منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - انقطاع دم النفاس والحليب قبل الاربعين
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2015, 07:18 PM
  #3
مــريم
موقوف
 الصورة الرمزية مــريم
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 14,194
مــريم غير متصل  
رد : انقطاع دم النفاس والحليب قبل الاربعين

شرعا لا بأس من الجماع اذا حدث الطهر من النفاس:

(‏251‏)‏ وسُئل فضيلة الشيخ ‏:‏ إذا طهرت النفساء قبل تمام الأربعين فهل يجامعها زوجها‏؟‏ وإذا عاودها الدم بعد الأربعين ‏.‏ فما الحكم‏؟‏

فأجاب - حفظه الله تعالى - بقوله‏:‏ النفساء لا يجوز لزوجها أن يجامعها، فإذا طهرت في أثناء الأربعين، فإنه يجب عليها أن تصلي، وصلاتها صحيحة، ويجوز لزوجها أن يجامعها في هذه الحال، لأن الله تعالى يقول في المحيض ‏:‏ ‏{‏وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذىً فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ‏}‏ فما دام الأذى موجوداً وهو الدم، فإنه لا يجوز الجماع، فإذا طهرت منه جاز الجماع، وكما أنه يجب عليها أن تصلي، ولها أن تفعل كل ما يمتنع عليها في النفاس إذا طهرت في أثناء الأربعين، فكذلك الجماع يجوز لزوجها، إلا أنه ينبغي أن يصبر لئلا يعود عليها الدم بسبب الجماع، حتى تتم الأربعين ، ولكن لو جامعها قبل ذلك فلا حرج عليها‏.‏وإذا رأت الدم بعد الأربعين وبعد أن طهرت، فإنه يعتبر دم حيض، وليس دم نفاس، ودم الحيض معلوم للنساء فمتى أحست به فهو دم حيض، فإن استمر معها وصار لا ينقطع عنها إلا يسيراً من الدهر، فإنها تكون مستحاضة، وحينئذ ترجع إلى عادتها في الحيض، فتجلس وما زاد عن العادة فإنها تغتسل وتصلي‏.‏ والله أعلم ‏.‏

‏لكن من الناحية الطبية ينصح دائما بعدم التعجل حتي انتهاء الاربعين يوما علي الاقل:

سؤال

ما هو الرأي الطبي الصحيح لإمكانية حدوث جماع بعد توقف نزول الدم للنفساء وقبل مرور الأربعين يوماً من الولادة؟ وهل توجد مخاطر على الأم؟!
أرجو الإيضاح بالتفصيل إن أمكن، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم*
الأخ الفاضل/ سامر حفظه الله.*
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:*
فإن كلمة النفاس من ناحية طبية هي الفترة التي يحتاجها جسم المرأة، وخاصة الجهاز التناسلي بعد الولادة، ليعود إلى طبيعته التي كان عليها قبل حدوث الحمل، ولا تعني فقط توقف دم النفاس، ومرور فترة ستة أسابيع على الولادة وهي ما يعادل أربعين يوماً، هي هذه الفترة اللازمة والضرورية ليعود الرحم لحجمه الطبيعي، بل وليعود كل الجهاز التناسلي إلى طبيعته.

لذلك فمن ناحية طبية وحتى لو طهرت السيدة بعد الولادة وتوقف دم النفاس، فمن الأفضل أن يتم تأخير العلاقة الزوجية إلى ما بعد مرور ستة أسابيع على الولادة، سواء كانت ولادة طبيعية أو قيصرية، فالرحم يحتاج هذه المدة ليعود إلى حجمه وشكله، وكذلك عنق الرحم وخلايا جدران المهبل والأربطة المثبتة للرحم والمهبل، وليس الشكل فقط هو الذي يعود إلى طبيعته، بل كذلك تستعيد هذه الأعضاء وظيفتها الفيزيولوجية وبيئتها الطبيعية التي تساعد في مقاومتها للالتهابات، سواء الالتهابات النسائية أو الالتهابات البولية، فحتى بشرة المثانة والإحليل تتغير بتأثير هرمونات الحمل، وتحتاج لوقت لتعود إلى طبيعتها.

كما أنه يحدث كثيراً -وخصوصا في الولادة المهبلية- بعض التمزقات الغير مرئية، وكذلك تفرق في الأنسجة لا يتم رؤيته بالعين المجردة، بل تكون مجهرية في بشرة المهبل وعنق الرحم، وهذه التمزقات أو تفرق الاتصال، إن لم يعط الوقت الكافي للشفاء والالتئام، وإن تعرض للرض بفعل الجماع أو غيره، فقد يخلف وراءه تليفات مجهرية تؤدي إلى آلام وعسر الجماع مستمر فيما بعد، وحتى نحن في العيادة لا نفضل فحص أي سيدة فحصاً داخلياً قبل مرور أربعين يوماً على الولادة، إلا عندما تستدعي الضرورة.
كما نؤكد بأن كل الجسم يحتاج إلى هذه الفترة كاملة ليتخلص من التغيرات الفيزيولوجية التي حدثت بتأثير الحمل وبتأثير هرموناته، مثل تغيرات جهاز الدوران والتنفس (مثل تسارع ضربات القلب وضيق النفس وغيرها)، والجهاز الهضمي، (ومنها البواسير).
ولا نهمل العامل النفسي، فالمرأة بحاجة لهذه الفترة حتى يزول ما خلفه الحمل والولادة من ضغط نفسي وعصبي عليها، كما أن عملية تخلص الجسم من الهرمونات الزائدة بعد الولادة قد تنعكس بتغيرات وتأثيرات نفسية على الأم، فقد تصاب بسرعة تبدل المزاج أو العصبية أو غيرها.

وقد تحدث العلاقة الزوجية قبل انتهاء الأربعين ولا تحدث مشاكل عند السيدة، لكن المقصود هو أن نسبة حدوث المشاكل مثل الالتهابات وعدم شفاء الجروح جيداً (الظاهرة أو المجهرية) في الجهاز التناسلي يكون بنسبة أكبر في حال حدوث الجماع قبل الأربعين يوماً، لذلك فطبياً ومن كل النواحي من الأفضل أن لا يتم حدوث العلاقة الزوجية قبل انتهاء مدة النفاس الطبيعية، ونسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى.
وبالله التوفيق.*
رد مع اقتباس