتسعد
وتنطلق معي بحياة فيها الكفاية العاطفية والجسدية ووو
لم أتصور وجود مشكلة حقيقية!!!
تبين أن حزنها دفين وكآبتها عميقة وأكبر مما تصورت
ثم زاد الاضطراب مع دخول الحياة الزوجية ومشاكل الدخلة والتوافق
وعلى كل موقف تقريبا
فعرفت بوجود مشكلة!!!!
وكنت حذرا جدا معها
صارحتها كعادتي
يا فلانة لا شك أن عندك مشكلة!!!
فأقرت !!!
لنحلها إذن في البداية لنسير في حياتنا
بلا فائدة
بعد فترة من المعاناة كنت أكثر تحديدا
فقلت عندك مشكلة فكرية ونفسية
فأقرتْ
وعندما زادت المشكلة وعادت غير محتملة
قلت:
أنت مريضة فكريا ونفسيا ونحتاج لعلاج
فانقلبت الدنيا فوق رأسي!!!!
غضبتْ وقالت: أنا فلانة!!!! كيف تقول عني مريضة!!!!
أنا رباني القرآن!!!
أنا وأنا وأنا
ووديني لأهلي الآن!!!
لو يدروا إنك قلت عني كذا ما يخلوني عندك!!!!!
اعتذرتُ عن (اللفظ)!!!!
وقلت: لم أقصد مجنونة أو ما شابه أو أن أهينك أو أنتقصك!!!
وأنتِ أنا، وأنتِ عرضي ولا أرضى عليك!!!
وأنا أحاول حل مشكلتنا ومعرفة حقيقتها
فالقلق والكآبة أمراض
كما أن الزكام مرض
وإن كان عندك تحسس من اللفظ فلن أكرره مرة أخرى
هدأتْ بعد مراضاة طويلة جدا!!!
ولكنها أَسَرَّتْهَا في نفسها ليومٍ موعودٍ!!!!
والحقيقة كانت زوجتي فنانة في المراوغة بشكل لا يصدق
وعندها ملايين التبريرات والأعذار لأفعالها
طبيعة الحياة، طبيعتها الشخصية، رهبة الزواج، مشاكل الدخلة، الحمل، الوحام، الولادة، الرضاعة، الفطام، تربية الأطفال، الدراسة، العين، السحر، الوساوس، أعمال البيت!!!، المرض والضعف البدني، الإرهاق، قلة النوم، عدم وجود خادمة مقيمة، عدم ووجود وظيفة، بعد بيتنا عن بيت أهلها _15 دقيقة بالسيارة_!!! سوء التغذية، الدورة الشهرية، الهرمونات، حبوب منع الحمل، برودة الجو!!!!
وووووووووووووو
وأشياء لا يمكن ذكرها لئلا يتعلّمها الشيطان!!!!
وأقرّ أنها تلاعبت بي بعيدا عن الطريق الصحيح لمعرفة المشكلة!!!
وبقيت حتى وقت قريب بعيدا عنه!!!
وهذا مما زاد ألمي، وحيَّرني في التعامل معها وأطال فترة معاناتي
وأبعدني عن الحل الصحيح أيضا
*****
***
*
أمر آخر
موضوع طلبها الطلاق له حكايات
معروفة حركات بعض الزوجات، ولكن سأذكر لكم مواقف:
قالت: طلقني!!!
وإذا مستحي من أهلي - عشان إحنا قرايب وعشان علاقتك مع أخواني-
ما عليك أنا أقنعهم!!!
وأقولهم إنو العيب فيّ أنا!!!
وإنك إنسان كويس!!!
ليش؟؟!!!!!!!!!!
قالت: ماني مرتاحة وما احنا متفاهمين وتعبت!!!
مرة قالت: عشان ما أناسبك وتعبيراتي ما تعجبك وماني مسعدتك!!!
ومرة قالت: عشان أحبك!!!!! وتستاهل وحده أحسن مني!!!!
ومرة قالت: عشان ترتاح مني وتشوف حياتك!!!!
جوابي:
كنت أضمّها بكل قوة
هل ستتخلين عن طفلك يوما؟!!
قالت: مستحيل!!!
قلت: المستحيل أن أتخلى عنك
لا تفكري حتى بهذا الموضوع!!
سأصبر معك حتى نصل!!!
ومع ذلك كانت تكرر الطلب!!!
كنا مرة على وشك النوم وكان الجو هادئا نسبيا
نوّمنا طفلنا ثم جاءت للسرير
قالت بكل هدوء: طلقني!!!
فأردت أن أجاريها
فقلت: بكرة لُمِّي عفشك!!!!
فوافقت!!!
وأصدرت تنهيدة
تشبه صوت من يرتاح بعد أن ينتهي من عمل
ثم قالت:
لكن طفلي يكون معي لأنه في سن الحضانة؟!!!
وافقتُ
ثم استرسلتْ في أفكارها!!!
قلت: صدَّقتي؟؟!!!!
قالت: إيوا
ولا أشك أنها كانت جادة تماما
موقف آخر
مرة في يوم العيد وبعد أداء الصلاة
ركبنا السيارة متوجهين لزيارة أهلي وأهلها
فقالت:
ثالث يوم العيد أبغاك تطلقني!!!!
