كما وأن لكل عمر مذاق خاص به يتواكب معه
ولكل مرحلة من مراحل العمر مزاياها وخصائصها
كما أن لكل عمر ما يتلاءم معه من ممارسات وهوايات ورياضات وغيره ...
إلا أن ذلك لا يعني أن جميع ما يمارسه الشباب محظور على من تجاوز الأربعين وتعتبر عيباً لا يجب عليه ممارسته....
بالطبع هناك حدود وضوابط لمعظم الأعمال والممارسات التي نقوم بها وكما يقولون فإن لكل مقام مقال،،،، والسؤال الذي أود أن أطرحه هنا:
من يملك الحق في أن يضع تلكم الضوابط والحدود؟؟؟
في مجتمعنا هذا وضعنا الكثير من تلك الحدود وأنكرنا على الكهل الشيء الكثير من الممارسات والعادات التي لا تتنافى مع الدين ولا مع الأخلاق، ولكنها فقط تتعارض وأفكار الأغلبية في مجتمعنا ..
انا هنا لا أوجه دعوى لأن يتحرر الكهل من كافة القيود المتعارف عليها، وإنما أذكر بأنه لا يزال يمكنه أن يرافق الشباب ويشاركهم بعض هواياتهم ونشاطاتهم كي لا يركن إلى الخلوة والعزلة لأنهما من أكبر وأهم الدوافع وراء تصابي بعض الكهول ...
ويبقى سؤال مهم:
كيف؟؟
هذه كانت مقدمة
وإذا ما أردنا أن نعرف ما الذي يدفع الكهل لأن يتصرف كالمراهقين؟؟
بل ويتعداهم أحياناً في بعض التصرفات؟
هو كما أسلفت العزلة و توارد الأفكار عن الماضي وأن العمر قد مضى ويجب عليه الاستمتاع بما تبقى منه ما أمكن ....
ويبقى السبب الأكبر والأكثر أهمية هو أن هذا الكهل حرم أو حُرم من التمتع بفترة الطفولة ومن ثم المراهقة فأول الشباب
ونجده لسبب من الأسباب كبر مبكراً ومنع نفسه متعة تلك المراحل العمرية فبقيت الحاجة إليهما مخبأة في خبايا نفسه تنتظر الوقت المناسب للظهور والذي يتفق معظم علماء النفس على أنه ما بين الخامسة والأربعين إلى الخمسين.
ومن لا يمر بمرحلة المراهقة المبكرة العادية أي ما بين الثالثة عشر إلى العشرين، يكون مُعرضاً وبنسبة تتجاوز 65% لأن يمر بمرحلة المراهقة المتأخرة (طبعاً هذا ليس بالتأكيد إنما احتمال كبير)،
وتكون هذه المرحلة أخطر بكثير من مرحلة المراهقة المبكرة التي في الأغلب يتجاوزها المراهق إلى بر الأمان في سن الرشد،
سبب آخر في هذا وهو أن هذا الكهل قد أغرق نفسه مسبقاً في الواجبات التي فرضتها عليه طبيعة حياته، فنسي أو تناسى أهدافه الشخصية وحقوقه الشخصية، فاستمر في خداع نفسه بما يطلق عليه التضحية حتى بدأ يشعر أنه يغرق وحده.
وطبعاً هذا ينطبق على الجنسين (بل ربما على الإناث أكثر – أقول ربما)
إذن نستطيع القول بأن الإنسان يمر بأطوار نمو ومراحل مختلفة خلال فترة حياته، ولكل واحدة من هذه الأطوار ما يتميز به ويتناسب معه من العادات والممارسات لذا يستحسن بالمرء ألاّ يستعجل الأمور ويتعالى على بعضها وأن يعيش كل مرحلة من مراحل عمره في وقتها ويعطيها حقها، ويوازن بين حقوقه الشخصية وواجباته فلا يضع هذه مكان تلك وأن يدرك المعنى الحقيقي لكلمة تضحية.
وعليه ألا يبخل على نفسه ويستمتع ما استطاع بالمتعة المباحة في وقتها وقي حينها لأنه إذا ما فعل عكس ذلك فإنه يعرض نفسه لأن يكون ضحية المراهقة المتأخرة والتصابي في المستقبل مما قد يحط من قدره ويهدم صرح ما بناه ووصل إليه من مكانة وقدر اجتماعيين وقد تهتز صورته لدى ذويه وأبناءه
وقبل ذلك كله فهو قد يعرض نفسه للوقوع في المخالفة(ات) الشرعية والمعاصي ...
ومرة أخرى أكرر قولي لكل مقام مقال ولكل سن متعته الخاصة فأرجو أحبتي ألاّ تتداخل علينا الأمور وتختلط وأرجو أن نكون ممن يعطي لكل شيء حقه وألا نجعل من أنفسنا أضحوكة للآخرين
كما أرجو أن نكون عادلين معتدلين في أحكامنا التي نصدرها على الآخرين ونعيد التفكير فيها قبل إطلاقها، فقد نكون تسرعنا بعض الشيء فيها أو أننا لم نسمح لأنفسنا بأن ننظر إلى كل أو أغلب أبعاد الصورة.
مجرد رأي