انتثارعلى شُرفة سابعة (مشاركة أنا بين السطور)
بِسمِ اللهِ الَّرحمَنِ الرَّحِيم
و تأتي السَابِعة ..
سَخِيّةً هَاطِلَةً بكُلِّ شَيء .. مُزدَحِمةً بالتَفاصِيْل ..
يَحيدُ مِيزَانُها باتجَاه الزَّمَنِ المُنْصرمِ ، حَيثُ يُحَلقُ في صَمْتِهِ عُصفُوْرٌ صَغِير،هَجرَ الأزقةَ التّي تُنَادِيهِ مِن حُنْجرةِ المَاضِي ، وَ مَضَى بَعِيداً يَجْمَعُ الحَصَادَ و يمْتَطِي أَحْلامهُ باتجاهِ الشَّمْس ..
و نَجْمَةٌ فِي الأفقِ ، صَغِيرةٌ سَابحة تدورُ في الفلكِ وَحِيْدَة، تَبْحَثُ عَنْ مِرْآتها النّائية ليَضِيع هَيكلها الرّقِيق فِي وهجِ النهارِ و تغرقُ بعيداً بعيداً ..
▨▨▨
عَلَى غَيْمَتَيْن تُمْطِرَانِ حَكَايَا الزّمَن العَابِر ، و تَعْبُرَانِ السّكُون في هَيْبَة مُتَنَاهِية ، تُطِل صُوْرَتُهُ التّي تُوغل القَلْبَ في سَرَادِيبَ مِن لَهْفَة ، وَ عَيْنَاهُ اللتَانِ استَوحَتَا صُورَة القَمَر تُسْرِفَانِ الغَرَقَ في بَرَاكِيْنِ الرُّوح ..
صَوتُهُ الآتي مِن صَحْوةِ السّابِعَة ..
وَ ضحكَتهُ التي تَهُزُّ الأَثِيرَ تَدَاعَت في لَحْظَةٍ مَارِقَة ..
لَقَد كَانَ جَنّة ..
جَنّةً نَزَعَ أَغْصَانَهَا يَوْمَ أن عَبَرَ المَوْج وَ قَطَعَ القِفِار ، وَشَقّ الفَرَاغُ مَكَانَهُ وَ صوته حين كل سابعة ..
▨▨▨
حَكَايَاهُ الجَمِيلَة .. أسِئلَته البَرِيئَة.. وَ أَحْلَامهُ الصغِيرة .. كُلهَا تُعلنُ انتمَاءهَا لذاكِرَتِي وَ تَنْقُشُ صُوَرهَا باتقَان فِي شَرِيطِ الأَمْس ..
السُّكُونُ بَعْثَرة ..
صَمْتُ الأَمَاكِنِ فِي ذَاتِ اللحْظَةِ يَخْنُقُ القَلَبَ بالفَقْد ..
وَ أنَا أَعُودُ للوَرَاء سِنِينَ يُحْصِيها شَوقِي يَوْماً يَوْماً ..
وَ أَرَاهُ فِي كُرسيّهِ ، وَعِندَ البَاب مُودِّعاً يَحْمِلُ حَقِيبَتَهُ، وَ فِي لَحْظَةِ شَغَبٍ مُتَكَررٍ أَرَاهُ يَفتَحُ البَابَ وَ الحَيَاةُ تُلَوّنُ تَعَابِيرَهُ وَ ضَحِكَاتَه المُتَقَطّعَةِ مِن فَرْطِ اللَّعِب
يَخْرُج ثُمّ يَعُودُ بِالصُّرَاخِ وَ يَدْفَعُ جَسَدَهُ بِقُوةٍ مُتَحَدِّياً تلكَ الأروَاح البَرِيئَةِ المُزْعِجَة مِنَ الجِهَةِ الأُخْرَى ..
شَيءٌ مَا يَعُودُ بي لذَاتِ الزَّمْن وَ الآنَ يَنْتَشِلُ الذِّكْرَى سَوَادُ شِارِبَيْهِ وِ صُوتُهُ الذي يَجْرَحُ السُكُونَ بِخُشُونَتِه ..
لقَدْ كَبُر وَفِي بِضِع سِنِينَ تَرَكَ نَجمَتَهُ تُنَاوِشُ الذِّكْرَى كُلّمَا تَفجَّرِتِ السَّمَاءُ بينَابيعِ النُّور ..
كَبُر وَ التَحَقَ بِرَكبِ الرِّجِال وَ أَصْبَحَت حَلَقَاتُ نَجْمَتِهِ ضَعِيْفَةً حَولَه ..
تَرَكَ نَظَرَاتَها مُعَلّقَة حِينَ تَجَاوزَت طَائِرَته مَدَّ البَصَر ..
تَجَلَّدَ وَ أَوَى إِلَى العَتْمَة .. وَ ظَلّتِ الشَوَارِعُ تبتَلعُ ضَوءهَا من بَعْدِه ..
▨▨▨
بَعْدَ مُغَادرتِهِ كَانَ الشِّتَاءُ يَزفُرُ صَقِيعَ فَقْدِه ... وَ الغُربَةُ غَدت مَزْرُوعَةً في آثَارِه ..
حتى اجتِمَاعُ السابِعة غَدا مُوحِشاً .. رُبمَا لأنَّ الزَمَنَ ذاتَهُ كَانَ يَحمِلُ عُمقاً وَ لِقَاءً قلبياً و أخوياً رائعاً ...
▨▨▨
عَبرَ أَسلَاكِ الهَاتِفِ يَأتِي صَوتُهُ أَجشاً خشناً ..
تَكْبُرُ في نَغَمَاتِهِ سَعَادته وَهوَ يَتَحدثُ عن أَحلامِه .. وَ حَنينه للمُشْتَاقين ..
مَا أبْعَدَ المَسَافَةَ بيننَا وَ مَا أقرَبَهَا ..
الأَرضُ مُتسِعَة .. وَ القَلَبُ تَجَاوَزَ كُلَّ التَّضَارِيس ..
▨▨▨
و تَأتِي السَّابِعة ..
عُصفُورُهَا غَريبٌ / بَعِيد ..
ينْحَنِي غُصْنُه عَلَى نَافِذةِ ذِكرَى .. وَ انتِظَار ..
__________________
…|و يارب أنزل رحمتك على أهل القبور |…
(رحمك الله يا خالتي)
التعديل الأخير تم بواسطة تلميذ الحياة ; 05-03-2015 الساعة 09:26 PM