السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
لم استطع المرور على موضوعك دون الرد مع اني دائما أكتفي بالمتابعة بصمت ...
أنا أعلم بما تمرين فيه و ألتمس لك العذر ولكن هناك الكثير الذي يجب أن تراجعي فيه نفسك قبل اتخاذ اي قرار ...
لقد مررت بما يشبه وضعك ولكن بالمقلوب فتزوجت الرجل الكتوم الصامت الذي لا أعرف كيف اتقرب منه و كنت آمل بالزواج من الرجل الصديق الذي يمكنني ان أفتح له قلبي وأعيش حياتي كما نريد ونستمتع ...
صدمتي كانت كبيرة و عشت الوضع الذي تمرين فيه ،، والحمد لله على كل حال حياتنا الآن مستقرة ولكن في تمر علي لحظات أتمنى فيها لو كان زوجي مثل زوجك الذي تصفين لأنني أعلم أن حياتي ستكون مختلفة تماما ..
تزوجت وأنا كلي أمل أن أعيش حياة مثل حياة والدي فهما تزوجا عن حب وقناعة بمباركة الأهل و دون أخطاء ثم أسسا حياتهما بنفسهما دون تدخل أحد لأنهم عاشا أول سنين حياتهما منفصلين بحكم دراستهما في الخارج ..
فنشأنا نحن في بيت نرى فيه أبي وأمي شريكين يتناقشان في كل أمورهما ويعبران عن رأيهما ومشاعرهما بكل الود والإحترام و يعلماننا أن نستمع للطرف الآخر و أن لا نخاف من ابداء رأينا و أن نتشارك اللحظات و الهموم والمشاكل و الآراء دون قيود .. ومن هذا تعلمنا أن لا نخفي حتى الأخطاء فلا تكبر المشاكل وأن نواجه أنفسنا قبل الآخرين لحل المواقف التي تمر بنا ..
ثم تزوجت من رجل تربى في عقلية تقول أن الرجل يحق له أن يكون صامتا ، كتوما ، بعيدا عن أهله ، لا يريدك أن تناقشي معه شيئا إلا إن أراد هو ذلك وقد يسمع رأيك ولكن لا يعمل به وإن كان هو الأصح ..
هذا هو الرجل الذي تريدين ،، قوي الشخصية الذي قد يفرض عليك كل ما يراه صحيحا وإن لم تريدي ذلك ولأنه كتوم وقوي فهو غير ملزم بشرح رأيه بل عليك التنفيذ والإطاعة لأنه زوجك وأعلم منك ...
الزوج الذي يريد أن تمضي حياتكما كما خطط هو وليس كما تحلمين أو تريدين أنتي ،، الرجل الذي من قوة شخصيته تصبح معاملته لأطفاله رسمية وإن حاولتي تغيير هذا الجانب على الأقل تريه يثور ويقول أنا لم أقصر بشيء لأنه يرى عمله وانشغاله هو المطلوب منه لبناء أسرة وحياة زوجية وليس المشاركة ببناء هذا التكوين الجميل يأيدكما معا.
أتريدين زوجا يسعدك ويسعد معك بكل كيانه أم تريدين زوجا إذا أراد أن يرفه عن نفسه إنزوى عنكم وقال اتركوني في حالي أو يخرج ليضحك مع أصحابه لأنه يحب أن تكون له هيبة في بيته فلا يستطيع أن يفعل ذلك معك ..
،،،
لا أريد الإطلة ولا أريد أن قول لك أن تفرضي على نفسك ما أنت لست بقادرة عليه ولكن أقول مثلما لم تعرفي كل الأمور عن زوجك إلا بعد معايشته فلا يمكنك أن تحكمي على أن الشخصية التي تخيلتها يمكن أن تسعدك .. فكل الشخصات ليست كاملة و لا يمكننا أن نتقبلها بكل جوانبها ..
وأنا إن كنت ذكرت لك كل الذي سبق أظل أحمد ربي على زوجي لأني أعلم أن الله لن يختار لي إلا الخير وإن لم أفهم ذلك الآن وحتى إن كانت شخصية زوجي صعبة فأنا أحاول أن نصل لمساحة ترضينا نحن الإثنان وإن لم تكن ما حلمت به قبلا أو كنت أتمناه .. وأنا أعلم أن زواجي لا يمكن أن يصل لما وصله أبواي من المودة والحب والمشاركة التامة بسبب إختلاف شخصيتنا ولكن أحاول أن أصل لأقصى مراحل السعادة التي يمكنني أن أحققها حتى يعيش أطفالي في بيت يعمه الحب و المودة ..
وفي الختام ما أرد قوله هو أنك جربتي هذا الزوج وأنا أعلم كيف هو الإحساس عندما لا يكون واقعك مثلما تحلمين و لكن أقول لك أن الله يعلم ما هو أفضل لك و قد يكون زوجك هذا أحن وأسعد لك من أن تتزوجي ذلك الرجل ذو الشخصية التي كنت تحلمين بها فتكونين مثل بقية النساء اللاتي يبحثن طوال عمرهن عن ذلك الفهم والتقبل والمشاركة التي تنعمين بها الآن وهن قد لا يحصلن عليها أبدا حتى وإن قدمن كل التضحيات وإستشرن وتعلمن لأن الرجل أحيانا كثيرة لا يتنازل عن عاداته وان كانت لا تناسبك ..
نصيحتي لك يا أختي بالتريث قليلا و لا تكثري التدقيق في زوجك وعيوبه ،، بل توجهي لربك وأسأليه أن يكتب لك الخير في حياتك فهو مالك الأمور كلها وبعد مرور السنة راجعي نفسك وثم اتخذي قرارك بعدها ...