أخوي ريان.. كلامك بشأن زوجة أخونا الوحيد ربما مبني على قرائتك للموضوع الأخير فقط الذي تكلم فيه عن الخيانة..
من قرأ مواضيعه السابقة ومن خلال كلامه عن زوجته يعلم أنها ذات دين وصلاة وعبادة.. لكن الشيطان استزلها شيئا فشيئا حتى تردى حالها..

أخوي ريان لست وحدك من ابتلي بهذه المصيبة..

قبلك وقبل الأخ الوحيد.. طرح الأخ الفاضل أبو رهف وريوف مشكلته.. قبل موضوع الأخ الوحيد بفترة قليلة.. زوجته بها خير ودين بشهادته هو.. كانت معيدة في جامعة على ما أذكر.. اشترطوا عليها الابتعاث للخارج لتبقى في الوظيفة وتترقى.. وبعد تردد وافق زوجها.. وكان محرمها أخوها.. وخلا السفر استزلها الشيطان ووقعت في الخيانة...

كشفها أخوها .. أرجعها وفضحها وتبرأ منها كلّ أهلها.. ورموها على زوجهاالمجروح.. ورفضوا أن تأتي عندهم لو طلّقها.. له ان يرمي أم بناته في الشارع أو يشوف لها دبره..لكن هم ما يعرفوها.. اتصلت مرة لامها فردت عليها أن ما عندي بنت بذا الاسم..

فُضحت وكُسرت وخسرت أهلها جميعا ودراستها ووظيفتها وكرامتها وكلّ شيء في حياتها إلا المرارة والألم والحسرة والدموع..

لك يا أخي أن تتصوّر ألمه وجرحه.. تخيل يا أخوي ريان .. زوجته حملت من الخيانة.. يشوفها في بيته كل يوم وهي حامل من غيره.. لك أن تتصور وتتخيل قهر الرجال الذي تعرفه..

قدر الله وسقط الحمل في الشهر الرابع..

طرح موضوعه بعد قرابة سنة على مصيبته وبلواه.. نصحناه ان يتزوج بامرأة ثانية فلم يتقبل.. كما أن العفو وابقائها صعب كما لا يخفى عليك..

ولكن الله تعالى أراد أن يرحم تلك المكسورة ويكتب لها حياة جديدة بعد أن كان حالها اسوأ من الموت..

بعد فترة جائنا الأخ أبو رهف وريوف بموضوع جديد.. ذكر فيه أنه بدأ بمحاولة ارجاع الأمور لطبيعتها حتى في العلاقة الخاصة.. وهو مقرّ أنّ الأمر صعب جدا.. بالنسبة لي لم أنصحه بهذا الحلّ لصعوبته، نصحته ان يتزوج.. ثم يحاول ابقائها لو تمكن.. لكنه سلك الطريق الأصعب.. أسأل الله أن يربط على قلبه ويثبته ويعطيه القوّة والصبر ويعوضه خيرا..

العجيب يا أخي ريان أنك أنت والأخ أبورهف وريوف والأخ الوحيد أصحاب عفة ونقاء وبعد عن العلاقات المحرمة.. وكلكم شهدتم لزوجاتكم بالخير والدين.. ومع ذلك ابتليتم.. فلا يكون هذا الابتلاء إلا رفعة لدرجاتكم بإذن الله.. والله تعالى لا يتهم في قضائه..

الرجال يعرفون معادن الرجال يا أخي ريّان.. ورجل مثلك أو مثلهم في مروءاتكم وشهامتكم وصبركم ونبل أخلاقكم وعفتكم ونقائكم.. من كان مثلكم عندي والله لا أستكثر عليه أن أقبل يديه أو أغسل قدميه..

وإذا أراد الله ان يرحم طليقتك المكسورة ويكتب لها حياة اخرى في هذه الدنيا.. وينزل من عينها دمعة فرح بعد سنين من دموع الدم.. فسيعطيك القوة على مسامحتها وارجاعها..
وإلا فستبقى طليقتك إلى آخر يوم من حياتها مكسورة ومذلولة ومكلومة..

فعلت أو لم تفعل.. استطعت أو لم تستطع أخوي ريان.. أسأل الله أن ينزل على قلبك سكينة وطمأنينة تنسيك كلّ هم وأن يرزقك راحة البال وأن يعوِّضك بأعلى الفردوس..

...
..
.

__________________
سأكتبُ شعريَ الباكي ..... بدمع القلب لا الحبرِ
أُسَطِّرُهُ على كبدي ..... وأتركُ دَفْتَرَ الشِّعْرِ
جراحُ أحبتي في الأرضِ ..... تبعثُ عاصِفَ الفِكْرِ