منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - " آية ، وتفسير "
الموضوع
:
" آية ، وتفسير "
عرض مشاركة واحدة
03-11-2014, 12:37 AM
#
2
فأل أخضر
عضو مثالي
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 545
رد : " آية ، وتفسير "
* سورة "
القلم
" ، الآية رقم "
51
".
إسلام ويب >>الكتب » التحرير والتنوير » سورة القلم » قوله تعالى وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر .
مسألة: الجزء الثلاثون
"وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون وما هو إلا ذكر للعالمين "
عطف على جملة فذرني ومن يكذب بهذا الحديث ، عرف الله رسوله
- صلى الله عليه وسلم -
بعض ما تنطوي عليه نفوس المشركين نحو النبيء
- صلى الله عليه وسلم -
من الحقد والغيظ وإضمار الشر عندما يسمعون القرآن .
والزلق :
بفتحتين زلل الرجل من ملاسة الأرض من طين عليها أو دهن ، وتقدم في قوله تعالى فتصبح صعيدا زلقا في سورة الكهف .
ولما كان الزلق يفضي إلى السقوط غالبا أطلق الزلق وما يشتق منه على السقوط والاندحاض على وجه الكناية ، ومنه قوله هنا ليزلقونك ، أي يسقطونك ويصرعونك .
وعن مجاهد :
أن ينفذونك بنظرهم .
وقال القرطبي :
يقال زلق السهم وزهق ، إذا نفذ ، ولم أراه لغيره ،
قال الراغب قال يونس :
لم يسمع الزلق والإزلاق إلا في القرآن اهـ .
[ ص: 108 ] قلت :
وعلى جميع الوجوه فقد جعل الإزلاق بأبصارهم على وجه الاستعارة المكنية ، شبهت الأبصار بالسهام ورمز إلى المشبه به بما هو من روادفه وهو فعل ( يزلقونك ) . وهذا مثل قوله تعالى إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا .
وقرأ نافع وأبو جعفر
( يزلقونك ) بفتح المثناة مضارع زلق بفتح اللام يزلق متعديا ، إذا نحاه عن مكانه . وقرأه الباقون بضم المثناة .
وجاء يكاد بصيغة المضارع للدلالة على استمرار ذلك في المستقبل وجاء فعل ( سمعوا ) ماضيا لوقوعه مع ( لما ) وللإشارة إلى أنه قد حصل منهم ذلك وليس مجرد فرض .
واللام في ليزلقونك لام الابتداء التي تدخل كثيرا في خبر ( إن ) المكسورة وهي أيضا تفرق بين ( إن ) المخففة وبين ( إن ) النافية .
وضمير إنه لمجنون عائد إلى النبيء
- صلى الله عليه وسلم -
حكاية لكلامهم بينهم ، فمعاد الضمير كائن في كلام بعضهم ، أو ليس للضمير معاد في كلامهم لأنه منصرف إلى من يتحدثون عنه في غالب مجالسهم .
والمعنى :
يقولون ذلك اعتلالا لأنفسهم إذ لم يجدوا في الذكر الذي يسمعونه مدخلا للطعن فيه فانصرفوا إلى الطعن في صاحبه
- صلى الله عليه وسلم -
بأنه مجنون لينتقلوا من ذلك إلى أن الكلام الجاري على لسانه لا يوثق به ؛ ليصرفوا دهماءهم عن سماعه ، فلذلك أبطل الله قولهم (
إنه لمجنون
) بقوله وما هو إلا ذكر للعالمين ، أي ما القرآن إلا ذكر للناس كلهم وليس بكلام المجانين ، وينتقل من ذلك إلى أن الناطق به ليس من المجانين في شيء .
والذكر :
التذكير بالله ، والجزاء هو أشرف أنواع الكلام لأن فيه صلاح الناس .
فضمير ( هو ) عائد إلى غير مذكور بل إلى معلوم من المقام ، وقرينة السياق ترجع كل ضمير من ضميري الغيبة إلى معاده ، كقول عباس بن مرداس :
عدنا ولولا نحن أحدق جمعهم بالمسلمين وأحرزوا ما جمعوا
أي لأحرز الكفار ما جمعه المسلمون .
وفي قوله ويقولون إنه لمجنون مع قوله في أول السورة ما أنت بنعمة ربك بمجنون محسن رد العجز على الصدر .
[ ص: 109 ]
وقوله وما هو إلا ذكر للعالمين إبطالا لقولهم إنه لمجنون لأنهم قالوه في سياق تكذيبهم بالقرآن ، فإذا ثبت أن القرآن ذكر بطل أن يكون مبلغه مجنونا . وهذا من قبيل الاحتباك ؛ إذ التقدير : ويقولون إنه لمجنون وإن القرآن كلام مجنون ، وما القرآن إلا ذكر وما أنت إلا مذكر .
"سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك "
التعديل الأخير تم بواسطة فأل أخضر ; 03-11-2014 الساعة
12:39 AM
فأل أخضر
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها فأل أخضر