رد : انا محطمة وصحتي انهارت تماما...
اما بالنسبة لمشكلتي الحالية, بدات كالاتي:
انني خين تزوجت بزوجي واتينا الى بلده, اقبلت على اهله بكل حب وثقة.. اقنعت نفسي بانهم سيكونون اهلي وعائلتي.. لا اناديهم سوى بامي وابي و اخواته بانهم اخواتي.. رغم الفارق الكبير في كل شيء.. احببتهم وتعلقت بهم كالغريق الذي يتعلق بقشة.. وظننت انهم طيبون وانني طالما اعتبرتهم اهلي وعاملتهم كاهلي فانني حتما لن اعاني يوما في علاقتي معهم .. واعتقدت ان ترحيبهم بي طيبة منهم وانهم اناس طيبون ومساكين .. اقبلت عليهم بكل عفوية وحسن نية .. كنت لا ابخل عليهم بشيء من مشاعري او وجودي بينهم.. واعتقدت انني بطيبتي وحسن تعاملي ساكسبهم.. حتى بالهدايا لم ابخل يوما عليهم بشيء... واتيت على نفسي كثيرا في الكثير من مواقفهم ... هم من النوع الذي يزعل لاتفه سبب فلذلك كنا انا وزوجي نزورهم باستمرار.. نعطيهم بلا حدود.. واتصل انا بهم في نصف الاسبوع وكانني ابنتهم.. غضضت النظر عن كثير من تصرفاتهم لانني فهمت شخصياتهم بانهم يرون انفسهم دوما على حق وينظرون للناس بانهم خطأ..رغم ذلك تغاضيت ...
و لم الق بالا الى عدم اتصالهم بي.. عدم زيارتنا.. عدم الاقبال علينا والتحجج بحجج واهية بينما هم يزورون جميع الناس الا بيتنا.. كنت اضع لهم الاعذار.. وبنيت قصورا وامالا بانهم اسرتي الدافئة.. وانهم يحبونني.. وتنازلت عن الكثير الكثير وتغاضيت عن الكثير فقط لاجتنب اي مواجهة او مشاحنة بيننا..
كان دوما زوجي يحذرني, بان اجعلي علاقتك رسمية اكثر و اجعلي بعض الحدود بينك وبينهم حتى لا يجرحوكي بالمستقبل.. انتي غير ملزمة بزيارتهم اسبوعيا انا ملزم لانهم اهلي ولكن انت لست ملزمة.. للاسف لم اعر انتباها لكلامه وكنت دوما اقول له لا هم اهلي كما انهم اهلك ...
. غلطتي الكبيرة انني تعاملت معهم بكل عفوية وحب.. لم اضع حدودا ولم اضع خطا للرجعة .. ظننت انهم بيتي الدافئ اذا احتجتهم في يوم ما.. وفي مشاحناتنا الصغيرة النادرة جدا كنت دوما التمس لهم الاعذار والوم نفسي ...حتى لا اخسرهم .. ولكن للاسف .. سلوكي هذا قادني لان اخسر نفسي , واخسرهم ايضا ...
بعد كل هذه السنين.. والعشرة .. وتقاسم الحياة على الحلوة والمرة.. بعد فرحي لفرحهم وبكائي لحزنهم .. جاءت ظروف اراد الله بها ان يكشف لي المستور.. ويظهر القلوب على حقيقتها .. و يبين لي معدنهم الحقيقي...
حصل سوء تفاهم بسيط, كاي سوء تفاهم يحصل في اي مكان.. طفلي الكبير ذهب اليهم و كان مشاغبا بعض الشيء.. فأساءوا له بأن شتموني امامه في غيابي.. فعاد طفلي ونفسيته متعبة, واحسست انا بالقهر ليس لانني شتمت من قبلهم في غيابي بلا ذنب ولا وجود اي مشكلة بيني وبينهم, بل فقط قهرت على طفلي لانني لا اريد ان يتاثر نفسيا بأن تشتم امه امامه من اقرب الناس اليه, او ان يحس بأنه في المنتصف.. فذهبت اليهم وبكل حسن نية وامل بان يتفهموني, وطلبت الا يشتموني امام طفلي حفاظا على نفسيته ليس الا.. وزوجي قال لهم نفس الكلام .. فاعتذرو جميعا و انا لم يكن هدفي ان يعتذرو بقدر ما كان هدفي ان احافظ على علاقتهم بي والا يشوب هذه العلاقة شائبة.. وكنت اعتقد ولكن اكتشفت ان اعتقادي هذا خطأ, كنت اعتقد انك اذا اردت الاصلاح مع شخص فعليك توخي الصراحة... وان العتاب لا يكون سوى بين الاحباب حتى لا يجد الشيطان سبيلا للقلوب فيملأها حقدا ..
المهم.. هذه كانت جريمتي...
انتظرو جميعا حتى سافر زوجي , وجاءو الي في منزلي ... وبكل صدق وبلا مبالغة تحول بيتي الى مشهد من مشاهد (الردح) التي نشاهدها في الافلام العربية ... اساؤوا الي و نعتوني بصفات لا توصف.. وحرفو كلامي الذي قلته واتهموني زورا و صوروني كاسوا انسانة على وجه البسيطة
الم اقل لكم اراد الله ان يظهر لي معدنهم الحقيقي?
ازاح الله عن وجوههم قناع النفاق الذي كانو يرتدونه في طيلة تلك السنين... وكشفو لي عما في قلوبهم الحقيقية... ولكن ما جرحني اكثر من اساءاتهم .. انهم اخبروني انني لا اعني لهم شيئا وانهم لا يطيقونني وانهم محتملين (وجودي) وغثتي لهم طول هذه السنين فقط احتراما لابنهم .. وانني لا اسوى شيئا وانني مهما افعل لن اصل لمستواهم ( علما بانني والحمد لله مستواي العلمي والشكلي والثقافي وحتى المادي والاجتماعي فضلني الله به عليهم بكثير) ...
بقيت متفاجئة فاتحة فاهي... لا اقوى على الرد لصدمتي... احسست بانني انهارت الدنيا على راسي... كيف? كيف يصدر هذا الكلام ممن كنت اعتبرهم اهلي.. كيف كنت اعيش في كذبة طوال هذه السنين .. وتضحياتي.. وتواضعي وطيبتي وحسن نيتي وعفويتي... كله ذهب هباءا مع الرياح...