رد : هل أنا شكاكة ؟ أم أن زوجي فعلا موضع شك تعبت ساعدوني
السلام عليكم ,,
أسأل الله أن يربط على قلبِك وأن يهدينا جميعا ويهدي زوجك ,,
لن أتلكم عن موضوع التجسس لأنه أمر فَصَلَ فيه القرآن بحرمته , وهو باب واسع للشيطان لإدخال الشك وتدمير بيوت المسلمين .. فهو يعود بالألم النفسي للشاكٍ ( أنتِ ) حتى لو أقر المشكوكُ فيه بخطأه .. سيبقى الأثر حتما لأنها فِطرة ..
ما أُريد أن أتكم عنه هو شخصية زوجِك ,, وأتمنى أن تُرخي أذنكِ جيدا لكلامي .. وأنا بكلامي هذا أُريدكِ أن تعرفي مكامن الخلل في شخصية زوجكِ , والطريق السليم لحلها ..
زوجكِ كما تقولين ( من عائلة ملتزمة جدا ) , وهو ظاهر تصرفاته خير وما يخفي قد علمتِ بعضه , لذلك هو نتاج تربية خاطئة لم تُعطه مساحة حرة في صغره ليكتشف عالمه , بل كان كل شيء تحت المراقبة , ولم تكن تربيته متنوعة وأقصد بالتنوع أن تكون تربية دينية واجتماعية وثقافية ونفسية , وأخص الدينية لأن الدين فقه وليس تلقين , وربما تم منعه من أشياء كثيرة كان يراها مع أقرانه في المدرسة أو يسمع عنها , فعندما تُصيب القيمة المرجوة من التربية خلل كهذا , يؤجل الطفل الإجابة على هذه التساؤلات إلى حين يكبر ليجاوب عنها بنفسه , وليُجرب ما كان ممنوعا منه بغير إيضاح كافٍ له أو غير مُقنع أو مجرد فضولٍ والأخير هذا يحتاج للوازع الديني الحي وليس الميت .. فالقرآن والخطب والأناشيد أصل تربى عليه جهرةً لا ضير في العودة لها , والمقاطع الإباحية فرعُ استجد واستلذ به خُفية يهوي به كلما عاد له , والأصل يظل الأقوى ما دامت العزيمة أقوى ..
هذه التربية جعلت من زوجكِ يُحِبُ كل ماهو ممنوع , لكن بشكل آخر لا يؤثر على الكاريزما الخاصة به , والتي يراها الناس ويتمنونها في أولادهم وهم لا يعرفون حقيقة ما يُخفي من أفعال, وهذا مؤشر خطير , لأنه لا رادع له أمام الناس , واستهان بنظر الله له , والواجب أن لا نجعل الله أهون الناظرين إلينا ..
لذلك , حتى إن أتيتِ تُحاجينه في فعله هذا من الجانب الديني , فلن يؤثر فيه كثيرا لأنه يعلم أنه مُخطئ , ويعلم حكم الشرع فيها , وإن رجع عن فعل ذلك فترة قصيره فاحتمال عودته كبير جدا , وازعه الديني موجود لكنه يحتاج لتحريك , لأنه ما زال يعيش صراعا داخليا بين حقيقة أفعاله في الخفاء وحقيقة أفعاله الخارجية . وهذا الصراع لا يستطيع هو أن يبوح به لأحد لأنه يظن أن لا أحد يعلمه , فإخبارك له بأنك رأيتي جواله أو تجسستي عليه سيخلق حاجزا جديدا بينكما , وهذا لا يعني أن تلزمِ الصمت , لكن استخدمي الطرق الغير مباشرة كثيرا لتحريك وازعه الديني لينطلق هو بنفسه , وإن لم يتغير , صارحية في وقت مناسب في ما يُشغل بالك , وقولي له هذا من حبي الكبير لك ,
أيضا عندما يُصبح السلوك السيئ ( عادة ) , يُصبح الخلاص منه يتطلب ( وقتا وجهدا )
أعانكِ الله
توقفي عن التجسس و توقفي عن التفكير في الموضوع , أشغلي نفسكِ بأمور تُقربه منكِ أكثر ,
__________________
و في الريح من تعب الراحلين ,,
بقايا
,, جُذَيْلُها المُحَكَّك ,, ماستر في تخصصي علم النفس والخدمة الاجتماعية

التعديل الأخير تم بواسطة سُلَّمُ ألحَانٍ ; 11-07-2014 الساعة 06:40 AM