منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - لاحظت ان الزوج يعدد عندما يكون . . .
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2015, 10:07 AM
  #147
هند (أمة الله)
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية هند (أمة الله)
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,740
هند (أمة الله) غير متصل  
رد : لاحظت ان الزوج يعدد عندما يكون . . .



الإخوة و الأخوات
قرأت تعليقاتكم .. جزاكم الله خيراً
و أحب أن اعلق على بعض النقاط


1- قضية الشرط بعدم التعدد في عقد الزواج
ذهب أكثر العلماء إلى جوازه لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( إن أحق الشروط أن توفوا به : ما استحللتم به الفروج )
و الزوجة المشترطة لا تطلق من زوجها حال زواجه عليها
بل يؤخذ رأيها هل ترضى الإستمرار في الزواج مع وجود ثانية أو لا
إذا لم ترضى فيفسخ عقد زواجها .
و الحقيقة أنه من النادر أن تشترط الزوجة على زوجها ذلك
خوفاً من أن يؤدي هذا الشرط به إلى رفض الزواج منها
و يرى البعض أن الشروط في عقد النكاح قد تؤدي إلى زعزعة الثقة
بين الزوجين منذ بداية حياتهم الزوجية .

2 - قضية أن شهوة الرجل هي التي تدفعه إلى التعدد و ليس أهداف روحانية سامية
الحقيقة أن الإسلام لا يمنع أن يكون غرض الرجل من الزواج بالأولى
أو التعدد هو الشهوة و قضاء الوطر ..
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ثلاثة حقيق على الله أن يعينهم :
( الناكح يريد العفاف ) و لم يقل يريد بناء أسرة أو رضا الله
و كذلك قال للشباب : (يا معشر الشباب ، من استطاع منكم الباءة فليتزوج
فإنه أغض للبصر ، وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء )
هذا دليل على أن الدافع الأول للرجل من الزواج و التعدد هو الشهوة .

هذه الشهوة التي ركبها الله في الذكور و الإناث و جعلها أكثر إلحاحاً في الذكور
لتكون حافزاً للرجل على فتح بيت و تحمل مسؤولية الزوجة و الأبناء
و الصبر على ضغوط الحياة .
لذلك كان غضب الله تعالى على من امتنعت عن فراش زوجها
و لذلك كان تشديد النبي صلى الله عليه وسلم على الزوجة
في ضرورة المسارعة في تلبية حاجة زوجها الجنسية .

لذلك يجب أن نفهم كزوجات أن الإسلام يقول للزوجة :
انتبهي زوجكِ تزوج بكِ في المقام الأول لأجل هذه الغريزة
التي ركبها الله فيه .. فإن منعتيه نفسك
تكونين السبب المباشر في الطلاق و تفكك الأسرة .

أضيف إلى ذلك أن قضاء الرجل شهوته مع زوجته
هو بمثابة مكافئة للزوج على سعيه في طلب الرزق للأسرة
و كل زوج يعرف أن هذا الإتصال الجنسي مع زوجته
هو مخفف لتعب و ضغوط العمل و مسؤوليات الحياة ..
لذلك ذهب أهل العلم إلى أن الرجل الذي لا ينفق على زوجته
و رضيت أن تعيش معه مع عدم انفاقه
يكون من حقها أن لا تملكه نفسها في الفراش .


كان عبدالله ابن المبارك رحمه الله يقول :
(كم من عمل قليل عظمته النية ، وكم من عمل عظيم حقرته النية )
كل من اراد الزواج أو التعدد يكون أجره على قدر نيته
من اراد قضاء شهوة فله أجر
كما قال عليه السلام : ( وفي بضع أحدكم صدقة )
و من أضاف إلى ذلك نية اعفاف امرأة مسلمة وانجاب الأبناء و تربيتهم تربية صالحة
و تعليمهم القرآن و طاعة الله و رسوله و ... إلخ
فأجره على قدر نيته .


3- كما قلت مسبقاً أننا كنساء لا نتقبل تعدد الزوجات نفسياً
و قلت أيضاً : من حق الزوجة أن تحزن و تتألم و تبكي ..
و لنفهم هذه المسألة بدقة لنأخذ أمثلة مشابهه لها :

لو أن رجلاً أو امرأة دخل الإسلام و بقيت أمه وأبوه على الكفر أو أبناؤه أو إخوانه
و الله تعالى يقول : (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ
مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ .. )
كيف يوفق هذا الرجل أو هذه المرأة بين هذه الآية الكريمة
و بين محبته لأمه و أبيه و ابنائه و إخوانه ..
هذه مشاعر الحب الطبيعية مما لا يستطيع الإنسان أن يتحكم بها .
فالإسلام يقول لهذا المسلم أو المسلمة
يجب أن تبغضهم في الله بعقلك
أما حبك لهم بقلبك فلا يحاسبك عليه الله
و يمكنك أن تبرهم و تحسن إليهم لكن لا تعينهم على الإسلام و على اخوتك المسلمين .

هذا الشعور الذي لا يستطيع أن يملكه ( يتحكم به ) الإنسان
هو مثل شعور النبي صلى الله عليه وسلم في قوله :
( اللهم هذا قَسْمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك )
حبيبنا عليه السلام رغم عدله بين نسائه إلا أنه
يعلمنا أن ميل القلب نحو زوجة أكثر من الأخريات هو مما لا يتحكم فيه الإنسان
فهو شعور خاص وضعه الله في قلب الزوج لهذه الزوجة دون غيرها من الزوجات .


فأسال الله تعالى أن لا يحاسبنا كزوجات في رفضنا التعدد نفسيا
و يأجرنا على تقبله و التسليم لحكم الله و قبولنا له عقلياً
فلندعوا كما دعا نبينا : (اللهم هذا قَسْمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ).

و الله أعلم .


إن بقي لديكم ملاحظات في موضوع التعدد اتحفوني بها
قبل أن أدخل في موضوع حقوق الزوجة
و أرجو منكم الصبر و أن تمهلوني الوقت .
جزاكم الله خيراً
__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .