مرحبا بيتا، وأشكرك على المشاركة، تساؤلاتك قيمة ورائعة.

سؤالك كثير رائع، وأحب دائماً مثل هذه الأسئلة والنقاشات التي تجعلني أوضح الفكرة أكثر، أو تكشف لي عن خطأ فكرتي فأتراجع عنها، فشخصياً مدين كثيراً لمثل هذه الأسئلة.
جوابي ربما يكون في ردي قبل أسبوعين على الذين جاوبوا على سؤالي، لكن لأوضح بشكل أكبر، لماذا جعلت الأفعال خلال النهار ترجمة لعشق قوي، الجواب، لأننا إذا أردنا سلوك رومانسي يومي متمثل بالتصرفات والسلوكيات ، فإن ذلك يكون أشبه بالمستحيل من وجهة نظري، ولا يمكن أن يفك ذلك المستحيل إلا شيئين، وهما: إما أن يكون ذلك الطرف يعشق الطرف الآخر وبالتالي يترجم ذلك على شكل سلوكيات رومانسية يومية، وإما أن تكون طبيعة ذلك الطرف طبيعة رومانسية بتصرفاته وسلوكياته، أما الشائع في الكثير من الزوجين على مستوى العالم هو العلاقة الروتينية التي تفرضها طبيعة كلا الشخصين، وتتمثل بسلوكياتهما أياً كانت تلك السلوكيات وتوجهاتها، نحو الاحترام نحو اللامبالاة إلى آخر هذه الصفات المتنوعة والمتناقضة والتي يطول ذكرها.

السلوكيات الرومانسية الخاصة بقبل العلاقة وأثنائها، من حضن وقبلات وإنجذاب ولحضات حميمية مختلفة إلخ...، ما يدفعها هو الميل الجنسي تجاه الآخر، وأثناء هذا الميل تأتي الرقة في الحديث والدخول في عالم قد يغيب فيه العقل نوعاً ما (الرومانسيات)، خلال هذه العلاقة يأتي الرضا والقبول للطرف الأخر، وهذا الرضا ينعكس أثره على باقي اليوم، وإن كان قوة ذلك الأثر يختلف من شخص إلى آخر.
نعم في رأيي أن الأفعال خلال النهار أصعب بكثير منها خلال العلاقة، لأنه في النهار يتصرف المرء بطبيعته الشخصية، بينما خلال العلاقة تذوب تلك الشخصية في تلك اللحظات، فتبرز فيها تلك الحركات والأفعال الرومانسية الرقيقة.

أرى أنه من غير المناسب ربط الحب بالأفعال الرومانسية، وأقصد بالأفعال الرومانسية (تلك التي أشرن إليها الأخوات) إنما الحب قد يعبر عنه بطرق مختلفة، بل قد يكون موجوداً لكنه مدفوناً تحت ركام ضغوطات الحياة المختلفة والاعتياد والروتين خصوصاً من قبل الرجل، لذلك في رأيي الحب شيء والرومانسية شيء آخر، صحيح أن الحب يترجم إلى أفعال رومانسية، ولكن ليس دائماً.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..