السلام عليكم ,,
اسمحي لي قبل أن أشرع في إجابتي أن أقول لكِ بعض ما استشفيته من حروفكِ عن شخصيتكِ ,
- صحيح أننا نعيش في مُجتمع تغلبت فيه عاداتنا وتقاليدنا في التعامل عن ديننا إلا من رحم الله لكن من هم مثلك في محاربة هذه التقاليد والعادات الخاطئة في التعامل لا يرضون أن يخرجوا من أي خصام
بأنهم سيئين أمام الغير , لأن معيارهم شخصي , بل يخرجون سيئين وأقوياء بالدفاع عن أنفسهم ,
ليرتاح ضميرهم . فيختلف الألم حسب المعيار , من رضي بأنه سيء ألمه أشد ممن قيل عنه أنه سيء ودافع عنه . فالأول اهتم بنظرة الناس له وقدمها على مصلحته والآخر اهتم بنظرة نفسه لنفسه ,
فيقدم مصلحته على آراء الناس ,
- الصراحة والعدل , يجب أن يكون مع من معه الحق ,
وعليه الحق كذلك , ولا تنظر لجنسك ولا لمكانتك ولا لقبيلتك ولا لتعليمك ,
- من يكتبون هكذا , هم في الحقيقة بعيدين عن من حولهم , رغم أنهم يُحيطون بهم , ولا يخرجون من الألم بسهولة لأنهم في الغالب انطوائيين وخجولين لحد الدموع

لا يثقون ثقة تامة إلا في رجل واحد ( الأب ) ,
يعصرون الألم ليُخرجون إبداعاتهم المتفرقة , فهم لا يكتفون
بمجال واحد للإنطلاق نحو طموحاتهم ,
- يحبون الحديث ولا يحبون الحديث , يُحبون الحديث عندما يكون من يتحدث معهم
تام التفرغ , فالجسم مقابل الجسم والعين الشغوفة مقابل العين , خالي اليدين , مُنصت وليس مُستمع , لأن الرموز المُرسلة منكم عليها بعض الغشاوة , ولابد للمنصت أن يعيها
- دائما عندما أقرأ أي موضوع هنا , أقرأ اسم كاتبه

جيدا وأربط سبب تسميته في الموضوع لأن الغالب يكتب ما يشعر به أو يتفاؤل به , أو يرجوه , وعلى ضوءه أعرف شيئا يسيرا من داخله ,
أما أنتِ , قرأت اسمكِ كثيرا ( ذات الزاي ) , وقرأت موضوعكِ , فلم أرى غير الفصاحة ,
والتمرد عن المألوف , لكن وراء الأكمة ما وراءها
رُبما لغرابة اسم ( ذات الزاي ) فخر لكِ , أو لِتُشيري إليه من من أهمل معانيه . فهو سلس نطقا ورسما ومميز عن باقي الحروف
أتمنى يكون تحليلي لبعض جوانبكِ صحيح .. لأن لي فترة كبيرة لم أمارس التحليل
لكن سأحاول الآن الجواب على سؤالك ولن أطيل :
الجواب يتحمله ( زوج و زوجة ومجتمع ) فكلٌ منهم ينقصه التطبيق فقط , أي أن التنظير الديني لفقه التعامل معلوم لكلٍ منهم , لكن يُحكمون عاداتهم وتقاليدهم لأنه الواقع الفعلي المُشاهد في المجتمع إلا من رحم الله , إضافة لتغير المفاهيم لديهم , وجعل العادات سقف القضاء في تعاملاتهم مع أزواجهم ,
وما علموا أن تطبيق الإسلام واقعا في حياتهم سيجعلهم أكثر تحكما في بيوتهم لدرجة الطمأنينة والسكن والمودة وذروة الحب ,
فحتى نتخلص من مًشكلة كهذه يحتاج الزوج والزوجة والمجتمع لــــ( علم , تطبيق وتقويم , مُجاهدة , غربة ) والأخيرة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال ( بدأ الإسلام غريبا , وسيعود كما بدأ غريبا , فطوبى للغرباء ) لأن الإسلام دين السلام .
انتهى ..
__________________
و في الريح من تعب الراحلين ,,
بقايا
,, جُذَيْلُها المُحَكَّك ,, ماستر في تخصصي علم النفس والخدمة الاجتماعية
