منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - بعد معاناة طويلة جنيت ثمرة صبري على زوجي
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2014, 03:31 PM
  #114
البها الباهية
عضو نشيط
 الصورة الرمزية البها الباهية
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 115
البها الباهية غير متصل  
رد : بعد معاناة طويلة جنيت ثمرة صبري على زوجي

التكملة

عشنا حياتنا الطبيعية بتقلباتها وحلوها ومرها فهكذا هي الدنيا لا شيئ يدوم فيها ولا تستقر على حال فيها الفرح والترح كما فيها الأمل والألم وكنت أظن بأن حزني وألمي بسبب خيانة زوجي قد انتهى ولكن يبدو أنه ما زال ينتظرني الكثير مما لم أكن أتوقعه ولم أحسب له حساب وأن مسيرة الصبر والمعاناة لا زالت مستمرة فصبرا جميلا والله المستعان بانتظار الفرج من الله سبحانه وتعالى

بعد فترة ما يقارب الثلاثة أشهر من عودتنا لبعضنا بعد الطلاق لاحظت زوجي كثير المراسلة وأحيانا يستمر لفترات طويلة فكنت أشعر بحاستي بأن شيئا ما يحصل وكان علي أن أتأكد من الأمر وللعلم كان لديه هاتفان واحد لاتصالاته وهو لا يفارقه والثاني للواتس أب فقط حيث شاشته كبيرة فكان أحيانا عندما يخرج في مشاوير مستعجلة قصيرة يتركه في المنزل
فإن أردت أن أفتش فالأمر سهلا وفعلا فقد تأكدت بأنه عاد لمراسلتها حيث هي من بدأت وكانت تطلب منه المشورة في بعض الأمور وتشكو له من بعض المشاكل
شعرت بها تحاول استمالته واستدراجه من جديد وخفت أن يتطور الأمر ويعود إلى سابق عهده
فعزمت أن أراقبه من بعيد لبعيد وإذا حدث ما كنت أخشى وقوعه حينها سيكون لكل حادث حديث
أما الآن فلا أملك إلا تكثيف الدعاء ومهما حصل لن أيأس ولن أتنازل عن قناعاتي بإذن الله مهما ساءت الظروف ومهما كانت الصعاب

فكما أخبرتكم عن شخصيته مسبقا فهو يفقد سيطرته على أعصابه عند الغضب ويفقد اتزانه ولن يقبل ولن يرضى بمناقشته في هذا الموضوع ويعتبر أنه لا يحق لي التدخل في حياته والتحكم فيها فهو ليس شابا ولا مراهقا إنما رجل راشد وعاقل تجاوز عمره الخمسين وإن حدث وتهورت وكلمته حتما سيأتي بنتيجة سلبية وضارة وتتعقد الأمور أكثر ويمكن أن يتطور النقاش والجدال ويحدث الطلاق وهذا ما لا أريده أو أقضي على ما تبقى بيننا من محبة واحترام وكرامة وهذا أيضا لا أرغب بأن يحصل
أيضا فلا أريد أن يتركها بسبب الخوف مني وهو ضعيف الإيمان فالممنوع مرغوب والشيطان يزين الحرام ويمكن أن يتمسك بها أكثر، أريده أن يتركها عن قناعة ذاتية وتوبة صادقة نابعة من القلب بسبب الخوف من الله فالأمر بالنسبة لي ليس ضعفا أو هروبا إنما علي التصرف والتعامل بما ينفع ويفيد وترك مالا يفيد

