منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ثقافة الخطأ !
الموضوع: ثقافة الخطأ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-11-2014, 12:30 PM
  #1
Neat Man
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية Neat Man
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 4,683
Neat Man غير متصل  
ثقافة الخطأ !

هذا المفهوم الجميل الذي أسمه الخطأ والذي لايعرف قدره وقيمته إلا من جربه واستمتع بالوقع فيه. إن الخطايا تؤكد تميزنا وتفوقنا نحن البشر، حتى ربنا يحب أن نخطئ، لأننا لو لم نخطئ ونُذنب لذهب بنا وأتى بغيرنا، إنها دعوة صريحة للخإا، إذاً أخطئوا واستمتعوا بخطياكم ولا تحزنوا، يقول عبدالله الغذامي خلاصة تجربتي أمران، أن الأخطاء هي أعظم الدروس وأن المرء لاينمو معرفياً إلا إذا ظل يرى نفسه تلميذاً.

يخجل الكبار أو المسؤولين أو الآباء بالاعتراف بالاعتراف بخطياهم اليومية التي يقعون بها، ويحاولون أن يوراوها حين تكادت تظهر معالمها، وكأنهم يريدوا أن يظهروا أنفسهم كبشر معصومين، أو يقفزوا على فطرتهم ظانين أن بطريقتهم هذه وصلوا للكمال، ولكنها لعمري تكشف عن مدى نقص الثقة بالنفس وضعف العقل والذات، إن الكثيرين يمارسون دور الإنسان المثالي أو الملائكي الذي لم يخطئ قط، خاصة حين التعامل مع أطفاله أو غيرهم من الصغار والمراهقين أو من تحته من البشر، وويل لهم لو اكتشف أخطائهم أو اصطادهم على حين خطأ، فيهجم عليهم وكأنه ملك منزه ليؤنيهم ويقسوا عليهم وربما انهال عليهم ضربا، ولو فتشت بداخله لوجدته ملئ عيوباً وسلبيات، أوليس أجدى به أن يربي نفسه ويكافح اخطائها بدلا من أن يمثل دور المربي الذي لايأتيه الخطأ من بين يديه ولا من خلفه، إنه ينهال على أولئك الذين قد تنقصهم الخبرة أو معرفة الصح والخطأ أو الواجب والمنهي، أو يكونوا أطفالاً دافعهم حب الاكتشاف والفضول، أو مراهقين تتنازعهم أعمارهم بين الانعتاق من مرحلة الطفولة وبين الرغبة في إثبات المرحلة العمرية الكبيرة أو تغلب عليهم شهوة فلا يكادون يسيطرون عليها، أو حتى إنساناً مهما كان عمره ومستواه، فهو بالنهاية إنسان له خصائصه الطبيعية المعروفة من نقص ونسيان وضعف وغيرها، إن للمرحلة العمرية طبائعها وصفاتها سواءً كان طفلاً أو مراهقاً أو حتى شاباً، بالنهاية يبقى إنساناً يجب التعامل مع أخطائه بواقعية بعيداً عن المثالية، ناهيك عن أن الأولى على ممارس دور الوصي والمصلح أن ينشغل بنفسه ويقومها قبل انشغاله بغيره، يقول سلمان العودة إن أحق ما يعرفه الإنسان بعد معرفة ربه، هو أن يعرِف نفسه وينشغِل بتكميلها وإصلاحِها، قبل انشغالِه بغيرِه.

إن من الغير معقول والتناقض والسيطرة أن نمارس دور الوصي على الآخرين أو الأطفال ونحن نغرق في أخمص آذاننا بالأخطاء والسلبيات، على المستوى الشخصي وصلت لقناعة أن أضحك على نفسي حين تكون مستعدة لرد فعل على أخطاء أو سلبيات الآخرين فأدعوها وأقول دونكِ ذاتكِ يا أيتها النفس التي ملئت ضعفاً وتناقضاً.

لقد أخطأ مخترع الكهرباء توماس أديسون 999 مرة في محاولته لاكتشاف الكهرباء لكنه في كل تلك المرات كان يتعلم من أخطائه وبالمرة الألف نجح بعد أن جرب واستمتع بالأخطاء، دعوا الناس والأطفال والمراهقين والشباب والكبار والكهول يخطئون ويخطئون حتى يتعلموا، وإن شأوا فلا يتعلمون بالنهاية هم بشر والبشر جلبوا على الخطأ والنسيان، لنقتنع أن الخطأ جزء جميل منا كما هو أعضائنا لا انفكاك منه، وربنا يؤكد لنا ويقول ياعبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار، إنه إقرار من الله الذي خلقنا وأعرف منا بنا أننا خلق جلب على الخطأ، فلا نعطي تلك الأخطاء أكبر من حجمها مهما حدث سواء من قبلنا أم من قبل الآخرين القريبين والبعيدين عنا.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..