أختي الكريمة !
الحديث يطول .. ولا بد أن أضع أمامك الصورة كاملة .. لأهميتها
فلا ينفع معها الاختصار .. أو الاختزال
لذلك سأكتب كل ما أريد قوله عبر مشاركات عديدة !
ويمكنك التعليق بعد كل مشاركة أكتبها .. إن أحببتي
مع أمنياتي بالاحتفاظ بكل ما أكتبه !
اضطراب الشخصية الحديّة ينتشر بين 25 % من النساء .. و10 % من الرجال
وهو اضطراب بسيط .. بالمناسبة
وأنا أحد الرجال النوادر الذي يعاني جزئياً من هذا الاضطراب
لكن بدرجة متدنية جداً .. تقارب الدرجة التي تعانينها أنتِ
حيث أنه في درجة متقدمة منه .. يصل المضطرب لإيذاء نفسه .. أو محاولة الانتحار
وهذه المرحلة، بإذن الله، لن نصل إليها .. وليست حديثنا الآن
لو التفتي يميناً أو شمالاً في محيطك العائلي
لوجدتي أن شخصيتك وراثية من إحدى قريباتك النساء غالباً
الأم .. أو العمة .. أو الخالة .. أو الجدة .. أو الأخت الكبرى
مزايا الشخصية الحدية .. يجعل منكِ شخصية رائعة
حيث تحتوي على قيم نبيلة .. لا توجد في غيرها
كإيثارك لعائلتك، أو من يستحق، على نفسك .. وكإتقان الأعمال التي توكل إليك
كحذركِ من الآخرين .. وكدقتكِ في مهامك
النباهة .. والحرص .. والذكاء
وغالباً ما تكون موهوبة في مجال ٍ ما
كما أنها شخصية مُعجبة بنفسها .. دون أن تصل لسقف الغرور
وتنتظر الثناء والتقدير من الغير .. جرّاء ما تبذل .. وما تملك
نأتي، الآن، للسلبيات
من أكبرها .. عدم القبول بالحلول الوسطى .. وعدم المرونة
حيث كل شيء أو لا شيء
ولمستُ هذا في أكثر من موضع في حديثك
كقولك ( إما أن تقومي بالعمل على أكمل وجه وإلا فلا )
لا بد أن يكون هناك مرونة .. وأن يكون هناك قياس للأمور .. والقبول بها
من عيوبها .. عدم التأقلم مع أي وضع بسهولة
ولعل هذا العيب تابع لما قبله
كتركك للعمل لعدم التقدير .. أو لعدم إمكانك فعل ما تتمنين
لكن كل ذلك ليس مبرراً للترك .. خصوصاً إن لم تجدي البديل المناسب
لأن العمل لشخصيتك .. يعتبر عموداً فقرياً ضد الانشغال بتوافه الأمور
كذلك علاقتك بزوجك .. وإن حصل منه ما حصل .. أو لعدم الإنجاب
ليس مبرراً قوياً للطلاق .. وإن كانت صفحة وطويت
وإنما أذكرها كمثال لما يقع فيه تفكيرك الحدي من أخطاء
من عيوبها الكارثية .. أنها تجمع كل أخطاءها في لحظة واحدة
وهذا ما قلته أنتِ بنفسك
عندما تسود الدنيا في ناظريك .. تجلدين ذاتك جلداً مبرحاً
وأنا متأكد أنه إذا وُجّه لك إساءة .. مثلاً
تذهبين لغرفتك .. وتجلدين ذاتك على الإساءة .. وعلى الطلاق .. وعلى عدم الإنجاب
وعلى تركك للعمل .. وعلى ما بدر منك في برامج التواصل الاجتماعي
وعلى أنكِ لم تتصرفي التصرف المناسب في موقف أكل عليه الدهر .. وشرب
كل هذا الجلد يأيتك دفعة واحدة .. وفي لحظة واحدة
ربّما بسبب إساءة سحبت معها كل عربات حزنك !
فما علاقة الإساءة حين تجر مثل هذه الأحداث لتفكيرك ؟
هذا من العيوب الكبيرة للتفكير الحدي .. والذي يقود إلى الاكتئاب أحياناً
كذلك ضعف الثقة بالنفس .. من عيوب الشخصية الحدية
ولعلها تتضح لديك في اختلاف ظاهرك عن باطنك
آمل ألا تفهمي من كلامي أنك تعيشين معضلة كبرى
أو أنني كبّرت الشوك على حساب الورد
لكن لديك أخطاء بسيطة في التفكير .. لا بد من تفاديها
حتى لا تقعي فيما وقعتي فيه .. ولا تعيشين ما تعيشيه من أحزان
نتيجة تصرفات خاطئة ماضية
وللحديث بقية .. إن شاء الله