استمرت المراسلات بينهما وأحيانا وأنا بجانبه وعندما يبدأ بمراسلتها ينسجم معها بشكل عجيب وينفصل عن كل ما حوله وكأنه في غيبوبة لا يسمع ولا يرى ولا يشعر بوجودي ومن حوله وهو يعيش في عالمه الخاص
يبدو أنها متفرسة في اصطياد فرائسها وعندها القدرة على جرهم إلى مستنقعها القذر
حسنا أيتها الفاسقة فإن كنتِ مستقوية بالشياطين فأنا أستمد قوتي وصبري وثباتي من الله سبحانه وتعالى فأنتِ تدعينه إلى الحرام والفاحشة والمنكر وأنا زوجته أدعوه إلى الحلال والخير وفي النهاية إذا صلحت النية وكان الهدف السامي هو رضا الله سبحانه وتعالى كان التوفيق عاقبتها بإذن الله تعالى
الغريب في الأمر أنه يترك تلفونه مفتوحا دون قفل إلا نادرا واستغرب أكثر من عدم خوفه أنني من الممكن أن أفتش وأقرأ محادثاتهما
أكره كثيرا هذا الفعل وهذا التجسس وكلما مسكت تلفونه ينقبض قلبي ولكن كنت مضطرة لأعرف التطورات
سامحك الله يا أبو فلان على ما فعلته وتفعله بي وعلى استغفالك لي وما أوصلتني إليه من وضع وحال بعد هذا العمر وهذه العشرة الطويلة
كانت في البداية محادثات عادية وبدأت تتطور شيئا فشيئا وتذكره باللحظات والذكريات وكان الأمر مرهق نفسيا بالنسبة لي أن أعود إلى معاناتي من جديد ولكن هذه المرة كان الأمر أخف كثيرا وغيرتي معتدلة وأستطيع التحكم بأعصابي وغضبي
وكلمة حق أقولها أنه لا يزال يعاملني معاملة طيبة حسنة ما عدا تلك الأوقات التي يراسلها فيها وتمتد أحيانا إلى أكثر من ساعة وحينها يتجاهلني ولا يحترم مشاعري ووجودي

كنت أغتنم الأوقات في عبادة الله وذكره وشكره وأدعو الله كثيرا أن يمدني بمزيد من الصبر وأن يفرج كربتي وهمي ويصلح حاله ويهديه والحمد لله أصبحت أكثر هدوءا وأستطيع التحكم في انفعالاتي وأعصابي

سأذكر بعض المواقف
في إحدى الليالي كنا نتحدث في بعض الأمور العادية قبل نومنا ونحن على الفراش فجأة رن هاتفه يعلن عن وصول رسالة فتح هاتفه وأخذ يراسلها وكما قلت لكم شاشة هاتفه كبيره وأستطيع رؤية صورتها الرمزية وأعرف أنها المرسلة حيث أنه لا يراسل إلا أشخاص معدودين فهذا الرقم لا يعرفه إلى قلة
انسجم معها كعادته فحاولت أن أشغله بالكلام فأشر بيده دون أن ينظر لي وهو يقول بنبرة حازمة: نامي نامي . عندها أدرت بظهري ناحيته وأنا أشعر بغصة وأغالب دموعي حتى لا تنسكب وبعد لحظة قصيرة شعرت به يقفل تلفونه ويضعه على طاولة السرير واقترب مني وهو يضع يده على كتفي وينادي بارتباك ونبرة متأثرة : فلانة ، في تلك اللحظة لم أستطع أن أتحكم في دموعي التي أبت إلا أن تتساقط بحراره وأنا أرد بصوت واطي مبحوح دون أن ألتفت : نعم
قال هل أنتِ نعسانة أتريدين أن تنامي ؟
قلت نعم أريد أن أنام
عاد إلى مكانه وهو يتنهد تنهيده طويلة بضيق وكأن ضميره بدأ بتأنيبه

وفي أحد الأيام كنت أنوي زيارة لقريبة لي مريضة وقد استأذنته ووافق وعندما كنت جاهزة ولبست عبايتي وكان ولدي ينتظرني قال لي : لا تذهبي اليوم تعالي اجلسي بجانبي
قلت له حسنا سأقوم بتأجيل الزيارة وأجلس من أجلك
اخبرت ولدي وخلعت عبائتي وجلست وكنا نسولف في بعض الأمور وبعد لحظات وصلته تلك الرنة المقيتة وبدأ يراسل وينسجم
بعد دقائق نظر لي وقال متسائلا : أنتِ مازلتِ هنا ؟ ألم تذهبي ؟
قلت مستغربة : لم أذهب لأنك طلبت مني ذلك وأنا جلست من أجلك
قال : لا لا اذهبي اذهبي
وجعني قلبي من تصرفاته القاسية وفي الحال لبست عبائتي وذهبت