أجبتها ساخرا:
نخليها اليوم أحسن!!!
قالت: لا
العيد معاك مررررة حلو!!!
وأصلا الحياة معاك مررررة حلوة!!!!!
ثم ضحكتْ وقالت:
ما أدري كيف قلت كذا!!!
*****
***
*
أمر آخر
موضوع أهلها
علاقتي بوالدتها وإخوانها ممتازة
نتبادل الاحترام والتقدير
وكانوا يعرفون أن بيني وبينها مشكلة
ويظنون أن ما بيننا مجرد خلاف زوجي
كنت آتي أحيانا للبيت فأجد أخاها في زيارتها
وتطلب مني أن تذهب معه لزيارة أهلها والبيات عندهم
فأسمح لها
وأستغرب هل جاء لأخذها بعد أن اتصلت بهم؟!!
اكتشفت لاحقا
أنها تنقل لهم أغلب تفاصيل حياتنا
حتى الأحاديث التي كانت تدور بيننا
واستغربت من توجيهات أمها
مرة قالت لها: يا بختك فيه بس لا تقولي له!!!
ولا تقولي له: أحبك عشان ما يشوف نفسه
هذا ما أخبرتني به
وإن كانت أمها تتدخل في مثل هذا؛ فما خفي أعظم
كما تبين لاحقا
اكتشفت أيضا أنهم لا يعرفون حقيقة ابنتهم أبدا!!!!!!!!!!!!!!!!!
ترى ما هو السبب؟!!!
عرفت من ثنايا أحاديثها:
أن كل واحد منهم يعيش وحده
ولا أحد يدري عن أحد
وأنها كانت تدخل غرفتها وهي زعلانة ولا تخرج إلا اليوم التالي!!!
وقالت: إذا غضب أحد أو زعل ما أحد يقول له حتى أيش فيك!!!
ويقولوا كلام يشبه (جاته الحالة، خليه يطيح اللي براسه، ويرجع)
وهذا عنهم كلهم وليس عنها وحدها
قالت: أنها كانت تبكي وهي نائمة
ومرة اشتد البكاء حتى فزعت منها أختها وأيقظتها!!!
وربما لفت الشرشف على نفسها كالكفن!!!
وقالت: إنهم تعودوا على الكبت والكآبة والعصبية
ويخاصموهم ويأمرونهم بالسكوت
وأن والدتها كانت مسيطرة على البيت وكانت شديدة عليهم
قبل وفاة والدهم وبعده
وبالمناسبة والدها توفي وهي في العشرين!!!!
وليست طفلة!!!
قالت مرة: إنه قال لها: صوتك حزين يابنتي!!!
وأنه قال: المفروض تكوني أسعد أخواتك!!!!
أجواء قد تكون عادية في كل بيت
بل أحسن من بيوت كثيرة يمارس فيها القهر والعنف
فهي مثلا لم تُضْرَبْ في حياتها
أو تحرم ماديا، أو تهان بطريقة مباشرة
لكن وقع تلك الحياة كان شديد جدا عليها
فهي حساسة جدا جدا جدا
وللأسف قالت: قتلتُ إحساسي لأعيش!!
دراما سوداء
وبؤس بلا حدود
وتضخيم للألم بشكل فنتازي
العجيب أنها في قمة التناقض أيضا
فهي ترى أهلها أحسن من خلق الله وأذكاهم وأجملهم حتى!!!
وووووو
والواقع أنهم عاديين جدا
مرة جاءتنا أمها في بيتنا
فقالت: أيش بينكم أنا أحل مشكلتكم
قالت: (أنا ستر وغطاء عليكم)
حدثتها عن وضع بيتنا باختصار
فكان جوابها: (ماني عارفة أيش مشكلتكم)!!!!
إذا البنت وسخة.... قول لي أقولها تنظّف!!!!
وقالت لي ليش تحلل شخصيتها؟؟؟؟!!!!!
(لأن زوجتي قرأت أوراقي الخاصة ، وكنت قرأتُ في كتاب رجال من المريخ أن أكتب قائمة بالحسنات والسلبيات فيها وأوازن
ونقلت لأمها ما كتبته في ورقة السلبيات فقط!!!!)
قلت لأمها أبسط حقوقي أن أحلل شخصيتها
بل هو واجب علي لأتوافق معها
وكان ينبغي عليها فعل المثل
ثم أحضرت الكتاب وورقة الإيجابيات وورقة الموازنة
فلم يرف لها جفن!!
ولم تعتذر حتى!!!
ثم قالت أمها:
حبو بعض!!!
إنتو كويسين!!!
الله يهدِّي سركم!!!
خليها في حالها
البنت ما فيها شيء
أحسن أخواتها!!!
ثم قالت لها: تعالي عندي كم يوم!!!
وخرجتْ!!!
ولكن ابنتها قالت سأبقى
وقالت: ما أحد فاهم مشكلتنا غيرنا!!!!
فعموما ماهم شايفين شيء أصلا
ولا فاهمين أيش الطبخة
ولا بنتهم عارفة مشكلتها