منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اصبحت الظالم وقد كنت المظلوم ؟(مستجد رد338)
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-05-2015, 05:01 AM
  #155
رزانُ أطلّت
عضو نشيط
تاريخ التسجيل: Oct 2014
المشاركات: 192
رزانُ أطلّت غير متصل  
رد: اصبحت الظالم وقد كنت المظلوم ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخونا الفاضل ريـّان عظم الله أجرك في مصابك ....
تمنيت اني مادخلت الصفحة ولا قرأت القصة ولا عرفت التفاصيل الي زادت وجع قلبي وتعبي ...
اذكر اني كنت من المتابعين بشدة لقصة أخونا الوحيد و أخونا أبو رهف و ريوف ووالله اني من كثر عجزي اني ألقى رد اني كنت فقط اتابع بصمت (طبعا بعد ما انكشفت تفاصيل قصته ).. أما انت جاني ضيق وكدر وهم ورغبة في البكا ... صرت أرجف من الخوف ...هل ممكن بيوم أضيع ويستزلني الشيطان ... وتاهت كلماتي وضاعت حروفي ...ومالقيت كلمات تهدأني الا ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه

اللهم أسألك السلامة والعافية ....يارب اسألك السلامة والعافية ... الحمدلله الذي فضلني مما ابتلاك به (وابتلاها ) وفضلني على كثير من عباده تفضيلا .... اللهم لا تضلنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ... اللهم اذا اردت بعبادك فتنة فاقبضنا اليك غير خزايا ولا مفتونين.. انا لله وانا اليه راجعون .... اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها .. اللهم أجره في مصيبته واخلف له خيرا منها ... اللهم أجرها في مصيبتها واخلف لها خيرا منها ....
حسبنا الله ونعم الوكيل .... في شياطين الانس والجن أجمعين ....

بعد أن ردّدت هذه الكلمات وجدت اني أقل شتاتا من السابق لكني عجزت اقوم بأشغالي ... ماقدرت من امس جفاني النوم الا متقطع ... فلا كلماتي وحروفي بتقدر توصل شيء من صراعات النفس و خلجاتها ... لكن قلت لعل وعسى اني اقدر اوصل لك بعض الحروف التي من كان في مثل حالك كان أشد تعطشا لها ... فغربة 5 سنوات وسط عالم لا يعلم بك فكأنك كالمسجون التائه وسطهم ... لا أعلم شعرت بك بهذا الوصف ... فأنت أصبحت كالغريب داخلهم فلا أنت في وطنك ( زوجتك لم تعد زوجتك ولم تعد هي ذاتها هي في نظرك وفي نظرها لنفسها بعدما حدث) و ( لم يعد محيطك و دنيّتك و فضاءك الواسع كالسابق فضاقت عليك الأرض بما رحبت ) و لا أهلك ولا أصدقاؤك و لا ممن حولك من يستطيع أن يتفهّم نظراتك و تصرفاتك وقرارتك ... إلا خالقك .... فلله الحمد أن وهبنا إيمانا صادقا به نلجأ إليه ويكافئنا على صبرنا و يلا يضيع لنا مثقال ذرة من أعمالنا .. فكل كدر وحزن وهم وضيق هو أعلم به ولنا منه إن صبرنا ( إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساااااب ) ... سبحانه له الحمد .. ان جعلنا في دار ليست كل حياتنا و لا مبلغ آمالنا ... فلدينا الايمان بالدار الاخرة وأنّها دار القرار والمصير ولنا فيها العيش الرغد الهانئ (الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ)


سامحني اخ ريان على هذا الاسهاب .... لكني تعلمت من هذه الدنيا ان الايمان بالله واقصد الايمان العميق الصادق بالله هو علاج كل داء .. سواء كان نفسيا أو جسديا ... فالروح ان تنعمت بجنب الله فلا من كلل على جسد ولو كان مبتلى .. اما ان تنعّم الجسد و روحه عليلة فلا راحة ولا هناء ...

شعرت بك حين قست بعض الردود عليك وهي حانية عليك محبة لك ... فلا لغة يفهما المظلوم إلا لغة العدل التي تداوي جراحه ... ولا عناء يشعر به المظلوم أكثر من أن يتوطن مشاعر ظالمه ويتفهم ظلمه كأن يلتمس له العذر .. ولا أقسى من خطاب المظلوم بالعطف على الظالم ...