وذات مرة كان يراسل كعادته ثم نظر لي وسألني ما هو عشائكم اليوم ؟
أخبرته وبعد قليل سألني نفس السؤال وأخبرته وبعد دقائق كرر نفس السؤال فقلت له لقد سألتني ثلاث مرات نفس السؤال وفي كل مرة أجاوبك
استغرب وقال لكن لم أسمعك قلت أعرف أنك لم تسمعني لأن قلبك وعقلك وبالك ليسوا معي
ابتسم ببلاهة وتعجب وهو يقول ماذا تقصدين ؟
قلت أنت أعلم بنفسك وبحالك

هذه بعض من كثير من المواقف التي عايشتها وقد تقولون وتتسائلون كم أنا ضعيفة ولكن لم أكن بمقدوري أن أفعل شيئا إلا في حال أردت الطلاق وحينها ساخسر كل شيئ وكنت على يقين بأن الله معي وسينصرني ويفرج كربتي لأني على حق وأنه يمهل ولا يهمل

في أحد الأيام سافر لدولة أخرى بحكم عمله لمدة أسبوع وعندما عاد من سفره حضر لي بعض الهدايا وفي اليوم التالي كان يوم إجازة وخرج صباحا ليقضي بعض المهمات
أخذت هاتفه ففوجئت بأنه حضر لها أيضا بعض الهدايا وهي مجموعة من العطور من النوع الماركة الغالي وعقد صغير، وكانت مصورة الهدايا وتشكره عليها ووضعتها صورتها الرمزية ويبدو بأنه قبل أن يحضر إلى منزلنا مر عليها ليعطيها الهدايا فهو لم يتأخر كثيرا في عودته للمنزل
شعرت بألم وغصة ولكن كنت متماسكة وأنا أقول في نفسي لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماذا حدث لك يا زوجي العزيز ألم تعتبر مما جرى وصار لنا هل نسيت ما سببته هذه الفاسقة لنا من مشاكل وطلاق ومعاناه
ألم يكفيك ما حدث أين عقلك أين خوفك من الله وعقابه
ماذا ينقصك لتجري وراء هذه الحقيرة الشيطانه وأنت لديك أسرة رائعة وزوجة محبة مطيعة وأبناء رائعون ، استفق من غيبوبتك وتدارك نفسك قبل أن تصيبك ضربة موجعة حينها لا ينفع الندم ولا التحسر على ما فات
كنت أدرك بأنه لا بد قد أهداها كثيرا من الهدايا طول تلك الفترات الطويلة ولكن لم أكن أتوقع أن يفعلها بعد كل ما حدث

تلك الليلة لم أستطع النوم وكثفت الدعاء عليها من حرقة قلبي بأن يسلط الله غضبه وسخطه ونقمته عليها وأن لا يجعلها تتهنى بالهدايا وحين تلمس جسدها أن يبتليها الله بالأمراض وتكون سبب في شقائها

بعد أيام فتحت تلفونه أقسم بالله العظيم أنها كانت مرسلة صور من جسدها وصدرها والعقد ظاهر على صدرها وكانت مليئة بالحبوب والدمامل والبثور والحساسية
تشكي له وتقول هلكتني الحساسية والحكة وجسدي مليئ بالبثور والدمامل ولا أعرف السبب
حينها ابتسمت وأنا أقول في نفسي بل هي دعوة مستجابة بإذن الله وسهم من سهام الليل التي لا تخطئ أبدا فابشري بالمزيد منها إن كنتِ لا تريدين التوبة والهداية
حقيقة أحسست بشئ من الارتياح واستبشرت خيرا بأن الله معي ولن يتركني وتيقنت بأنه مهما استحكمت ستفرج بإذن الله تعالى

وظلت لفترة طويلة وهي تشكي له في كل مرة من مرض معين وفي إحدى الأيام أخبرته بأنها منومة في المستشفى

يتبع
__________________
ღ مهما كانت اقدار الله مؤلمه ثقوا بإن في طياتها رحمة كبيرة ღ
ღ جملوا أوجاعكم بالصبر تزدادو بها في الجنة ღ