منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - بعد معاناة طويلة جنيت ثمرة صبري على زوجي
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2014, 03:32 PM
  #115
البها الباهية
عضو نشيط
 الصورة الرمزية البها الباهية
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 115
البها الباهية غير متصل  
رد : بعد معاناة طويلة جنيت ثمرة صبري على زوجي

التكملة


في إحدى الليالي بعد مرور أشهر قال لي في المساء سيذهب في مشوار ليقابل بعض الأصدقاء ولكنه تأخر كثيرا وليس من عادته التأخر حتى ذلك الوقت وعندما عاد كنت لا أزال صاحية أنتظره فلاحظت روج احمر مرسومة بوضوح وقح على ثوبه ناحية الصدر شعرت بألم وبنبضات قلبي تتسارع وشعرت بالبكاء في تلك اللحظات القاسية ولكني تمالكت نفسي
كنت مستغربة وجود تلك البقعة فقد كان حريصاً جدا مسبقا من هذه الناحية أن لا يعود للمنزل وبه أي أثر في جسده أو ملابسه

آه يا أبو فلان لماذا تذهب برجليك إلى الوحل والقذارة كيف يطاوعك قلبك أن تنجرف وراء الخبيث والحرام وتترك الحلال والطيب
اللهم فرج كربتي وهمي ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين
اللهم ألهمني حسن التصرف وحسن القول
كان الوقت متأخرا ولا يناسب ويسمح بأي تصرف أو كلام فلن ينفع ويفيد في تلك الساعة المتأخرة وأيضا حالته المتعبة ومزاجه لن يساعدا في الأمر وحتى آخذ وقتي في التفكير بهدوء وهو قد ألقى بجسده المنهك على فراشه وأخذ يغط في نوم عميق
فرشت سجادتي أصلي وأدعو الله فالصلاة والدعاء والذكر تبعث في نفسي الطمأنينة والسكينة والانشراح
وصباحا وهو يوم إجازة وبعد أن قام من نومه وأكل فطوره أخذت ثوبه من علاقة الملابس وقلت له بكل هدوء وثقة وبدون أي انفعال ظاهري : يا أبو فلان هذا ثوبك الذي كنت تلبسه ليلا في سهرتك كنت أريد وضعه مع ملابس الغسيل فوجدت عليه هذه الرقعة من الروج
فتح فاه مندهشا غير مصدق ويبدو عليه التوتر والضيق والذهول فقال يمكن هذا قديم وهذا الروج منكِ
قلت كل ملابسك المستعملة قد وضعتها في سلة الغسيل بالأمس ولم يكن على العلاقة غيره ، نظر فتأكد من كلامي
قال ماذا تقصدين وإلى ماذا تلمحين ؟
قلت الأمر لا يحتاج إلى توضيح فكل شيئ واضح ومفهوم دون تفسير ومسألة الروج يبدو فعل متعمد .
ولم أزد على هذا الكلام وتركته قليلا وعدت إليه وتعمدت أن يراني ولا يبدو علي أي غيرة أو تؤثر أو ضيق وكنت طبيعية أبتسم وأحدثه وكأن الأمر لم يعد يعنيني بشيء

