منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كيف اجعل زوجي رومانسي[مميز]
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-10-2014, 04:22 PM
  #60
فأل أخضر
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 545
فأل أخضر غير متصل  
رد : كيف يصبح زوجك رومانسياً

أستميحك العذر لن أعلق على ما بالأحمر" من منطلق : ماقصدك ؟ ماقصدها ؟ماقصده؟..إلخ"
إذ أفضل إحسان ظن الآخر مما يصدر مني، و كذلك تقبلي كل ما يصدر من الآخر من نفس المنطلق.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أخي في الله مشاهدة المشاركة
الحمد لله على السلامة
طيب كيف العالم الجديد اللي هنا، ماهي احلى صفة فيه وما اسوأ صفة به؟


خارج النص :
بدء و لو التمست حاجة للتفصيل في مفهوم " الرومانسية romance " أصل تلك المفردة عن طريق تتبع تاريخها اللغوي ،
أو متى أو في أي شيء ظهرت" هي اتجاهات في الآداب العالمية كما أحسب"...تلك الأجوبة بل التساؤلات المحيرة تفضي إلي أخيراً أنها بمعنى " العوالم الحالمة"، و أي أن الرومانسي ماهو إلا شخص "حالم" في عالم وهمي بعيدا جدا عن الواقع ،بينما قد أكون إنسان عقلانية منطقية واقعية كيف لا ...
و التربية الدينية تفترض أن يكون المسلم من أولي الألباب ذو بصيرة وكيس فطن ، ومالا أستطيع حصره من الألفاظ.
^
ورغم حقيقة تلك اللفظة و مفهومها المشوه أعلاه ، إلا أنني في المقابل أجاري ربما نظرية ضرورة تناول المصطلحات حسب حيزها الزماني و الإقليمي ، حتى لا يكون حديثي شاذا عن البشر،...
ولو كنت سأستعيض عنها بـ" المودة و الرحمة
".

__________________________________________________ _____


فجزاك الله خيراً ، وبعد ...
أما عني فأحسب أن لطالما وجدت أو التمست أو استشعرت " المودة و الرحمة " في سيرة نبينا الرحيم صلى الله عليه وسلم وكذلك أصحابه رضوان الله عليهم ،

أستشعر ...
ضحكات أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها المرحة و هي تسابق النبي في أرض الجزيرة الجرداء ،
فتسابقه فتسبقه وهي تقترب من مشاهد بيوت متواضعة لبناتها من الطين و أسقفها من عريش النخل ،
و هي ترتدي ثوبا أو خمارا مخيطا من أبسط أنواع الأنسجة رغم عنفوان الصبا في روحها الخضراء حتى سبقت نبينا الكريم ، و حتى ذات مرة لاحقة يخبرها باسماً بشوشاً بكل مودة ورحمة " هذه بتلك "،
أستشعر رحمة عائشة بزوجها التي تدفعها أن تتوق وتطلب الرحمة الآلهية لتعم أركان حجرتها حتى الرمق ،
ولو كانت حائضاً... فتكف قدميها حين ركوع النبي أو سجوده آناء الليل ، ثم تريحهما حين ينهض لصغر حجم الحجرة ،
أستشعر ...
حب ومودة ورحمة النبي الكريم الشديدة لزوجته خديجة ، بالرغم من أن الحرير الأحمر و بتلات الورد المنثورة و العطور الفرنسية ووو...إلخ لم تكن تلك من استنهضت تلك المحبة، و لا في أن تكون بادرة لها بالأصل،
بل كانتا يدين ملطختين بالدماء على أثر نزع الشوك من قدميه ، و كان دثاراً تلف به صادقا أميناً ينتفض من هول أمانة سماوية عظيمة ، و كان صدراً حنونا يأوي إليه فؤاد منسكر تنكر له قومه و عشيرته ، نقموا منه فقط أن
دعا أنه لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم كان ائتلافاً وتعاضدا قلبيا وروحيا في حصار الشعب ،
و حتى أتى عام الحزن ذاك .

بل لا أنسى عظيم استئناسي بقصة خطبة علي رضي الله عنها لفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ،
قد تاق علي للزواج منها و أحب القرب من ابنة من هو أحب إليه من أمه و أبيه بل ومن نفسه ،
و كيف صرف الرسول كثيرا من الصحابة عنها ، لولا أن حياء علي منعه من التصريح ،
وحتى قيل في روايات أن رسالة من السماء هي من أوحت للنبي برغبة علي بفاطمة أو أن يزوجها أياه والله أعلم ،
وكيف أن علي هذا الرجل الأبي الشجاع ، من رهن حياته وهو ابن عشر سنوات لينام في فراش النبي ؟
كيف أن هذا الرجل تملكه الحياء الشديد حتى عقد لسانه،
حين وقف بين يدي الرسول أخيراً بعدما كشف الرسول علمه برغبته بابنته ، وحتى أفضى علي بما في نفسه.

أستشعر...
المودة والرحمة بينهما رغم بساطة المعيشة ،حتى أنها أتعبت فاطمة ولم تجد لها خادما عونا لها وهي بنت النبي ؟...
و أستشعرها كذلك في أبيات نسبت عن علي رضي الله عنه رغم وجود الكثير من قال بأنها مكذوبة ، ولم
يشعرها علي قط ، وهي تحكي كيف أنه غار من "عود الآراك" ...
أي السواك في ثغر فاطمة رضي الله عنهما و أرضاهما :


مـــالـي أراك يـا أراك بـــثـغـرهـــا
... أوما خشيــت يـا أراك أراك

لو كنت من أهل الــقــتال قتـلـــــتك
.... لكن مالي يا سـواك ســــواك

تــالله إن جــزت بـــــــوادي الآراك
.... وقبلت اغصانه الخضـر فاك

فابعث إلى الـمــــلوك من بعضــــها
.... فإنني و الله مـالي ســـــــواك

ألقـي إلـي بـقـيــــــــة الــمـســـــواك
.... لا تظهـري بخلا بعود أراك

أراك يا عود الأراك حضيت بثغرها
.... مافاز ياعود الأراك ســـواك

تلك " رومانسيتهم " تأملوها ...
حتى هي ؟ قائمة على معان ومبادئ سامية من النصرة و الإيثار و الحب في الله ومن الله و لأجل الله ،
وما لا أحصي من المعاني الجلية العظيمة ...
بل حتى هي ؟ لم تخلو من العلم والحكمة ، و الأدب في لغة عذبة وارفة بألفاظ فصيحة و شعر موسيقي ،
يطرب الأسماع و يبهج الأفئدة ،
و ليست ...
طبعة أحمر الشفاة على مرآة ، أو خربشة عبارات على الخزانة .
- أفجعتني تلك الصور جداً، لا أخفي و صدقاً أقول ،وأعتذر بعنف -


أستشعر " المودة والرحمة " ...
في صور كثيرة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة والسلف،
و مما قد لا يسعني حصرها قط هنا و لا في أي مكان آخر .

يتهيض فؤادي من تلك الأحاديث و السير مودة ورحمة ، حتى تمتلئ نفسي بأمانٍ وردية ،
عبثاً لا أنفك معها لأدرك .. حجم غربتي في هذا الزمان ، وربما لأتمنى ..

لو كنت شجرة .