في يوم صاح جميل ربيعي كان رجل كبير في السن شاحب الوجه يمشي في الحديقة بخطى تقيلة متكأ على عصاه وينظر فيما حوله بنظرة يشوبها الاستغراب والاستنكار ويبدوا عليه أنه غير راض
مر عليه جماعة من الصبيان وهم يضحكون ويقفزون غير مبالين بما حولهم وكأن الدنيا كلها لهم
نظر بعضهم لبعض بعدما رأو الشيخ على تلك الحالة وتعجبوا من حاله مع شيئ من السخرية
وقال أحدهم بكم اشتريت هذا القوس يا عمي (يقصد الانحناء في وقفته)
نظر إليه الشيخ بعين فيها من الحكمة وشيئ من الغضب وقال له
حصلت عليه مجانا لا تقلق سيصلك واحدا في يوم ما