منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - كيف كنا ,وكيف صرنا (لنتغير معاً للأفضل)[مميز]
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2014, 07:26 AM
  #2
أبو حكـيم
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 4,384
أبو حكـيم غير متصل  
رد : كيف كنا ,وكيف صرنا (لنتغير معاً للأفضل)[

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة unlimited مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخي الكريم ابا حكيم
هل من الممكن ان تفصل في تجربتك بالتفصيل العميق احلال القناعت وابدالها بالجديد
جزاك الله خيرا

حياك الله أختي الفاضله ..
سأفصل النهج الذي اتبعته عندما توفيت إبنتي الأولى , وكان عمرها سنة وشهر تقريبا
كان شعوري كشعور أي أب عندما تولد له بنت , شعور مليء بالحب والحنان والأماني الجميله
يتخيل أنها ستتعلم وتكبر وتتزوج وتصبح أم ويرى أطفالها , وهكذا ... الخ
طبعا من حقي أن أتخيل هذا السيناريو , وتكون هذه أمنياتي تجاه بنتي
ولا أريد أن أفصل هنا كثيرا فهذا لا يخفاك , ولكن لك أن تتخيلي ما ولدته هذه الأماني تجاه طفلتي
من حجم قناعة هائل لأماني جميلة , كنت أرى أن تحقيقها مجرد مسألة وقت فقط !!
ولا تتبدل هذا القناعة إلا بوجود مؤثر قوي جدا , يجعل الإنسان يبحث عن خطوط العودة للواقع
الذي فرض نفسه فجأة , ويقول له رويدك يا ابن آدم .. ما أطمعك , وما أطول أملك ؟!

عندما توفيت , تناقشت مع نفسي بحوار مطول جدا ..
من أعطاك الوعد الجازم أن بنتك لن تموت قبل أن تتحقق أمانيك بها ؟
هل من حقي أن أجزع من قدر الله ؟
هل من حقي أن أقول لماذا توفيت بنتي تحديدا ؟
الله سبحانه وتعالى هو الذي رزقك بها , وهو سبحانه الذي اختار وقت قدومها للدنيا
إذن لماذا تجزع إذا كان الله سبحانه , هو الذي اختار وقت فراقها للدنيا ؟
كما كان من حقك الفرح عندما تُعطى , عليك التسليم عندما تُحرم
أين إيمانك بأن أمر المؤمن كله خير , إذا أصابته سراء فشكر فكان خيرا له
وإذا أصابته ضراء فصبر فكان خيرا ؟
هل هو إيمان حقيقي بهذا الحديث العظيم , أم مجرد شعار تستخدمه للتنظير ؟
هل بنتك خير عند الله من الأنبياء والمرسلين , وهل هي خير من سيد البشر
صلى الله عليه وسلم ؟
صفوة البشر توفاهم الله , ومن تكون بنتك مقارنة بهم ؟
ألا تذكر قصة العبد الصالح في سورة الكهف الذي رافقه موسى عليه السلام ليتعلم منه
هل تذكر عندما قتل غلاما , ولامه موسى عليه السلام ؟
ثم علم موسى عليه السلام أن هذا الغلام مقدرا له بعلم الغيب أنه سيرهق والديه طغيانا وكفرا عندما يكبر
فقلت ربما كانت ستحيل حياتنا جحيما وتكون من الشقيات , وأن الله توفاها صغيرة رحمة بنا ولطفا بها
هل إيمانك أن الخير فيما أختاره الله , هو إيمان حقيقي أم مجرد شعار ترفعه بوجه غيرك من الناس ؟
ألا تثق بوعد الله أنها ستدخل الجنة بإذنه تعالى , بدون حساب ولا سابق عذاب ؟
إذا كنت تحبها وترجو لها الخير فعلا , فاحمد الله أنها سبقتك للجنه
وأن الله أزاح عنها كبد الدنيا ومشقتها
ألا تؤمن أنها بكفالة إبراهيم عليه الصلاة والسلام , إلى يوم الدين ؟
ألا تثق بالله أنه سيشفعك بها يوم القيامه ؟
أين إيمانك بالقضاء والقدر , وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ؟
أين إيمانك بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك ؟
أين إيمانك بأن الله قدر هذا منذ خلق القلم ؟
أين قناعتك بأن الله أذا أحب عبدا ابتلاه ؟
أين قناعتك بأن الله يبتلينا بالمصائب ليمحص إيماننا , ويرفع درجاتنا ؟
أين إيمانك بأن المحنة هبة من الله لتكفير الذنوب , وفي الوقت ذاته هي منحة عظيمه لمن أحسن التعامل معها ؟
وغيرها من الأسئلة التي كانت تدور حول التسليم بالقضاء والقدر
وحمد الله على كل حال .

كان هذا الحوار يدور بيني وبين نفسي بشكل مطول ودائم
على مدار اليوم كله , وفي جميع أحوالي ولأيام عديده
وهكذا بتكرار الأسئلة وتكرار الإجابات مرات ومرات عديده
إستطعت بفضل الله إقناع نفسي بالواقع الجديد وإحلاله محل أماني القديمه
والتسليم بأمر الله .

لعلي وفقت بالإجابة على سؤالك أختي الكريمه .

التعديل الأخير تم بواسطة أبو حكـيم ; 28-10-2014 الساعة 07:36 AM