قد تكون زوجتك تصويرية أو بصرية بحيث تركز على الصور أكثر من أي شيء آخر في الحياة ،
و ليس بالضرورة أن تكون نظراتها مريضة ...
أقول هذا من تجربة ومنذ الطفولة و أنا أحب التحديق و التأمل طويلاً بالأشياء و على نافذة السيارة
و في طريق المدرسة ... أحب أن أتفحص كل التفاصيل الصغيرة من حولي ...
بل و لا شعوريا - أدركت ذلك في الكبر - اكتشفت بأني حين أحدق على مشهد أقوم بالاقتصاص بمعنى أنظر إلى سحابة بتركيز و أتجاهل ما حولها و أتخيل كأنما أقتصها و أرفعها عن مشهد الصورة بطريقة ثلاثية الأبعاد ،
و كذلك أقوم بفرز الألون مثلاً مزرعة نخيل
أتخيل بإني أفرز اللون الغالب كالأخضر متوسط الدرجة ثم أتخيل رفعه عن ظهر الصور كأن يكون هو خلفية المشهد
وأما الألوان الباقية هي إضافات فوقه ، كما و قد لاحظت بعد فترة قدرتي على ضبط أو مقاربة الأبعاد والقياسات دون الحاجة لأدوات هندسية حين الرسم ...
و بالفعل كان الجميع ينبهر برسمي في الصغر ، وفي الصف الثالث في حصة الفنية و درس عجينة السيراميك
قمت بصنع تماثيل تحاكي دلة و فناجين و طبق شعبي .... فنتج عمل متقن تماماً و ذاك لا زالت المدرسة تحتفظ به في المعرض حتى الآن .

الخلاصة حينما وصفت طريقة نظرها للأشياء المصحوبة بالشرود ، ثم ذكرت طبيعة وصفها " لغتها الوصفية "
تأكدت بأنها نظرة سليمة ربما شبيهة بنظرتي تلك ... وهي بعيدة كل البعد عما تعتقد .

مع ذلك لم تكن تستهويني الصور الشخصية بل هي المناظر الطبيعية ،
وبالأصل قبيل البلوغ وعلى أثر الحصيلة المعرفية الضرورية بأمور ديني تجنبت النظر إلى الأشخاص ،
و صدقاً منذ بلغت و أنا لا أنظر في وجوه و أبدان الرجال ...أدنو بصري إلى نعلهم ومواضع أقدامهم ،
و فقط أعرفهم من صوتهم و من
هيئتهم من الخلف ،حتى الأقارب من غير المحارم لا أفقه ملامحهم جيدا مما يتسبب في مواقف حرجة أحيانا .


لذا الحل باختصار : أخبرها بصراحة عن حكم "غض البصر " بعد أن تبحث و تجهز موضوعاً كاملاً وافياً بجميع أبعاده حول هذا الحكم ، و استعن ليس فقط بمصادر ورقية بل حتى مرئية مسموعة باليوتيوب و كذا .