لذلك حينما أنزل الله هذه الايات ....
(لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا *إن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا)النساء
(وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ *وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ *وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ *إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ *وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ)الشورى

وكأني بالله هنا ختم الاية في سورة النساء بصفتي العفو مع مقدرته ,, وفي الشورى أرشد الى العفو بعد ان عدل للمظلوم وانصفه ..... وكأنه خطاب رقيق لنفس عانت من الظلم كليلة منه .. لا تفهم لغة العفو الان فهي منهكة من الظلم فحين تأخذ حقها وتُنصف سترى حين ذاك ان خاتمة الامور هناك في الاخرة لا هنا في دار الزوال والفناء والدنوّ ... فسترجع الى استقرارها و هدوءها وصفائها و تسمع لذلك الخطاب الرقيق الهادئ الحاني ( وكان الله عفوا قديرا )عفوّا حين كان قادرا على ان يقتص لكن لكرمه وجوده عفى سبحانه وتعالى ..( فمن عفا وأصلح فأجره على الله )(ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )جاءتا بعد ان برّأ الله ساحة المظلوم ونزّهه أن يكون معتديا حين اقتص لنفسه بعدل الله , ففي عدل الله علاج نفسي لنفسٍ أصابها الاكتئاب من الاعتداء على حقوقها كضحايا الاغتصاب و النهب والسلب والقتل والإعتداء على الانسان في نفسه و ماله وعرضه.. ومن كان في مثل حالتك ولا يمكن بحال ان نقتصر على الظلم بمثل هذه الحالات فحين قال الله في آيات النساء ( وكان الله سميعا عليما ) إعلام للمظلوم بعلم الله وإحاطته بحاله الذي يأنّ منه وسلوى له انه يسمع دعوته ويعلم به قبل ان يشتكي الى إليه ....

أخي الفاضل إن سردك لتفاصيل قصتك أصابنا بالألم فكيف بمن عاشها وتجرّعها ولم يستسيغها ...!!
لتعلم انك علمتني اليوم درس قرآني كنت أمرّ عليه ولا أعيه ألا وهو (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ )... لقد كان لك شفاء نفسي حين أخرجتها من بيتك .. ولو لم تفعل .. لكنت الان عليلا هائما على وجهك ...ولتعلم أنه كما قال الله انها هي من ظلمت نفسها ولم تظلمها أنت بشيء ... !!
لن تكون ظالما بحال وهذا حالك وهذا كرمك ... و لا تظنّن الله غافلاّ عمّا يعل الظالمون ... وسوف تنبيك بالأيام من لم تزوّدِ !!
و والله قد عشت ظلم لم يقارن بمعنى الظلم فقط قليل من الهمز واللمز و ما أعدل الله وما احكمه سبحانه ما دارت الايام إلا و طابت نفس لعدل الله .

لاتحزن على ما فعلت وما اتخذته من قرارت تجاه أمرك فوالله انك مسددّ _والله أعلم _ حتى أن قرارك بإرجاعها كان خاتمة آية الطلاق ذاتها التي ذكرتها قبل قليل (لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا).... وكم من الآمال المفتوحة للنفس الكسيرة في سورة الطلاق وحدها (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ )(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا)(سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا)(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) هذه الآية هي خاتمة سورة الطلاق وكأنّي بالله _ ولا أفسّر_ يدلّل لنا على قدررته و إحاطته بالعلم ليخبرنا أنه أعلم بالخير لنا من أنفسنا وأنه القادر على جبر قلوبنا الكسيرة بما شاء وأن يبدلها بعد حزنها فرجاً و فرحاً ..!!!



لن أحدثك الان عن أي قرار تتخذه ... فليس أعلم بالمريض من الجنب الذي يرتاح عليه ... فلتفعل ما ارتأيت أنه يريحك ... فأنت قد سامحتها نسأل الله أن يتوب عليها ويغفر لها ويبدل سيئاتها حسنات ويخلف لها في مصابها في نقسها خيرا ...ولن أقسو عليك بأي شيء ... فما تفعله الان أنت هو بمثل العلاج البطيء لنفسك ... ان كنت ناصحةً لك بشيء مجرّب فهو أن تكثر من تلاوة القرآن حتى يشفي نفسك و تشعر بالارتياح لهذه الكتمة والالم الذي يصيبك في صدرك ولتعلم (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)....

سبحان الله الذي أنزل لنا هذا الكتاب وجعله نورا مبينا لنا إلى يوم الدين ...

التعديل الأخير تم بواسطة رزانُ أطلّت ; 09-05-2015 الساعة 05:09 AM