رد : (مميز ) تمرجحي يـا طفلة الصبح ~ بـشويـش
نظراً لأني وعدت مبتعثة وجرجرت رجليها إلى هنا 
.. فسأكمل ما بدأناه بخصوص موضوع الإنجاب.
المسألة لها أكثر من بُعد.
المرحلة العمرية: لم يبقَ الكثير على الواحد والأربعين .... أراه عمراً متقدماً جداً بالنسبة للإنجاب .. ومن زمان وأنا قناعتي أن الإنجاب يفترض أن يتوقف عند سن الأربعين.
مسؤولية الأبناء: عندي اثنين في المدرسة .. مطلوب مني الاهتمام بدراستهما .. ابنتي لازالت في الروضة الثانية وليس لديها الكثير لتنجزه في البيت عدا نهاية الأسبوع .. لكن ابني يحتاج متابعة .. أحاول هذه السنة أن أجعله يعتمد على نفسه .. ولم يعد أداء الفروض والواجبات مشكلة .. لكنه لم يتمكن بعد من الاعتماد على نفسه في المذاكرة للامتحانات .. يجب أن أجلس معه وأراجع معه وأحياناً أحفّظه .. وصدقاً لم أعد قادرة على هذا بالشكل المطلوب بسبب صغيرتي اللي تنط علينا كل شوي وتشتت تركيزنا .. خاصةً أنني أصلاً لا أحب حكاية التدريس تلك فأتوتر زيادة .... ووجود طفل رابع سيجعل عمر هذه المشكلة يطول ويتكرر مع مهرة.
أنا: مهما كان استمتاعي بالأمومة .. هي في النهاية قيد .. يمنعني عن القيام بأمور أرغب فيها من أجل صغاري .. لن أتحدث عن حلم الماجستير العظيم .. ولكن حتى الأمور البسيطة والمواقف الصغيرة .. مع تكرارها تشعرين بالملل والحصار!
عشر سنوات خاطري خاطري أروح نادي وأسبح في حمام السباحة .. ومب عارفة .... لا تقولين خذي اليهال وروحي .. أريد وقت لي أنا يا متفائلة .. أريد فسحة ذاتية أستمتع فيها مع نفسي .. وليست عائلية أظل فيها حاطة عيوني في نص راسي أراقب هذا وأطمئن على تلك.
أذكر بعد إنجابي مهرة ببضعة شهور .. ذهبت مع أمي لحضور حفل عقد قران إحدى المعارف .. وتركت ابنتي مع عمتها .. دخلنا القاعة وجلسنا .. ووالله لم أكمل ربع ساعة إلا وعمة البنت تتصل: تعالي شوفي حل لبنتج .. تصيح وتصارخ بشكل هستيري ومب راضية تسكت!!!
مع العلم إن البنت متعودة على عماتها جداً.
زين إن أخو زوجي كان بعده برا القاعة وما راح .. رجّعني البيت بسرعة .. دخلت وخذت البنت في حضني .. وقبل حتى ما أشوف شو فيها على طوووووول نامت .. لين الصبح!!
حتى مرحلة الإرضاع كانت تسبب لي قلقاً وتقيد حركتي حرصاً على مواعيد الرضاعة .. وتجنباً لتفويت موعد رضعة واحدة وهو الذي كان يؤدي إلى ألم صدري بسبب تجمع الحليب وعدم خروجه في موعده!!!
ستقولين هذا وضع مؤقت .. والطفل يكبر وأموره تستقر .. وسأقول إن تكرار تلك المواقف مع كل طفل لا يجعلها مؤقتة .. والتفكير في أن هذا كله سيتكرر مع طفل جديد لم يعد يريحني .. وحقيقةً لم تعد لدي طاقة نفسية لهذا.
الإنجاب مرحلة مثل مراحل الحياة .. له فترة ووقت .. ثم يفترض أن ينتهي ويتوقف!
أخيراً .. الحدث الأليم الذي استجد في حياتي في السنتين الماضيتين عزز جداً قراري بوقف الإنجاب .. ولم أعد مستعدة للتفاوض بشأنه .. لا مع زوجي ولا مع غيره .. رغم أن أمي وأخت زوجي لمّحتا لي خلال الفترة الماضية بذلك .. ولكنني ضيعت السالفة ولم أعطهما إجابة واضحة.
أفحمتج صح؟ 
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.