أردت أن أوصل له فكرتين أولا زرع الخوف في قلبه بأن علمي بفعلته قتلت المحبة والغيرة في قلبي ثانيا أردت أصل له الفكرة الأخرى بأن صاحبته تعمدت أن تضع الروج على ثوبه أما لأن تنتقم منه لتركه إياها الفترة المسبقة أو تريد إغاضتي وقهري وإثارة المشاكل بيننا ، وتركته في حيرته وشكه وهواجسه بالتفكير كما يشاء
كنت طول الوقت بنفس الهدوء والبرود وتعمدت أن لا أجلس معه كثيرا وأن أجلس مع أبنائي أكثر وأكون مبتسمة وأسولف معهم وأضحك فكان كلما رآني على ذلك الحال يستغرب ويتوتر ويشعر بالضيق والقلق
وفي اليوم الثاني صار عصبيا منشغل الذهن ويغضب لأتفه الأسباب وقال لي بعصبية : أنتِ وأولادك لا تحترمونني ولا تقدرونني أنا أكد وأشقى من أجلكم وأنتم لا تشعرون بي
قلت غير صحيح يا أبو فلان نحن نحترمك ونقدرك وأنت القدوة الصالحة لأولادك
استمر على ذلك الحال لمدة ثلاثة أيام ومن ثم بدأ يعود إلى طبيعته بالتدريج وأخذ يراضيني ويداريني أكثر من أول ويبدو أن الأمر هزه من العمق وجعله في مراجعة ومحاسبة للنفس وإدراك فداحة أفعاله وما آلت إليه الأمور في جميع الأحوال من قبل ومن بعد
في تلك الأيام فتحت هاتفه وجدت لها عدة رسائل كلها عتاب من ضمنها ، أنت تظلمني بعد كل ما منحتك تشكك في صدقي وفي نيتي وأنا وهبتك نفسي وقلبي حرام عليك أن تكون هذه النهاية .
لم أجد له أي رد على رسائلها
ابتسمت وفرحت وسررت جدا فهذا دليل على حسم الأمر وإنهاء علاقته معها وأنا أردد الحمد لله لقد نجحت في إيصال أفكاري وكان لها المفعول والتأثير الإيجابي
وبعد أيام قال لي سوف أحذف الواتس أب لم أعد أرغب به ولن أحتاجه
قلت لماذا قال لا أريد بعد اليوم أن يشغلني شيء عنكِ
وبعد تقريبا ما يقارب الشهر حضر معه تذكرتين وقال لي أخذت إجازة وسوف نسافر لنغير جو بعد أيام فجهزي نفسك ، قلت له أتمنى أن نروح للعمرة قال هذه المرة قد تم الحجز وأعدكِ المرة الثانية أن آخذك للعمرة ولأي مكان ترغبين .
سافرنا لمدة أسبوعين وكانت الأماكن جميلة جدا استمتعنا فيها كثيرا وكان يعاملني كالعروس ويحاول إسعادي وأي طلب مجاب وشعرت به في كل تعامله أنه نوع من الاعتذار والتأسف بطريقة غير مباشرة والتعويض لما صدر منه تجاهي ومحاولة كسب ثقتي من جديد
عدنا إلى بيتنا وأحسسته بمرور الأيام كمن بدأ يستفيق من حياة الغفلة والبعد عن الله سبحانه وتعالى وأن نفسه تتطلع إلى حياة الطهر والخير ويعيد حساباته من جديد
لا أجزم بندمه الشديد وتوبته الصادقة المخلصة لأني لا أعلم ما بقلبه لأن ما في القلوب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فمالنا غير الظاهر ولكن رأيت منه مع مرور الأيام والشهور بوادر طيبة وحسنة وخطوات عملية للسير في طريق الهداية والاستقامة وتنمية الوازع الديني تدل على الصدق في التوبة وتبشر بالخير وبصلاح الحال
وحتى أولادنا لاحظوا تغير والدهم الملحوظ ، أقصد تغيره من الناحية الدينية وشعرت بفرحهم وسعادتهم التي لا توصف
اللهم ثبت قلبه على دينك وطاعتك وأصلح شأنه ظاهرا وباطنا وجميع المسلمين

واستمرت معاملته الحسنة الطيبة على تلك الحال مع مرور الأيام والشهور إلى يومنا هذا ولله الحمد من قبل ومن بعد
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا
اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك الكريم وعظيم سلطانك


تمت بعون الله

فما كان مني من خطأ أو تقصير فأسأل الله العفو والمغفرة

جعلنا الله وإياكم من سعداء الدنيا والآخرة وصل الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين .
ونسأل الله الهداية لكل ضال وعاصي وأن يغفر ذنوبنا ويستر عيوبنا .

لا تنسوني من دعاؤكم الصالح
__________________
ღ مهما كانت اقدار الله مؤلمه ثقوا بإن في طياتها رحمة كبيرة ღ
ღ جملوا أوجاعكم بالصبر تزدادو بها في الجنة ღ